رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    تحرك جديد في أسعار الذهب.. والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية    دعم اوروبي 10 ملايين يورو لنفاذ مياه الشرب إلى المناطق المحرومة في إفريقيا وآسيا    «المصري للفكر والدراسات»: مصر أكدت رفضها تصفية القضية الفلسطينية من مضمونها    بين أوكرانيا وإسرائيل وغيرهم.. الكونجرس يتبنى حزمة مساعدات دسمة    الرئيس البيلاروسي يتوقع المزيد من توسع «الناتو» وتشكيل حزام من الدول غير الصديقة حول روسيا وبيلاروس    مواعيد مباريات الجولة 20 من الدوري المصري.. عودة القطبين    ضبط 65 كيلو مخدرات بقيمة 4 ملايين جنيه بمحافظتين    بعد مقتل ربة منزل على يد زوجها فى ملوى فى لحظة غضب ..نصائح هامة يقدمها طبيب نفسى    نقابة الموسيقيين تنعى مسعد رضوان وتشييع جثمانه من بلبيس    بكلمات مؤثرة.. ريهام عبدالغفور توجه رسالة لوالدها الراحل في حفل تكريمه    في الذكرى ال42 لتحريرها.. مينا عطا يطرح فيديو كليب «سيناء»    تطرح مرحلتها الأولى اليوم للمستفيدين... مدينة رفح الجديدة" درة تاج التنمية" على حدود مصر الشرقية بشمال سيناء ( صور)    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    إزالة إشغالات وحالات بناء مخالفة في دمياط الجديدة    أنطوي: أطمح للفوز على الزمالك والتتويج بالكونفدرالية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وأحياء شرق وغرب شبرا الخيمة    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    «المحامين» تعلن موعد جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد بجميع الفرعيات    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع المصري الإسرائيلي علي «حوض النيل»


بالأرقام والمعلومات والوقائع:
الصراع المصري الإسرائيلي علي «حوض النيل»
حصلت روزاليوسف علي تقرير سيادي عن تفاصيل التوجه الإسرائيلي في دول حوض النيل، وتكشف في المقابل عن النشاط المصري في هذه الدول.
أولاً: الكونغو الديمقراطية
لم يكن لإسرائيل أي نشاط معلن علي المستوي السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي ويرجع آخر نشاط إسرائيلي في الكونغو إلي الزيارة غير المعلنة للسفير الإسرائيلي غير المقيم يدعي «جاك ريفيه» لمدة ثلاثة أيام في فبراير الماضي وقام خلالها بمقابلة بعض المسئولين كانت أعلي درجاتهم نائب وزير الخارجية وكان هدف الزيارة نقل رغبة إسرائيل في شراء قطعة أرض لبناء سفارة إسرائيلية في العاصمة كينشاسا وعرض استعداد إسرائيل لإمداد الجيش الكونغولي ببعض المواد اللوجستية ولكن يأتي التواجد الإسرائيلي الملموس في الكونغو الديمقراطية في تجارة الماس، إذ يسيطر رجال أعمال يهود إسرائيليون علي سوق الماس إلي جانب بعض من أعضاء الجالية اللبنانية «الشيعية».
