قال الناقد عبد الرحمن أبو عوف رئيس تحرير مجلة «الرواية»: أتمني أن أستكتب في المجلة كل الكتاب من جميع التيارات، لكن للأسف الأدباء يفضلون النشر في الصحف الخليجية التي أسميها صحف «البترودولار»، بالإضافة للمطبوعات الشهيرة، مثل المجلة الأسبوعية التي يرأس تحريرها روائي كبير القيمة، لكنه رئيس تحرير متواضع الإمكانيات»، وذلك في الندوة التي نظمتها الهيئة العامة للكتاب بعنوان «مجلة الرواية.. قضايا وآفاق». وأكمل أبو عوف في رده علي تساؤلات الدكتور وائل غالي حول الرسالة التي تحملها المجلة، والرؤية العامة لها والبناء والتبويب والتقسيم، ولماذا تتجاهل الكتابات الجديدة قائلا: أتمني النشر للكتاب الشباب الذين لهم تجارب متميزة، ولكني أرفض العشوائية في النشر، وأطالب بضررة تغيير نظام التصويت علي الجوائز والاهتمام بالنقاد أصحاب القيمة الكبار أمثال الراحل فاروق عبد القادر. وقال الروائي يوسف القعيد، الذي أدار الندوة: إن المجلة تستقطب كل التيارات ومنحازة للرواية بشكل أساسي، واليوم أشبه بالبارحة عندما قال عباس العقاد نحن في زمن الشعر في الأربعينيات، رد عليه نجيب محفوظ بمقال في مجلة الرسالة فقال: فن الرواية شعر الدنيا الجديدة وقد سألت نجيب محفوظ قبل رحيله عن هذه المسألة، فلم يعطني جوابا شافيا، وأطالب الباحثين بالبحث في هذه القضية. وقالت الدكتورة ثناء أنس الوجود: السوق متعطشة لمجلة مثل "الرواية" التي تكرس للنقد الروائي، وقد خلصتنا المجلة من تلك هذه النزعة الأعجمية وفوضي التعريب والتمصير وامصطلحات التي يتشدق بها الكثير من نقاد الحداثة، بما بها من مقالات تصلح للتدريس لطلاب الجامعات، كما أنها تستوعب أفرادا من مدارس نقدية مختلفة سواء كانت تاريخية أو بنيوية أو اجتماعية أو أسلوبية، وتخصصها في نشر آراء حول روايات معينة، دون نشر إبداعات كان سببا في استقطاب النقد بعيدا عن اللغة العربية، وفتح الباب علي نقد الروايات الغربية والفارسية والصينية. أما الدكتورة رشا إسماعيل أستاذ الأدب الإسباني بكلية الآداب جامعة القاهرة، فقالت إن المجلة متطورة وتحتاج لإنشاء موقع خاص بها علي شبكة الإنترنت، لتتاح للجميع داخل وخارج مصر، ولابد من تسليط الضوء علي الإبداعات المتميزة في الأدب الإسباني خصوصا، حيث اعتادت المجلة الاهتمام بالأدباء المشهورين أمثال ماركيز وباولو كويلهو وبابليو نيرودا، وبورخيس، وتجاهلت إبداعات متميزة لأدباء آخرين لا يسمع عنهم القارئ العربي، لا يقلون مكانة عن الأدباء المذكورين آنفا. وقال الدكتور حسين حمودة: نجحت المجلة في خلق حالة من التواصل بين الموروث السردي العربي المتنوع والأدب الغربي ودخلت مغامرة التركيز علي نوع أدبي واحد له حضوره اللافت في الساحة الثقافية العربية، وأثارت مشكلات وقضايا تتصل بتجارب الكتاب والمبدعين في العالم العربي والآداب الإنسانية الأخري، وفتحت المجلة النوافذ علي إبداعات جديدة في مختلف دول العالم، وأصدرت ملفات لكتاب كبار عربيا أمثال نجيب محفوظ وبهاء طاهر وجمال الغيطاني والطيب صالح ومحمد البساطي، وعلي المستوي العالمي، قدمت ملفا عن الحاصلين علي نوبل وجائزة البوكر البريطانية، وأوصي حمودة بضرورة متابعة الانفجار الروائي الجديد، حيث هناك رواية تصدر كل يوم في مصر.