بعد أن علمنا بخبر شلح الكاهن (أثناسيوس حنين) راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باليونان ليدخل الرجل التاريخ كأول كاهن تم شلحه من كهنة المهجر. الكاهن السابق حاصل علي درجة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة ليموج الفرنسية حول «الرهبان الأقباط وحفاظهم علي التراث والثقافة واللغة والروحانية» تم شلحه علي يد المطران الشهير الملقب بجلاد البابا أي أن قرار شلح الكاهن المثقف قد تم برضاء ومباركة وموافقة البطريرك الحالي. وجاء في حيثيات الشلح أن الكاهن السابق قد تم شلحه نتيجة للأخطاء العقائدية التي وقع فيها الكاهن المذكور؟! ونحن لانعلم لماذا لم تعلن القيادات الكنسية عن الأسباب التي تم فيها إدانة الكاهن المذكور. فإذا عرف السبب بطل العجب؟ العجيب والغريب أن القيادات الكنسية تتعامل معنا كما يتعامل الآباء بقسوة مع أولادهم الجهلاء . القيادات الكنسية تحتكر المعرفة الدينية والحل والربط والباقي جهلاء؟ حتي لو كان في قامة رجل ذي علم غزير مثل الكاهن ( أثناسيوس حنين) فعلي قيادات الكنيسة أن توضح لنا أسباب الشلح من الكهنوت . أشعر أحيانا كثيرا أن القيادات الكنسية تريد أن تعطي لنفسها أدوار البطولة في التاريخ المعاصر حتي تعتبر نفسها من حماة الإيمان فأنهم يبحثون عن عدو . فإنهم يهاجمون ( القمص متي المسكين) و (الأنباغريغوريوس) وعندما تنيح ( القمص متي المسكين) هاجموا (د. جورج حبيب بباوي) وعندما هدأت الأمور الخاصة بدكتور(جورج حبيب) وعزله من الكنيسة بدون محاكمة مخالفين لقواعد القانون الكنسي . عاد الهجوم علي (الكاثوليك والبروتستانت) ثم العودة والتربص بالوعاظ والأشخاص حتي وصلنا إلي الكاهن (أثناسيوس حنين) مع العلم أن البقية ستأتي. انا لا أعلم كيف يرق للبطرك قلبه أن يترك تلميذه المدلل أن يجعل الكهنة في رعب حيث قيد الجلباب الأسود هؤلاء المفترض فيهم أن يخدموا فأصبحوا للأسف بدلا من أن يكونوا رعاة أصبحوا خرافًا تابعة خائفة تحكمها عصا الأسقف (ريشيلو) لا تصدق أن البطريرك ليس علي علم بشلح الكاهن المذكور. هذا الكاهن الذي لا تزيد أن تكشف القيادات الكنسية عن سبب شلحه هي تعلم تمام العلم إذا كانت تريد الحق وحده يجب أن تعود الي معايير التقليد والتسليم الكنسي ( الكتاب المقدس، قوانين المجامع، تعليم الأباء، والليتورجيا) هذه المعايير المفروض أن يعرفها الباحثون الأرثوذكس هي التي تجعلنا نحكم من الصائب في أرائه الدينية ومن هو المخطئ. يبدو أن سياسة الاحتكار التي تمارسها القيادات الكنسية تجعلها في مأزق أمام الباحثين في المعارف الدينية. رغم أن القيادات الكنسية لها بطولة زائفة أمام أنصاف المثقفين والدينيين الذين مازالوا يسيرون في فلك التعليم الحالي ولا يريدوا أن ينفتحوا بقلوبهم وعقولهم علي كنوز الآباء الأولين المرجع المهم من مراجعنا التي تعطي سند لتعليم الكنيسة المحفوظ لنا في صلوات الليتورجيا . فتقع القيادات الكنسية في صورتها أمام محدودي المعرفة بالأمور العقائدية وبين من اجتهد وبحث في المعارف الدينية. إني كقارئ لهذه الأخبار المعلنة تجعلني أفقد المصداقية في كل هؤلاء القيادات . لأن الحق له طريق واحد . إذا أرادوا أن يحكموا علي أحد بتهمة بالوقوع في الأخطاء العقائدية فليقولوا ماهي الأخطاء وماهي أدلتهم وماهي حيثيات الحكم فنحن نعيش في عصر المرجعية والمراجع. لانه ليس من المعقول أن تختزل المحاكمات في يد مطران معروف عنه القسوة وتصيد الأخطاء. هذا المطران الذي يعلم ويشرح وهو لا يحمل أي شهادات في الدراسات اللاهوتية ؟! كأن الكنيسة كشعب وقيادات اختزلت في شخص واحد ( بالطبع مأساة) . كيف اسمح لنفسي أن أفرز كاهن من خدمتة بدون أي أدلة أعلنت لنا . لانه ليس بالبساطة أن يتم تشوية اسم رجل دين كان الكثير يكن له الأحترام والحب والتقدير. عرفناه في كثير مقالاته أنه باحث جيد ومتميز. لاأعرف الكاهن (أثناسيوس حنين ) حتي انني لأاعرف إذا كان مازال قسا ام رقي للقمصية قبل قرار شلحه ولا أعرف شكلة لكني قرأت مقالات متميزة في حقل الدراسات الأبائية . فإذا كانت القيادات الكنسية تقول لنا أننا كنيسة أبائية وتقول لنا انها كنيسة متسامحة وديمقراطية فعليها اسن تحترم عقولنا وتقول لنا أين الخطا الذي وقع فيه الكاهن المذكور حتي نستطيع أن تعود المصدقية لنا في قيادات الكنيسة . لان هذه القيادات إذا كان لها الحق في قرارها فما الذي تخشاه عن ذكر اسباب الشلح . فالله والكتاب المقدس وتقليد الأباء الموجود بين ايدينا والصلوات الليتورجيه التي تتلوها قلوبنا وعقولنا وألسنتنا ليست حكرا عليهم . فأبواب السماء مفاتيحها ليست في أيديهم.