في حين تعددت مستويات الزخم السياسي بين مصر والكونغو الديمقراطية فعلي المستوي الوزاري قامت وزيرة الدولة للشئون الخارجية فايزة أبوالنجا بزيارة رسمية في مايو 2004 والتقت خلالها الرئيس الكونغولي وسلمته رسالة من الرئيس مبارك، وقام وزير الموارد المائية والري بزيارة مماثلة في مايو من العام الماضي، وعلي مستوي مساعدي الوزراء قام أمين عام الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا بزيارة للكونغو الديمقراطية في أكتوبر 2005، وأوفد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية مساعده للشئون الأفريقية مرتين خلال الأربعة أعوام الماضية إلي كينشاسا كان آخرها زيارة قامت بها السفيرة مني عمر في نوفمبر الماضي وخلال الزيارة تم الاتفاق علي تأهيل مبني تملكه مصر ليكون مركزًا تجاريًا للمنتجات المصرية، بالإضافة إلي ارسال عدد كبير من الأطباء والخبراء المصريين وإعادة تأهيل مستشفي بالعاصمة وتجهيزه بالمعدات والأطباء وقام وفد من وزارة الموارد المائية والري بزيارة لكينشاسا في أكتوبر 2003، لبحث تنفيذ مشروع خطة إدارة مياه نهر الكونغو الذي تموله مصر كما قام وفد من وزارة الكهرباء والطاقة بزيارة الكونغو في أكتوبر 2004 لبحث استفادتهم بالإمكانيات والخبرات المصرية في هذا المجال، وجاءت الزيارات الرسمية للجانب الكونغولي لمصر خلال السنوات القليلة الماضية التي قام بها كل من وزير الصحة الكونغولي في يونيو 2005، ووزير الداخلية في أبريل 2006، ووزيرة الاتصالات في مارس 2006، ووزير الشئون الإنسانية في سبتمبر 2007، ووزير الخارجية في يوليو 2009، وجميعهم التقوا نظراءهم المصريين.
أما بالنسبة لنشاط الصندوق المصري فتقول الأرقام إنه قدم مساعدات للكونغو في الفترة من 1992 إلي 1996 بقيمة نصف مليون جنيه وتضاعفت في الفترة من 1997 إلي 2000 مليون جنيه فضلاً عن العديد من المعونات اللوجستية والطبية وتنظيم العديد من الدورات التدريبية للكوادر الكونغولية في مجالات متعددة.
ثانيًا : أوغندا
وضع إسرائيل في أوغندا مختلف.. فهي ترتبط معها بعلاقات تعود إلي خمسينيات القرن الماضي إذ كانت إسرائيل إحدي الدول التي اعترفت باستقلال أوغندا وعلي المستوي السياسي قام وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيجدور ليبرمان بجولة أفريقية كانت إحدي محطاتها أوغندا في سبتمبر الماضي وكانت أول زيارة يقوم بها وزير إسرائيلي لأوغندا ورافقه خلالها مسئولون من «الموساد» الإسرائيلي و20 رجل أعمال وخلال الزيارة طلب الإسرائيليون دعم أوغندا في مجلس الأمن لفرض عقوبات علي إيران ومحاولة تطويق دورها الأفريقي والدولي وتم التوقيع علي اتفاق في مجال المياه بين الجانبين، وبعد ذلك قام وفد من شركة المياه والري الإسرائيلية بزيارة أوغندا بهدف وضع خطة لنظم الري في أوغندا لتقليل الاعتماد علي مياه الأمطار ورفع الإنتاجية الزراعية وتفادي موجات الجفاف وقامت السفارة الإسرائيلية في تجميع مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي ما يعادل 10 ملايين شلن أوغندي لمساعدة ضحايا الانهيارات الأرضية التي وقعت في شرق أوغندا في فبراير الماضي وفي الشهر نفسه قام رئيس الدائرة الأفريقية بالخارجية