عزيزي القارئ ماذا تكتب لو كنت مكاني؟!، لو تبادلنا المواقع وأصبحت أنت كاتبًا وأمسيت أنا قارئًا ربما يتبدل الحال غير الحال ونجد علي هذه الصفحة كلاما أحلي من أجمل رواية!! سيكتب كل قارئ ما يراه مناسبا لمزاجه الشخصي ورأي المحيطين به والمتعاطفين معه وأعضاء الحزب الذي لم يقم بإعلانه بين الأمم!! لن تقرأ كل هذا الكلام المشحون بالنقد للشأن العام في مصر والذي يتعمد كثير من كتبة الرأي إثارته لعل وعسي أن يؤتي ثماره بين الناس ولكن نبقي جميعا بين لعل وعسي نتأرجح في الفراغ، ويظل «اللي نعيده نزيده» ولا يمل القارئ ولا يكل الكاتب عن سرد المزيد من الكلام حول نفس الموضوعات ويدور الجميع في نفس مدار الساقية القديمة التي تبحث عن ماء نقي في بئر جديدة ربما تمنح حقول المستقبل ثمارا طيبة كافية لهذا الوطن الذي نحبه جيلا بعد جيل. يتهيأ لبعض القراء أن يطالبني بإثارة قضية هامشية يعتقد أنها محور الكون مثل قضية القمامة في الشارع الذي يقطنه ولكنه من بديهيات هذا الزمن الذي تاهت فيه منظومة القيم والعمل الجاد والشعور بالنظافة واحترام الشارع وحقوق المواطنة بعد أن تحول الاهتمام إلي ضرورة إطالة اللحية ونقاب المرأة وحجاب الطفلة ولبن الناقة ووجود المحرم أثناء العلاج! والبعض يدعوني للكتابة عن أهمية العودة إلي الكتاب المدرسي الذي توزعه الوزارة حتي يمكن توفير ثمن تلك الكتب الخارجية المجهولة النسب والتي يفرضها أباطرة الدروس الخارجية السرية علي التلاميذ وهم لا يقرؤون هذا ولا ذاك ولكن يتداولون المذكرات التي يوزعها هؤلاء الباعة الجائلون والجاهلون من المدرسين علي التلاميذ كي يدمنوا التلقين ولا يفقهوا التفكير والحجة المعلنة هي المجموع المطلوب للانتقال إلي العام التالي أما المدرس فدائما لا يكفيه مرتب الحكومة لأنه هزيل ويؤدي إلي الفقر والأنيميا وأن المدرس مثل الطبيب يجب أن تكون له عيادته الخاصة في بيوت الناس طوال العام الدراسي وبالحجز والدفع مقدما ودون استشارة!! قد يطالب البعض بالكتابة عن ضرورة التجديد في أسماء المرشحين والمتقدمين للترشيح من مختلف الأحزاب حتي ينكسر حائط الملل من نفس الوجوه المرفوضة شعبيا والمقبولة حزبيا والمكروهة جماهيريا في محاولة لدعم الديمقراطية ويريد الناس الكتابة بشكل له طعم حريف كله توابل زاعقة من درجة النقد والهجوم القاسي علي الموضوع وعلي جهة الإدارة والسياسة من الوزير إلي المدير، ومن يرغب في إثارة مشكلات الفقر بين الناس وكما قال الشاعر «اللي تعرف ديته اقتله» وهذا صحيح في حالة القضاء علي الفقر الذي يعاني منه الكثيرون من الطبقات الدنيا في المجتمع ولن يتأتي هذا إلا بإعادة توزيع الثروة من خلال الضرائب التصاعدية من ناحية ومن التوجيه المدروس لمنابع ومصارف الزكاة بدلا من العشوائية في التوزيع في المسكن والمأكل والملبس والعلاج. نفس الفكرة في التعليم والتثقيف من حيث التحكم في مجريات الأمور الخاصة بإصلاح حال التعليم ضمن منظومة متكاملة من إعادة تأهيل المدرسة والتدريس من مبان ومعامل وملاعب ثم معلم ومنهج وحصة ولا أجد في العالم مثيلا لمصر حين نقول «كان زمان» عجيب أمر هذا الوطن حين يكون ماضيه أفضل من حاضره والخوف أن يكون حاضره أحسن من مستقبله ويحتاج الأمر إلي محاولة تبديل الموقع بيني وبينكم.