توماس فريدمان: إسرائيل التي عرفناها ولت وأمريكا قد تنجر لحرب من أجل تل أبيب    داخلين على أيام صعبة، الأرصاد تحذر من درجات الحرارة اليوم حتى الإثنين المقبل    وزيرة البيئة: إكمال عملية الدفن الآمن للحوت النافق بعد اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة    الأعلى للآثار يكشف عدد زائري المواقع الأثرية والمتاحف خلال العيد    ترامب: بايدن جعل أمريكا أضحوكة العالم    انفجار مستودع ذخيرة يثير الرعب في تشاد.. قتيل ومصابين بكارثة نجاميا (فيديو)    القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلي يواصل الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين    جوميز يستقر على بديل «زيزو» في مباراة الزمالك وفاركو المقبلة    تشاؤم وانتقاد ل كولر، آخر ما كتبته نورهان ناصر مشجعة الأهلي بعد مباراة الاتحاد قبل مصرعها    أسعار النفط تصل إلى أعلى مستوياتها في أكثر من شهر    انفجارات ضخمة في العاصمة التشادية بعد حريق مستودع ذخيرة    «بوتين» يزور كوريا الشمالية فى رحلة نادرة وسط قلق «أمريكى- أوروبى»    انطلاق احتفالات دير المحرق.. بحضور 10 آلاف زائر يوميا    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025    كريمة الحفناوي: الإخوان يستخدمون أسلوب الشائعات لمحاربة معارضيهم    هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟ دار الإفتاء المصرية تكشف مفاجأة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    أجزاء في الخروف تسبب أضرارا صحية خطيرة للإنسان.. احذر الإفراط في تناولها    عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في المواصي    بعد 17 عامًا من طرحه.. عمرو عبدالعزيز يكشف عن مفاجأت من كواليس «مرجان أحمد مرجان»    ريال مدريد ينهي الجدل بشأن انتقال مدافعه لميلان    موعد مبارة ألمانيا والمجر ضمن يورو 2024.. التشكيل المتوقع    «المركزى» يعلن ارتفاع الودائع ل10.6 تريليون جنيه    تراجع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الأربعاء 19 يونيو 2024    محافظ الإسكندرية: رفع 20 ألف طن مخلفات خلال أيام عيد الأضحى المبارك    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    القبض على السائق المتسبب في مصرع مشجعتي الأهلي أمام استاد برج العرب    مؤسسة علمية!    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    مستشار الشيبي القانوني: قرار كاس هو إيقاف لتنفيذ العقوبة الصادرة بحقه    ملف يلا كورة.. انتصار الأهلي.. جدول مباريات الليجا وبريميرليج.. وفوز تركيا والبرتغال في يورو 2024    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    مصر للطيران تبدأ اليوم جسرها الجوي لعودة الحجاج إلى أرض الوطن    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    مصرع مسن واصابة اثنين في انقلاب سيارتين بالغربية    الحاجّ ال12من الفيوم.. وفاة شعبان سيف النصر خلال أداء المناسك الحج    إجراء عاجل من السفارة المصرية بالسعودية للبحث عن الحجاج «المفقودين» وتأمين رحلات العودة (فيديو)    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    في ثالث ايام عيد الاضحى.. مصرع أب غرقًا في نهر النيل لينقذ ابنته    عودة محمد الشيبي.. بيراميدز يحشد القوة الضاربة لمواجهة بلدية المحلة    مكتب الصحة بسويسرا: نهاية إتاحة لقاح كورونا مجانا بدءا من يوليو    المحافظ والقيادات التنفيذية يؤدون العزاء فى سكرتير عام كفر الشيخ    بعد آخر ارتفاع.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024    أشرف غريب: عادل إمام طول الوقت وسط الناس    غزارة تهديفية بالجولة الأولى تنذر ببطولة قياسية في يورو 2024    بعد نجاح تجارب زراعته.. تعرف على موطن زراعة "الكاسافا" بديل القمح وأبرز مميزاته    المراجعة النهائية لمادة اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الثانوي.. نحو pdf    ماذا حققت محطة تحيا مصر متعددة الأغراض بعد عام من افتتاحها؟    