الإسرائيلية بزيارة أوغندا ليؤكد حرص بلاده علي تنمية البنية التحتية وقطاعات الزراعة والمياه والتكنولوجيا وتدريب الأوغنديين وتنظيم منتدي للدبلوماسيين الأوغنديين في إسرائيل وفي مايو الفائت احتفل سفير إسرائيل غير المقيم بأوغندا بالذكري ال62 لإنشاء دولة إسرائيل وحضرت سيدة أوغندا الأولي الاحتفال، وتقوم إسرائيل بتقديم الدعم لأوغندا في الزراعة بشكل خاص وقامت بإرسال زراعيين محليين لإسرائيل ليتبنوا أساليب زراعتها في حين يأتي الحضور المصري في أوغندا ضعف إسرائيل عشر مرات علي الأقل دون مبالغة في جميع المجالات والمستويات، فعلي المستوي الرئاسي قام الرئيس محمد حسني مبارك بزيارة تاريخية لأوغندا في يوليو 2008 وهي الزيارة التي تعد الأولي التي يقوم بها رئيس مصري لأوغندا، وشارك الرئيس الأوغندي في منتدي الصين أفريقيا الذي استضافته شرم الشيخ في نوفمبر الماضي والتقي الرئيس مبارك، وعلي المستوي الوزاري قام كل من وزيرة التعاون الدولي ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي بزيارة أوغندا في يونيو الماضي والتقيا الرئيس الأوغندي وقام وزير التضامن الاجتماعي بزيارة في أكتوبر الماضي وخلالها سلم رسالة من الرئيس مبارك إلي الرئيس موسيفيني، وعلي مستوي مساعدي الوزير قامت السفيرة فاطمة جلال أمين الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا بزيارة أوغندا في يناير 2008 والتقت خلالها بسيدة أوغندا الأولي ووزيرة المياه الأوغندية ووزير الدولة للشئون الخارجية وفي أغسطس من العام نفسه قامت بزيارة مماثلة أفتتحت خلالها الجناح المصري بمستشفي «إيتوجو» الذي قامت مصر بإعادة تأهيله وامداده بالأجهزة والأطباء، ثم قامت مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية السفيرة مني عمر بزيارة كمبالا في نوفمبر الماضي والتقت وزير الخارجية الأوغندي ورئيس البرلمان الأوغندي بالإضافة إلي العديد من الوفود المصرية شملت برلمانيين ورجال أعمال.
وعلي مدار السنوات القليلة الماضية استقلبت مصر العديد من المسئولين الأوغنديين من بينهم وزيرة الدولة الأوغندية للمياه في يناير 2008 ووزير الصحة الأوغندي في أكتوبر 2008 ووزيرة التنمية الاجتماعية في نوفمبر 2008 ووزير الثروة السمكية في فبراير 2009 ووزير التجارة في فبراير 2009 ثم وزير الخارجية الأوغندي في نوفمبر 2009 ثم رئيس الوزراء الأوغندي في يناير الماضي وخلال هذه الزيارة تم التوقيع علي مذكرة تفاهم بين وزارتي الري في البلدين تتضمن توفير معدات حفر آبار وتشييد سدود لحصر المياه.
وتتواجد مصر اقتصاديًا في أوغندا بسبع عشرة شركة مصرية وصلت استثماراتها إلي مليار جنيه مصري بالإضافة إلي تأهيل كم هائل من الكوادر الأوغندية في مجالات الشرطة والقضاء والدبلوماسية والصحة عن طريق الدورات التدريبية التي يمولها الصندوق المصري لدعم التعاون الفني مع أفريقيا.
وكانت مصر ولم تزل عونًا لأوغندا في العديد من الأزمات والكوارث التي ألمت بها ووقفت مصر كشقيقة كبري بكم هائل من المعونات الغذائية والطبية قدمتها لأوغندا في أعقاب الفيضانات التي ضربت أوغندا عام 2007 وتكرر الأمر نفسه عند حدوث كارثة الانهيارات الأرضية في شرق أوغندا في فبراير الماضي.
