كتب : فؤاد جرجس بعد عام من خطاب أوباما التاريخي الذي ألقاه يوم 4 يونيو في جامعة القاهرة، تقف سياسة أوباما في الشرق الأوسط في مواجهة ذلك الخطاب اللامع الرنان الذي ترك تأثيرا عميقا في قلوب العرب والمسلمين الذين عقدوا آمالاً عريضة علي الرئيس الأمريكي الأسمر الشاب الذي وعد بمواجهة التحديات وتأسيس علاقة جديدة مع العالم الإسلامي. وعلي الرغم من أن الأوان لم يفت بعد علي أوباما ليسد الفجوة بين خطابه، وفعله، لم يتخذ الرئيس أي خطوات ايجابية حتي الآن لتحسين علاقته مع المسلمين الذين يتطلعون لذلك اليوم الذي يستطيع فيه تحقيق وعوده، وإن لم يقم أوباما بالمخاطرة في الشرق الأوسط، فإنه لن يستطيع تحقيق شيء وسيترك خلفه ارثاً من الأحلام العربية المحطمة، وفقداناً في المصداقية الأمريكية وقد أعطي الخطاب شعورا كبيرا بالتفاؤل وزاد من الأمر أن الرجل يحمل اسم باراك حسين أوباما، مما أعطي المسلمين شعوراً فطرياً بأن الرجل سيتعامل معهم بشكل مختلف عن سابقيه وسوف يستخدم القوة الأمريكية في تصحيح الأخطاء. لكن عاماً مضي علي أوباما ولم يستطع الوفاء بكلماته المعسولة، فقد بطل استخدام لفظ الحرب علي الارهاب إلا أن معتقل جوانتانامو لم يغلق حتي الآن وقد صعد أوباما الحرب في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن ومناطق أخري، ووصل اتفاق السلام العربي الإسرائيلي في ولايته إلي طريق مسدود. ومن جهة أخري قد يكون خطاب أوباما تسبب في جعل الوضع أكثر سوءا وقد يكون علي فريق أوباما أن يجيب عن أسئلة حيوية بشأن سياسته الخارجية وعن تطلعات المسلمين والقدرة الحقيقية علي بذل التعاون ومقابلها سيكون علي المسلموين مد يد العون لتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاه الصحيح والقيام بدور نشط في التأثير علي السياسة الخارجية لتحقيق تغير دائم. أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سارة لورنس نيويورك نقلا عن فورين بوليسي ترجمة- أمنية الصناديلي