تستهدف تخريب تلك القنوات من خلال تصيد أخطاء الدعاة من تسجيل ومتابعة أحاديثهم بمراقبة الإعلام المصري والعربي وتقديم تقارير عنه لصناع القرار الأمريكيين. ومن اهم المعاهد التي تخصصت في ذلك وأخطرها معهد ميمري الذي يهتم بمراقبة وسائل الإعلام العربية والإسلامية، ويرصد كل ما تتناوله عن إسرائيل محاولا إظهار الانتقادات الموجهة لإسرائيل باعتبارها معاداة للسامية. ويحرص القائمون علي المعهد بتقديم بمتابعات متحيزة ومشوهة بالإضافة إلي التحريض ضد منتقدي إسرائيل. ويقوم عليه مجموعة من المتشددين الأمريكان والإسرائيلين، حتي البابا شنودة، لم يسلم من هجومهم واتهم بأنه معادٍ للسامية عقب تصريحه علي إحدي القنوات الفضائية المصرية بأن اليهود هم الذين قتلوا المسيح عليه السلام. ويتخوف الإسرائيليون من الإعلام الفضائي الذي أصبح من مقومات تلقي المعلومات والثقافة بمختلف أشكالها، وهذا راجع إلي مدي الانتشار الواسع للبث الإعلامي الفضائي التليفزيوني أو حتي المواقع الإلكترونية للقنوات الفضائية، وكسره لجميع الحدود وتخطيه أقصي المسافات، ليصبح أثره واضحًا علي مختلف الأصعدة؛ خاصة مع تزايد أعداد القنوات العربية والغربية. وكان عدد من نواب مجلس الشعب قد تقدموا بطلب إحاطة عاجل ضد قرار المجلس السمعي والبصري الفرنسي بوقف بث قناة "الرحمة" الفضائية علي القمر الفرنسي "يوتلسات" بناءً علي شكوي مقدَّمة من اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية. وقال النواب إن الدستور كفل الحماية لحرية الرأي والتعبير، خاصةً في القرار 47، 48، 49 وقناة "الرحمة" ضمن وسائل الإعلام؛ الذي أكد الدستور كفالتها وحريتها، خاصةً أنها أصبحت وسيلةً مهمةً لتنوير الرأي العام، وتحظَي بمصداقية من الشعوب الإسلامية؛ لأنها تقدِّم الإسلام في صورته الصحيحة، وتبين سماحته واحترامه للآخر، حيث أكد د. فريد اسماعيل، عضو مجلس الشعب، ان التدخل السافر من قبل الجمعيات اليهودية الفرنسية في الشأن الداخلي المصري وطلب وقف بث قناة الرحمة المصرية علي القمر المصري نايل سات في واحدة من أخطر صور انتهاك السيادة المصرية، بزعم أن قناة الرحمة تعادي السامية وتنتقد سياسات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة. الغريب في الامر هو سرعة أستجابة حكومتنا المصرية لهذا التدخل السافر والخطير بكل بساطة وأوقفت بالفعل بث قناة "الرحمة" علي القمر المصري نايل سات في تحد خطير لمشاعر مئات الملايين من المسلمين في أرجاء العالم الاسلامي من متابعي تلك القناة فضلا عن مخالفة الدستور والقانون في المواد رقم 48، 49 من الدستور المصري التي كفلت حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الأعلام والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني والثقافي وغير ذلك! مؤكداً أن قرار منع بث قناة الرحمة لاقي ترحيبا واسعا من قبل منظمات اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، خاصة أن تلك المنظمات تكثف من حملاتها المتواصلة ضد الإعلام المصري وتتهمه بمعاداة السامية بسبب انتقادة لسياسات الاحتلال الغاشمة. واضاف إسماعيل أن الأمر جد خطير ويستهدف إعلامنا المصري خاصة القنوات