ثالثاً: رواندا
تعد العلاقات الرواندية الإسرائيلية امتدادًا لاهتمام إسرائيل بتعزيز العلاقات الثنائية مع دول أفريقيا بشكل عام ولكن تحرص إسرائيل علي أن تكون أحد شركاء الدعم والتنمية للنظام الرواندي والعلاقات بين البلدين في مجملها جيدة ولكنها محدودة في الوقت الراهن وإن كانت هناك مؤشرات بزيادتها في المستقبل والتواجد الإسرائيلي في رواندا مدعوم أمريكيا وهذا ظهر من خلال مؤسسات أمريكية رسمية ومدنية تدخل في مشروعات إسرائيلية، وتحاول إسرائيل دائمًا في خطابها التركيز علي النخبة الرواندية وأن هناك تماثلاً قائمًا بين رواندا وإسرائيل باعتبار أن كلتا الدولتين صغيرتان وسط جيرانهما الكبار لذا يكون المطلوب التفوق علي جيرانهما عسكريًا وحضاريًا مرورًا بمأساة الابادة الجماعية التي عاني منها شعب الدولتين.. هذا هو مدخل إسرائيل للنخبة الرواندية، ومع ذلك لا يوجد تمثيل دبلوماسي لرواندا في تل أبيب والتمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي لدي رواندا غير مقيم حيث إن السفير الإسرائيلي المعتمد لدي رواندا مقيم في أديس أبابا ويتردد من وقت لآخر علي كيجالي وتقوم رواندا بتصدير مواد التعدين التي تستخدم في صناعة الشرائح الإلكترونية الخاصة بالحاسبات المعروفة باسم مادة «التانتالايت» لإسرائيل.
وتقوم شركات أمنية إسرائيلية بتنفيذ عقود للتعاون في التدريب العكسري وتوفد عسكريين إسرائيليين سابقين لتدريب الجيش الرواندي خاصة وحدات الحرس الجمهوري ويتردد أن هناك خبراء عسكريين إسرائيليين متواجدين بشكل دائم حول مقر رئاسة الجمهورية.
وأهم الزيارات المتبادلة بين الجانبين تمثلت في الزيارة الأولي من نوعها التي قام بها الرئيس الرواندي لإسرائيل في مايو 2008 ومشاركته في احتفالات إسرائيل بالذكري الستين لإنشائها في حين لم يذهب أي مسئول إسرائيلي رفيع المستوي إلي رواندا.
في حين تعتبر العلاقات المصرية الرواندية أكثر عمقًا وتنوعًا من نظيرتها الإسرائيلية، كما يربط مصر ورواندا العديد من الأطر الإقليمية وكذلك الاقتصادية كالاتحاد الأفريقي وسوق الكوميسا المشتركة، وبالنسبة للوشائج السياسية بين البلدين نجد علي المستوي الرئاسي أن الرئيس الرواندي بول كاجامي قام بزيارة رسمية لمصر في نوفمبر الماضي وهي تمثل الزيارة الأولي التي يقوم بها رئيس رواندي لمصر منذ خمسة عشر عامًا واستقبله خلالها الرئيس محمد حسني مبارك وتم عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في سبتمبر الماضي بعد توقف دام عشرين عامًا وشهدت التوقيع علي 10 وثائق للتعاون في مجالات مختلفة، وعلي مستوي كبار المسئولين قامت الأمين العام للصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا بزيارة إلي رواندا في مارس 2009 لبحث دفع تعاون الصندوق مع الحكومة الرواندية في مجالات الصحة والتعليم والزراعة وتبعتها زيارة قام بها نائب مساعد وزير الخارجية المصري علي رأس وفد من وزارتي الخارجية والموارد المائية والتقوا بنظرائهم لدفع عجلة التعاون المشترك، واستقبلت مصر العديد من المسئولين الروانديين خلال السنوات القليلة الماضية من بينهم وزير الطاقة الرواندي ووزيرة الخارجية الرواندية ووزير الموارد الطبيعية وسكرتير عام جهاز خدمة الأمن الوطني ونائب رئيس مجلس النواب الرواندي ويصل حجم الصادرات المصرية إلي رواندا نحو 14 مليون دولار علي حسب تقديرات العام الماضي في حين لا تتجاوز الصادرات الإسرائيلية لرواندا 2 مليون دولار كما يقوم الصندوق المصري بتدريب كوادر رواندية في مجالات الشرطة والقضاء والدبلوماسية والزراعة.