ليلى علوي تهنىء أبطال فيلم "ولاد رزق "    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 19 يونيو 2024    علامتان محتملتان للإصابة بالسرطان في يديك لا تتجاهلهما أبدًا (صور)    أسقف نجع حمادي يقدم التهنئة للقيادات التنفيذية بمناسبة عيد الأضحى    بطريرك السريان الكاثوليك يزور بازيليك Notre-Dame de la Garde بمرسيليا    بعد وفاة العشرات خلال الحج بسببها.. كيف يمكن أن تكون ضربة الشمس قاتلة؟    بدائل الثانوية الأزهرية| معهد تمريض مستشفى باب الشعرية - الشروط وتفاصيل التقديم    الصحة: ترشيح 8 آلاف و481 عضو مهن طبية للدراسات العليا بالجامعات    هل يؤاخذ الإنسان على الأفكار والهواجس السلبية التي تخطر بباله؟    دار الإفتاء: ترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوضي تعدد المرجعيات
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 27 - 06 - 2010

لا يمكن للمتابع للإعلام الديني أن يقف علي مرجعية واحدة وحيدة تجمع شتات ما يتم بثه الآن في الإعلام الديني بكل أشكاله وألوانه، فلكل قناة مرجعيتها الفكرية الخاصة بها، بل لكل مجموعة أشخاص مرجعيتهم الفكرية الخاصة بهم، بل يكاد يكون لكل داعية مرجعيته الخاصة به، أما الأغرب والأعجب أن من الدعاة الدينيين في الإعلام الديني من ليس لديه أية مرجعية يمكن إرجاعه إليها، هذا الصنف من الدعاة عديم المرجعية نراهم يتحدثون في قضايا وأمور الدين هكذا بالبركة (وزي ما ترسي معاهم)، من أمثال هؤلاء (عمرو خالد، مصطفي حسني، خالد الجندي، محمد هداية، وغيرهم ممن يطلق عليهم الدعاة الجدد)، فهؤلاء لا منهج علمي لديهم ولا مرجعية فكرية علمية حقيقية ظاهرة واضحة صريحة يمكن أن تنسبهم إليها، سوي قولهم: نحن نمثل الإسلام الوسطي، أو وسطية الإسلام، أو الإسلام المستنير، هذه الشعارات كما لا يخفي علي أحد هي شعارات فضفاضة لا تركن إلي شيء حقيقي يمكن الرجوع إليه، فهي شعارات أشبه ما تكون بجراب الحاوي الذي يخرج منه الحاوي ما يشاء متي شاء لمن يشاء، ويمنع منه ما يشاء متي شاء عمن يشاء، فهل يستطيع واحد من هؤلاء أن يبين لنا ما هي المرجعية أو المنهجية العلمية الفكرية لشعار وسطية الإسلام أو شعار الإسلام المستنير؟، أؤكد أن واحدا من هؤلاء ليس لديه جواب عن هذا السؤال، بل ربما لم يسمع من قبل عن المنهج العلمي في التفكير.
ومن المعلوم أن الإعلام الديني يجمع تيارات دينية أخري، ولكل تيار ديني مجموعة من الأشخاص تمثله، فمنهم من يمثل التيار السلفي الذي تتمثل مرجعيته في التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة (وفق شروطهم هم للصحة) أي يأخذون من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ما يصح لديهم وفق ما يشترطونه أو وفق ما يرونه هم من شروط لصحة الحديث عند قبولهم له، وهؤلاء ليست لديهم أية مرجعية فكرية تقوم علي المنهج العلمي، وإنما تتمثل مرجعيتهم الفكرية في عدم أخذهم من الكتاب والسنة مباشرة من تلقاء أنفسهم، بل يقولون: نحن نفهم ديننا كما فهمه السلف الصالح من الأمة، والسلف الصالح يقصدون بهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وحجتهم في ذلك ما نسب للنبي عليه الصلاة والسلام من قول جاء فيه: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، فهم بذلك منغلقون علي فهم القرون الأولي للإسلام ويعتبرون أي فهم للدين سوي فهم السلف الصالح فهما غير ملزم ومجانب للصواب، ولا يمكن اعتبار أن هذا الفكر أو هذا المنهج هو فكر علمي أو منهج علمي، بل هو فكر أو منهج طائفي عنصري منغلق لا يمت للعلم بصله.
