من الواضح أن هناك بعض السفارات في الخارج التي تقوم بنشاط وطني محترم في سبيل دعم المجتمع المصري، وهي أنشطة لا نعرف عنها شيئاً رغم أهمية الإعلان عنها لعدة أسباب.. يأتي في مقدمتها تأكيد المسئولية المجتمعية للسفارات المصرية خارج مصر، وهو دور يتجاوز دورها السياسي كممثل للحكومة المصرية إلي أدوار اجتماعية وثقافية وعلمية أخري. مؤخراً.. تبرعت شركة Lego الدانماركية المتخصصة في مجال لعب الأطفال بتسعة طرود من منتجاتها، وهي تتضمن 500 عبوة مكعبات Lego، و8 صناديق بها لعب أطفال من نوع Duplo لصالح مستشفي 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وذلك في إطار علاقات التعاون والصداقة التي تجمع بين مصر والدانمارك.. التي تعتبر من أوائل الدول المانحة علي مستوي العالم حيث تأتي ضمن أهم خمس دول فقط علي مستوي العالم تقدم نسبة 0.7 % من ناتجها المحلي الإجمالي للمشروعات التنموية والخيرية. إن أهمية هذا التبرع من شركة Lego الدانماركية المتخصصة في مجال لعب الأطفال لا يعود فقط إلي أنها من أهم وأوائل شركات إنتاج ألعاب الأطفال التي بدأت إنتاجها منذ عام 1934، بل لأنه من أهم ثوابتها النشاط الخيري الواسع بهدف تعزيز قدرة الأطفال المرضي وغير القادرين علي تنمية مهاراتهم الفكرية وقدراتهم علي الابتكار والتعلم، ولقد قامت مؤخراً بتوزيع ما يقرب من خمسة آلاف مجموعة من مكعبات ليجو الشهيرة بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية الخيرية، ومنها: Save the Children and SOS Children's Villages. لقد نجحت سفارتنا المصرية بالدانمارك في التعريف بمستشفي 57357 للمجتمع الدانماركي سواء بطريقة عملها وأسلوب إدارتها، وما تقدمه من خدمات طبية واجتماعية وترفيهية للأطفال المرضي، أو بكيفية تمويلها. وهو ما جعل شركة Lego المتخصصة في مجال لعب الأطفال تعلن عن اعتزامها تقديم هدايا اللعب بصفة دورية لأطفال المستشفي. ما أعجبني أيضاً في ذلك المجهود الذي قامت به سفارتنا في الدانمارك هو قيام المواطن المصري إبراهيم رمضان الذي يمتلك شركة للسياحة بالدانمارك بالتبرع بتكلفة شحن طرود الألعاب إلي القاهرة، وتوصيلها إلي مستشفي 57357 علي نفقته الخاصة. وهو تأكيد علي الدور الوطني لأبناء مصر في المهجر، والذي يمكن أن يترجم لبعض الإجراءات والمساعدات التي من شأنها تيسير تقديم الكثير والكثير للمجتمع المصري. تحية تقدير.. للمواطن المصري إبراهيم رمضان الذي يمثل نموذجاً للتواصل مع مجتمعه ووطنه، وتحية تقدير لأعضاء السفارة المصرية بالدانمارك.. والتي يأتي علي رأسها السفير النابه نبيل حبشي (سفير مصر بالدانمارك)، والذي دعم الفكرة وساندها إلي أن اكتملت بعد العديد من اللقاءات والمقابلات التي قام بها أعضاء فريق عمل السفارة المصرية.