رابعاً: بوروندي
لا يوجد تواجد إسرائيلي علني في بوروندي علي الرغم من وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين إلا أنه لا يوحد تبادل للسفارات وللسفراء المقيمين حيث يقوم سفير إسرائيل المقيم في أديس أبابا بتمثيل إسرائيل لدي بوروندي كسفير غير مقيم، وتتبع إسرائيل سياسة التكتم والغموض في علاقاتها مع بوروندي ولا توجد مصلحة مباشرة لإسرائيل في بوروندي إذ إن اهتمامات إسرائيل بالمنطقة الواقعة فيها بوروندي اهتمامات أمنية في المقام الأول وهو ما يبرر حالة الغموض في العلاقة، ونادرًا ما يتم تبادل الزيارات الرسمية علي مستوي رفيع بين البلدين وكانت آخر زيارة رسمية «معلنة» لمسئول بوروندي إلي إسرائيل في مايو 2008 التي قامت بها وزيرة الخارجية الرواندية لتل أبيب كما كانت زيارة السفير الإسرائيلي لبوروندي في مارس الماضي هي آخر زيارة إسرائيلية معلنة لبوروندي وتقدم إسرائيل دورات تدريبية للبورونديين في مجالات الزراعة ولكن التعاون الأهم «استخباراتي» إذ تقوم إسرائيل بمساعدة بوروندي في مجالات التنصت وجمع المعلومات الاستخباراتية.
في حين تأخذ العلاقات المصرية - البوروندية أبعادا كثيرة ومتدرجة المستوي بدءا من المستوي الرئاسي الذي أخذ منحي مهما بالقمة الثنائية بين الرئيس مبارك والرئيس البوروندي في مارس الماضي، وفي الشهر نفسه قامت الأمين العام للصندوق العام المصري للتعاون مع أفريقيا بافتتاح مركز طبي مصري في قلب العاصمة البوروندية بالإضافة إلي تقديم منح لتدريب الكوادر البوروندية في أكثر من مجال أهمها الدبلوماسية والشرطة والقضاء، بالإضافة إلي وفد مصري رفيع المستوي من وزارات الموارد المائية والري والزراعة واستصلاح الأراضي والكهرباء والطاقة والسياحة قام بزيارة بوروندي في يناير الماضي لسد الاحتياجات البوروندية في هذه المجالات وانماء التعاون المشترك، واستقبلت القاهرة العديد من المسئولين البورونديين من بينهم وزير الخارجية البوروندي الذي قام بزيارة مصر ثلاث مرات العام الماضي ووزير الموارد المائية البوروندي ووزير الإعلام ووزير الدفاع ووزير الأمن العام البوروندي، بالإضافة إلي وفد من الاستخبارات البوروندية ورئيس البرلمان البوروندي «الجمعية الوطنية البوروندية» الذي قام بزيارة مصر مرتين خلال عام 2009، هذا فضلا عن الزيارة التي قام بها النائب الثاني لرئيس الجمهورية البوروندي لمصر في نوفمبر 2009 التي استقبله خلالها الرئيس محمد حسني مبارك.
خامسًا: إثيوبيا
حافظت إسرائيل علي علاقاتها مع اثيوبيا مع تعاقب الأنظمة المختلفة منذ الخمسينيات وحتي الآن، واثيوبيا بالنسبة لإسرائيل حليف مهم بسبب موقعها وكذلك باعتبارها دولة المقر للاتحاد الأفريقي وأيضا كونها دولة غير عربية أو إسلامية مجاورة للمنطقة العربية بالإضافة إلي الدور الذي تلعبه في أمن البحر الأحمر والحرب علي التطرف الإسلامي في منطقة القرن الأفريقي وفي الصومال بشكل خاص، وتعتبر إسرائيل أهم موردي السلاح لاثيوبيا وتقوم بذلك مقابل سماح النظام الاثيوبي بتهجير يهود الفلاشا إلي إسرائيل ويتردد أن هناك وجوداً للموساد الإسرائيلي وبالفعل استأنفت عمليات تهجير اليهود الاثيوبيين لإسرائيل في يناير الماضي يبلغ رأس المال الإسرائيلي المستثمر في اثيوبيا حوالي مليار دولار وهو نفس حجم الاستثمارات المصرية تقريبا وفقا لاحصائيات وكالة الاستثمار الاثيوبية وتقوم إسرائيل بين الحين والآخر بايفاد فرق غنائية لتقديم عروضها في اثيوبيا وهناك توأمة بين أديس أبابا ومدينة بيرشيبا الإسرائيلية وبالنسبة للزيارات المتبادلة بين الجانبين تتصدر الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيجدور ليبرمان لأديس أبابا في سبتمبر الماضي أعلي مستوي لمسئول إسرائيلي يقوم بزيارة أديس أبابا.
