دائما ما تكون بطولات كأس العالم علي موعد مع العديد من الأحداث المثيرة والمشاهد الدرامية التي وصفها المراقبون بأنها ما زالت عالقة بالأذهان بعد مرور 18 نسخة من البطولات العالمية... لذلك حرصنا في روزاستاد علي استعراض أكثر اللحظات الجنونية والمشاهد الدرامية التي مرت علي تاريخ المونديال في 76 عاماً وتحديدا منذ عام 1930 حتي عام 2006 . قنبلة هيروشيما أغرب الأحداث كانت بمونديال البرازيل 1950 التي وصفتها الصحافة البرازيلية ب (قنبلة هيروشيما) بعد خسارة منتخبها علي أرضها من الأرجواي 1-2 بحضور 205 آلاف برازيلي في استاد الماراكانا في المباراة التي اعتبرت محسومة قبل بدايتها حيث كانت تحتاج البرازيل وقتها للتعادل مع الأرجواي لإحراز اللقب وبعد أن كانت البرازيل متقدمة بهدف نظيف انفجرت القنبلة بتسجيل الأرجواي هدفين وفازت باللقب. وحينها خيم الصمت علي المدرجات حتي إن بعض الحاضرين قال: "لو أن بعوضة طارت في المدرجات لسمع صوتها" وانتحر ثلاثة برازيليين بعد المباراة وحملت هذه القصة سر تغيير المنتخب البرازيلي الزي الرسمي من الأبيض إلي الأصفر الشهير. معجزة بيرن شهد مونديال سويسرا 1954 "معجزة بيرن" عندما حقق المنتخب الألماني في تلك البطولة معجزة كان من الممكن ادراجها ضمن عجائب الدنيا السبع لتصبح الثامنة حيث التقي المنتخب الألماني في دور المجموعات من تلك البطولة مع المنتخب المجري المرشح الأول لنيل اللقب وبالفعل اكتسح المنتخب المجري الألمان 8-3 ليتأهل المجر إلي ربع النهائي ولينتظر الألمان مباراتهم أمام تركيا وتحقيق الفوز لحصد بطاقة التأهل الثانية ونال الألمان مرادهم بالفوز علي المنتخب التركي واستمر الفريقان في البطولة وشق كل منهما طريقهما إلي النهائي وتبدأ المباراة النهائية كتحصيل حاصل للمجر الذي لم يشك أحد ولا حتي الألمان ولو للحظة أن الأمر محسوم وأن الكأس مجرية وخاصة أن مباراة 8-3 ما زالت في الأذهان ولكن إرادة الألمان صنعت المعجزة ليفوز المنتخب الألماني 3-2 ويحرز اللقب الأول في تاريخه. جماهير في الملعب وفي مونديال إنجلترا 1966 وتحديدًا في الثواني الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي من المباراة النهائية في وقت كانت تتقدم انجلترا بنتيجة 3-2 بدأ عدد من الجماهير في الدخول الي ارض الملعب للاحتفال قبل إطلاق صافرة النهائية معتقدين أن المباراة انتهت وأن انجلترا أحرزت كأس العالم. فقال معلق المباراة ولستنهولم: "هناك اشخاص في أرض الملعب يعتقدون انها (المباراة)..! انتهت " فجأة وقبل ان يكمل حديثه يسجل هيرست لاعب منتخب انجلترا الهدف الرابع فيضيف المذيع قائلاً: "انتهت الآن" قبل ان يعلن الحكم رسمياً عن نهاية المباراة. صدة القرن أما مونديال المكسيك 1970 فشهد أجمل عملية إنقاذ للمرمي في القرن العشرين"صدة القرن" من حارس منتخب انجلترا الأسطوري بانكس من ضربة رأسية لبيليه "الجوهرة السوداء" عندما سدد بيليه الكرة برأسه من مسافة قريبة جداً من المرمي وكان بانكس يقف في الزاوية المعاكسة لاتجاه الكرة ليطير الحارس العملاق بشكل لا تراه إلا في الرسوم المتحركة إلي زاوية الكرة ويبعدها وأثارت هذه اللقطة دهشة الجميع حتي بيليه نفسه والذي قال للحارس بعد المباراة : " أهنئك علي هذه الصدة ولكن كيف فعلتها ". فرحة الخسارة لعل أطرف المواقف كانت من نصيب مونديال ألمانيا 1974 حيث شهدت تلك البطولة احدي أكبر النتائج في تاريخ المونديال عندما فازت يوغوسلافيا علي زائير 9-0 واتهم مدرب زائير اليوغوسلافي أنذاك أنه تعمد الخسارة لمنح النقاط لمنتخب بلاده إلا أن لاعبي منتخب زائير نفوا ذلك وأكدوا أنهم تعمدوا الخسارة بسبب عدم صرف اتحاد الكرة في زائير مكافآتهم الطريف في الموضوع أن أعضاء الفريق كانوا يبتسمون ويضحكون بعد كل هدف يدخل في مرماهم . 