أما الذي قد لا يعرفه معظم الناس عن التيار السلفي أنه ليس تيارا واحدا موحدا، بل هو عدة تيارات مختلفة ومتنافسة فيما بينها لا يجمعهم سوي اجتماعهم علي فهم الدين طبقا لفهم السلف، إلا أنهم قد اختلفوا فيما بينهم حول فهم السلف للدين، بمعني منهم من أيد فهم ابن عباس ومنهم من أيد فهم سفيان الثوري في بعض القضايا الفقهية، ومنهم من قال بصحة بعض الأحاديث في قضية ما ومنهم من ضعفها وقال بصحة غيرها في نفس القضية، لذلك نجد مثلا الشيخ محمد حسان والشيخ محمد الزغبي والشيخ أبو إسحاق الحويني رغم أن جميعهم ينتسبون للتيار السلفي في فهم الدين إلا أنهم مختلفون فيما بينهم حول بعض القضايا وبعض الأحكام الفقهية، ولذلك نجد لكل منهم أتباعه وأشياعه الذين يؤيدونه ويناصرونه في آرائه في القضايا والأحكام الفقهية التي يختلف فيها مع غيره ممن ذكرنا من المشايخ.
ومن التيارات الدينية الأخري التي يزخر بها الإعلام الديني، تيار الإخوان المسلمون، ومرجعيته لا تختلف كثيرا عن مرجعية التيار السلفي، إلا أنهم أكثر انفتاحا وحركية من التيار السلفي خدمة لتوجهاتهم السياسية الدينية المعلنة، التي تتمثل في نشاطهم السياسي عبر دخولهم كل الانتخابات تحت شعار (الإسلام هو الحل) لجذب البسطاء والعوام للوصول إلي السلطة عبر صناديق الاقتراع ومن ثم يستطيعون تطبيق الشريعة الإسلامية ويقيمون الدولة الإسلامية، وكما لا يخفي علي أحد أن هذا التيار لا يملك أي منهجية علمية لفهم الدين حتي وإن كان له مرجعية دينية إلا أنها بالقطع مرجعية لا تمت للعلم بصلة.
أما الأستاذ جمال البنا (مفتي البوس وشرب السجائر في الصيام) فلا يملك أية مرجعية أو تفكيراً علمياً حقيقياً علي الإطلاق، إنما يمكن القول إنه يعتمد ويتبني فكرة تحديث الفهم الديني عبر الاعتماد علي القرآن الكريم وحده باعتباره المصدر الوحيد والصحيح للإسلام، أما السنة فنراه يتعامل معها بمزاجية وانتقائية محضة، حيث يقول: نأخذ من السنة ما يوافق القرآن، ولو طالبناه بالمرجعية الفكرية العلمية أو بالمنهجية العلمية لفهمه للقرآن والسنة، فأنا أؤكد أن الرجل لا يملك وربما لا يعرف عنها شيئا علي الإطلاق.
وهكذا تكون العبثية وبعثرة عقائد الناس وتشتيت دينهم وتمزيق أفكارهم من أجل مصالح وغايات القائمين علي الإعلام الديني في مصر والعالم العربي. وأكاد أجزم بأن هناك قوي تقف خلف هذه التيارات لإلهاء الناس وتشتيتهم دينيا كي يحافظوا هم علي مصالحهم وإبقائها آمنة مستقرة.
(للحديث بقية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.