في حين تعد العلاقات المصرية - الاثيوبية أحد أقدم العلاقات في أفريقيا التي انشئت في عشرينيات القرن الماضي في صورتها الحديثة أخذا في الاعتبار الأبعاد التاريخية للعلاقة التي تعود بجذورها لعهد الفراعنة وتتخذ العلاقات الثنائية بين البلدين طابعا خاصا نظرا لاشتراك البلدين في ملفات بالغة الحيوية أهمها المياه وأمن القرن الأفريقي ومكافحة ظاهرة القرصنة، وفيما يتعلق بالزيارات المتبادلة قام رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بزيارتين لاثيوبيا عامي 2008 -2009 والتقي خلالها نظيره الاثيوبي، بالإضافة إلي الزيارة التي قام بها قبل ثلاثة أشهر التي مثلت نقلة نوعية في التواجد الاستثماري المصري في اثيوبيا التي رافقه خلالها ما يقرب من عشرين رجل أعمال مصرياً بالإضافة لزيارات قام بها وزراء التعاون الدولي والموارد المائية في مارس الماضي قام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بزيارة أديس أبابا وترأس أعمال اللجنة المشتركة التي أثمرت عن ثماني اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة والإعلام والبيئة والزراعة والثقافة والتعاون الاقتصادي واستيراد الحيوانات الحية واللحوم البقرية والتعاون التكنولوجي وضم الوفد المصري وزيرة التعاون الدولي فايزة أبوالنجا، وقام الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بتنظيم أكثر من برنامج تدريب لكوادر اثيوبية في جميع المجالات وأوفد العديد من الخبراء المصريين إلي اثيوبيا ويجري حاليا العمل علي إنشاء مركز طبي لعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي بأديس أبابا يموله الصندوق المصري ويمده بالمعدات والأطباء وبالنسبة لتعاون البلدين في إطار نهر النيل ترتبط مصر واثيوبيا باتفاق للتعاون المشترك تم توقيعه عام 1993 وتم إنشاء شركة مصرية - اثيوبية مشتركة في مجال تصنيع مستلزمات الري بين وزارة الري الاثيوبية وشركة جولدن تريد المصرية العاملة في مجال تكنولوجيا الري بمشروع توشكي ويبلغ إجمالي الاستثمار في الشركة عشرة ملايين دولار أمريكي.
سادسا: كينيا
تري إسرائيل أنه يتعين إيلاء الاهتمام بكينيا لكونها محور العلاقات السياسية والاقتصادية في منطقة شرق أفريقيا وتتمثل مجالات التعاون الكينية - الإسرائيلية إلي تدريب ومنح خاصة في الزراعة والري والصحة، بالإضافة إلي المجال الثقافي والعلمي وفي مجال التشييد والبناء وتعمد إسرائيل إلي إبراز اهتمامها بكينيا في الأزمات فمثلا تجدها ترسل طائرة عسكرية من طراز c-130 وعلي متنها فريق انقاذ متخصص مدعم بأحدث الأجهزة وكلاب الإنقاذ للمساهمة في جهود الإغاثة في إطار عملية بحث عن ناجين في انهيار مبني سكني بالعاصمة نيروبي بالإضافة إلي تبرعات خيرية من خلال أنشطة تقوم بها السفارة الإسرائيلية في نيروبي ولم تتعد الزيارات المتبادلة بين الجانبين المستوي الوزاري بزيارة قام بها وزير الخارجية الكيني السابق لتل أبيب في فبراير 2007 وفي المقابل كانت كينيا إحدي محطات جولة وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف ليبرمان في سبتمبر الماضي وكانت أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي منذ عام 1963 .