الاسلامية الهادفة التي تبث عبر إرسالها تعاليم الإسلام الصحيحة وتناصر قضايا الأمة الاسلامية وتحث علي وحدة الجسد المسلم وتفضح جرائم الكيان الإسرائيلي الغاشمة . واكد د. محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب، أن اتهام جهات أجنبية لتلك القنوات بأنها معادية لسامية ياتي من قبيل خوفها من كم المشاهدين والمتابعين لتلك القنوات لما لها من قدرة فائقة علي جذب الجمهور والتاثير فيه، ومن جانبنا نرفض تدخل تلك الجهات في الأمور الداخلية لمصر وهي أمور تنذر بخطر علي الإعلام المصري كما أن سرعة استجابة الحكومة لها غير مفهوم علي الإطلاق.. متساءلًا: ماذا يريد الغرب؟ .. هل يريد أن نشاهد القنوات الخليعة والبعد عن القنوات الهادفة؟ وذكر د. كمال قابيل، أستاذ الإعلام جامعة القاهرة، أن القنوات الدينية المتخصصة لها تأثير إيجابي يخدم الدين الإسلامي والدعوة الإسلامية .. بعد انتشارها بشكل قوي وملحوظ في سماء البث الفضائي.. فقد بدأت بقنوات المنوعات والرياضة وغيرها من مظاهر الحياة الأخري.. وفي ظل الكم الهائل من القنوات كان لابد أن تكون هناك قنوات دينية متخصصة تبث للشباب الإسلامي بالدرجة الأولي وتخاطب الآخر في درجة ثانية.. مؤكداً أن القضايا التي تناولها تتفق مع روح العصر، وتنتقد الفكر الغربي المضلل، بعد أن كانت هناك قواعد إلزامية في وقت سابق لكل من يظهر علي تلك القنوات بمنع تبادل الاتهامات وخروج الخلافات إلي العلن أياً كان حجمها. وأرجع قابيل هذا التحول إلي أن ظهور الصراع الساخن بين القنوات الفضائية جعلها تستخدم كل الأسلحة غير المشروعة، مثل: الهجوم المتبادل والتقليل من نجاح المنافسين وتصيد الأخطاء. من جانبه أكد د. عبد المنعم البري، رئيس جبهة علماء الأزهر سابقا، أن القنوات الدينية تواجه المد الإعلامي الغربي بمختلف ألوانه، وتحمل علي عاتِقها رسالة إعلامية هادفة تسعي من خلاله للدفاع عن الهوية المسلمين ومعتقداتهم والوقوف سداً منيعاً أمام الافكارالوافدة والمذاهب الهدامة، التي تعصف بوحدة المجتمع المسلم وتماسُكه، وتهدد الفكر والعقيدة لشبابِه ناشئيه وأشار إلي أن القنوات الدينية التي ظهرت مؤخرا لها فوائدها العديدة من توعية وتثقيف وحث علي عدم الخوف علي الإسلام من القنوات الفضائية الدينية مهما كانت توجهاتها أو أخطائها. وانتقد البري: مخاوف العالم العربي من القنوات الدينية متأثرين بالغرب من كل ما يمس الدين. ويري الشيخ أحمد عبدالفتاح أمام مسجد فتري أن القنوات الدينية لها دور إيجابي تقوم به تجاه الأفراد بشكل مباشر في توصيل رسالة الإسلام السمحة وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة• مشيرا إلي أنه يوجد اختلاف منهجي لدي الدعاة العاملين في القنوات الفضائية يتمثل في الدخول في التعقيدات الخاصة بكتب الفقه والتي لا تهم المستمع البسيط في شيء. أيضا التطرق إلي الأمور السياسة التي ظهرت علي الساحة بشكل واضح.. وهذه لها خطورة شديدة وأثر بالغ في الفكر الديني والإدراك الحقيقي لمعني الدين الإسلامي. ودعا الشيخ عبد الفتاح كل العاملين في تلك القنوات من دعاة إلي الالتزام بالشريعة الإسلامية وسنة نبيه في دعوتهم للمسلمين.