35 ألف طن من الحبوب في مباراة مصيرية بمونديال الأرجنتين 1978 احتاج راقصو التانجو الأرجنتيني للفوز علي بيرو بفارق 4 أهداف للتأهل إلي نهائي الكأس حيث كان نظام البطولة عبارة عن مجموعتين يتأهل الأول إلي النهائي مباشرة وكانت البرازيل تتصدر المجموعة التي ضمت الأرجنتين وبالفعل تمكنت الأرجنتين من الفوز بسداسية ولم يجد المنتخب الأرجنتيني أي مقاومة من لاعبي بيرو المستسلمين تماماً في المباراة لتكشف بعد ذلك بسنوات تفاصيل مؤامرة عندما أهدت الأرجنتين 35 ألف طن من الحبوب لبيرو بجانب موافقة بنك الأرجنتين المركزي تقديم 50 مليون دولار إلي جنرالات بيرو والذين بدورهم أمروا اللاعبين بالتنازل عن المباراة ولم يكن بوسع اللاعبين مناقشة الأمر حيث كانت بيرو مسيرة بنظام عسكري ديكتاتوري. الحكم المجنون في مباراة فقد فيها المنتخب البرازيلي نقطة مهمة في مشواره للتأهل إلي نهائي كأس العالم عام 1978 بالتعادل مع المنتخب السويدي سجل زيكو أحد أساطير الكرة البرازيلية هدفاً برأسه من ركلة ركنية في الوقت الضائع من الشوط الأول ولكن الحكم وبشكل جنوني أطلق صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بدلاً من احتساب الهدف. صافرة المدرجات صافرة من المدرجات بمونديال إسبانيا 1982، أوقفت لاعبي منتخب الكويت عن اللعب ليسجل المنتخب الفرنسي الهدف الرابع له ولكن الحكم تراجع عن قراره بعد أن نزل الشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكوريتي لكرة القدم آنذاك إلي أرض الملعب واعترض بشدة علي قرار الحكم وبالفعل تأثر الحكم بعد هذا الموقف وتحدث مع الحكم المساعد ليصدر قراره النهائي بعد ذلك بعدم احتساب الهدف ومنع الحكم بعد هذه المباراة من التحكيم نهائياً كما غرم الاتحاد الكويتي مادياً. يد مارادونا بقيادة الحكم التونسي علي بن ناصر بدأت المباراة التاريخية بين الأرجنتين وانجلترا في مونديال المكسيك 1986 ووسط 114 ألف متفرج امتلأ بهم استاد ازتيك وبعد مرور 51 دقيقة من لعبة مشتركة بين مارادونا وفالدانو رفع الأخير الكرة داخل المنطقة لتسقط علي قدم ستيف هودج مدافع المنتخب الانجليزي الذي أراد إبعادها فارتدت بالخطأ للوراء وخرج شيلتون الحارس لالتقاطها فمد مارادونا يده إلي الكرة ووضعها داخل المرمي ولم يأبه الحكم للاعتراضات الشديدة للإنجليز واحتسب الهدف وليردد الجميع إلي الآن كلمة "إنها يد مارادونا" وتمكن مارادونا بعدها من تسجيل أحد أجمل أهداف كرة القدم في التاريخ بعد أن راوغ أكثر من 4 لاعبين وحارس المرمي ليسكن الكرة في الشباك. مقتل اسكوبار بعد أن رشح بيليه منتخب كولومبيا للفوز بمونديال 1994 لم يكن الكولومبيين في الموعد بل لقي أحد أعضاء الفريق مصرعه بعد أن وجدت الشرطة الكولومبية اللاعب مقتولاً رمياً بالرصاص داخل سيارته وكان ذلك بسبب تسجيل اللاعب هدف في مرماه عن طريق الخطأ أمام المنتخب الأمريكي في المباراة التي انتهت بفوز المنتخب الأمريكي 2-1 . صفعة القائد أثناء قيام قائد منتخب البرازيل في مونديال 1998 بإعطاء تعليماته للاعبين في مباراة قبل النهائي أمام هولندا اعترض بيبيتو علي دونجا وأصر ألا يستجيب لما يقوله القائد ونشب خلاف شديد ولم يبقي أمام دونجا خيار سوي صفع اللاعب علي وجهه أمام مرأي الجميع في المدرجات وخلف شاشات التلفاز. نطحة زيدان وبطبيعة الحال يبقي نهائي 2006 في برلين ماثلاً في الأذهان لأنه كان في الماضي القريب، حيث نجحت إيطاليا في تخطي فرنسا بركلات الجزاء الترجيحية بعد 120 دقيقة حامية الوطيس ومليئة بالأحداث، تخللها مفترق طرق إعتبره البعض مأساوياً بطرد زين الدين زيدان الذي كان اختير افضل لاعب العالم ثلاث مرات. وبشكل مفاجئ وبعيدًا عن الكرة اتجه زيدان نحو ماتيرازي مدافع المنتخب الإيطالي ونطحه برأسه وليخرج الأسطورة زيدان بالبطاقة الحمراء في آخر ظهور دولي للاعب وبرر زيدان بعد المباراة تصرفه قائلاً: "لقد نعتني بألفاظ بذيئة أهان فيها أختي". وبعد أن تطرقنا الي هذا الكم الهائل من الأحداث المثيرة والجنونية التي حفلت بها بطولات كأس العالم علي مر التاريخ.. ننتظر أن يقدم لنا مونديال جنوب أفريقيا المزيد من اللحظات الجنونية التي تنعش قلوب الساحرة المستديرة.