في حين تجد الحضور المصري راسخاً في كينيا باهتمام معلن وملموس ففي يناير 2006 قام وزير الخارجية أحمد أبوالغيط بزيارة كينيا وخلال الزيارة تم الإعلان عن قرار الحكومة المصرية بتقديم معونة إنسانية عاجلة لكينيا لمواجهة آثار الجفاف والمجاعة وفي يناير 2007 قام أبوالغيط بزيارة مماثلة لدفع عجلة التعاون بين مصر وكينيا وتبعتها زيارة لوزير الري محمد نصر علام في مايو 2009، وقام علام بزيارة أخري في أبريل الماضي سلم خلالها القيادة الكينية رسالة من الرئيس مبارك، وعلي مستوي مساعدي الوزير وكبار المسئولين قامت الأمين العام للصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا السفيرة فاطمة جلال بزيارة لكينيا وخلالها استمعت لاحتياجات الجانب الكيني وبالفعل تم تدريب العديد من الكوادر الكينية في مجالات الزراعة والري والصحة والشرطة والدبلوماسية بتمويل من الصندوق وتبعت هذه الزيارة زيارة قامت بها السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية في أكتوبر الماضي والتقت بالمسئولين الكينيين وبحثت معهم سبل تطوير العلاقة ومن الجانب الكيني قام بزيارة مصر العديد من المسئولين ففي عام 2007 قام وفد وزاري كيني بزيارة مصر للتعرف علي الخبرات المصرية في مجال البناء والتشييد وقام وزير الاتصالات الكيني بزيارة مصر في مايو 2008 بالإضافة إلي زيارة وزير الخارجية الكيني لمصر مرتين في عامي 2008 و2009، واقتصاديا تعد كينيا الشريك التجاري الأول لمصر في تجمع الكوميسا بحجم تبادل تجاري يصل إلي حوالي مليار ونصف المليار جنيه مصري وتتعدد مجالات التعاون بين البلدين وتقدم مصر خبراتها في مجالات الزراعة والأمن والري والصحة والسياحة والطاقة والقضاء ومكافحة الكوارث والتشييد والبناء وتتحمل مصر جميع هذه التكاليف التي يمولها الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا وكانت مصر سباقة في تقديم يد العون قبل الجميع وخاصة إسرائيل في جميع المحن التي مرت بكينيا في السنوات القليلة الماضية وقدمت معونات لمساكن عشوائية كبري في كينيا يقطنها أغلبية مسلمة من النوبيين وقامت بتجديد العديد من المدارس والمساجد وفي أحداث العنف التي شهدتها كينيا عام 2007 في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية كانت أول معونة غذائية تصل للشعب الكيني كانت من مصر وقام الصندوق المصري بشرائها بشكل فوري من الأسواق المحلية قبل المعونة الحكومية لإنقاذ الشعب الكيني بالإضافة لمساهمات الهلال الأحمر المصري.
سابعا: تنزانيا
تسعي إسرائيل حاليا ومن خلال تحركات مكثفة إلي التدخل في الشئون الداخلية التنزانية وذلك بهدف السيطرة علي المياه في منابع النيل هكذا تقول جميع الشواهد ويشهد الوقت الراهن تقدما ملحوظا وسريعا في التعاون الإسرائيلي التنزاني في قطاع المياه وذلك منذ عام 2008 وتقوم إسرائيل بتقديم دورات تدريبية لكوارد تنزانية في قطاع المياه وقام وزير الري التنزاني بزيارة إسرائيل في نوفمبر 2009 والتقي بوزير البنية التحتية الإسرائيلي بحضور لممثلي شركة «تاهال» الإسرائيلية والتي قدمت عرضا لإقامة مشروع ري ضخم بمنطقة مارا الشمالية علي بحيرة فيكتوريا وهناك علاقات لإسرائيل مع أعضاء البرلمان التنزاني يمثلون لوبي يدفع بمصالح إسرائيل داخل البرلمان هذا اللوبي قدم استجوابا في البرلمان التنزاني لوزير خارجية تنزانيا في يونيو الماضي لمطالبته بفتح سفارة تنزانية لدي إسرائيل في «القدس» وتقدم بهذا الاستجواب نائب يدعي «لازاو نايلندا» وتزعم النائب نفسه مجموعة من 11 برلمانيا من دول حوض النيل لرفع دعوي قضائية ضد مصر وبريطانيا اعتراضا علي معاهدة 1929 .
في حين أن العلاقات المصرية - التنزانية تتسم بنمط علي النقيض من النمط الإسرائيلي، كما وكيفا ففي حين تتحرك إسرائيل داخل تنزانيا وفق سياسة «من أين تؤكل الكتف» تجد مصر بامكانياتها وقدراتها تساعد الكينيين علي بناء أكتافهم والعلاقات في بعدها الرسمي والمؤسسي تفوق العلاقات التنزانية الإسرائيلية بمراحل، فمثلا قام الرئيس التنزاني بزيارة مصر بصحبة السيدة الأولي في تنزانيا مرتين خلال عامي 2008، 2009 واستقبله خلالهما الرئيس محمد حسني مبارك، كما التقت السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس بقرينة الرئيس التنزاني، وقدمت مصر لتنزانيا معونات عاجلة في أزمة اللاجئين الكينيين وتقوم مصر بحفر 30 بئرا للمياه في تنزانيا ويجري العمل لزيادتها إلي 120 بئرا أسوة بكينيا، وفي يناير من العام 2009 قام وفد من الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بزيارة تنزانيا لبحث احتياجات الجانب التنزاني، بالإضافة إلي زيارة قام بها مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية لتنزانيا في مارس من العام نفسه والتقت كبار المسئولين في تنزانيا، وقام وزير الموارد المائية والري محمد نصر علام بزيارة ناجحة لدار السلام في ديسمبر الماضي ووقع علي اتفاق بموجبها تقوم مصر بحفر 70 بئرا إضافية بالأراضي التنزانية وفي رمضان الماضي أوفد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر نائبه وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية لتسليم جوائز مسابقة القرآن الكريم التي يعقدها المركز الإسلامي المصري سنويا في شهر رمضان، وتقدم مصر العديد من المنح للجانب التنزاني أهمها منح مبادرة الرئيس مبارك للتعليم المتطور لقادة المستقبل الأفارقة ومنح الأزهر الشريف ومنح التعليم الجامعي، وكذلك منح المركز الإسلامي المصري في دار السلام الذي انشئ عام 1968، ويدرس به ما يزيدعلي 1400 طالب في مراحل التعليم المختلفة من المرحلة الابتدائية حتي الثانوي العام وتتولي وزارة الأوقاف المصرية تغطية جميع نفقات إدارة المركز ويقوم الصندوق المصري للتعاون مع أفريقيا بتقديم دورات تدريبية لتأهيل كوادر تنزانيا وخلال الأعوام القليلة الماضية قام بتدريب كوادر دبلوماسية وقضائية وشرطة وري وزراعة وصحة وشئون برلمانية وثروة سمكية، وتطور حجم التبادل التجاري بين مصر وتنزانيا خلال السنوات العشر الماضية، حيث تضاعف من 3.3 مليون دولار عام 1999 إلي خمسين مليون دولار عام 2008، وتمت استعادة تسيير رحلات مصر للطيران إلي دار السلام في يونيو 2009 بعد توقفها عام 2004 وتقوم شركة مصر للطيران بتسيير 4 رحلات مباشرة بين القاهرة ودار السلام دون توقف في أي محطة ثالثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.