آلاف الأضرحة والمقامات تنتشر في كل أنحاء مصر، ويزورها المريدون من جميع المحافظات.. إلا أن هناك أضرحة ومقامات غير مسجلة سواء كانت تابعة للطرق الصوفية أو أقامها الأهالي لأشخاص ظهرت عليهم بعض الكرامات وأضرحة أخري وهمية أقامها بعض الأفراد لتدر عليهم عائداً مادياً يعيشون به من خلال أموال التبرعات والنذور التي ترد إليها بعيداً عن الرقابة. ولأن معظم الأضرحة يقيمها مريدو الطرق الصوفية حاولنا رصد آراء مشايخها حول مسألة الأضرحة الوهمية والإشراف علي أموال النذور بها.. أضرحة عشوائية قال الشيخ مصطفي عبده - عضو اللجنة الاستشارية للمجلس الصوفي بالسنبلاوين ووكيل الطريقة العنانية بالدقهلية أن عدد الأضرحة والمقامات التابعة لكل طريقة صوفية يرتبط بطول عمر الطريقة نفسها فكلما كانت قديمة كان عدد أضرحتها أكثر.. ونفي وجود إحصاء كامل ودقيق عن عدد الأضرحة الموجودة في مصر. وأشار إلي أن الأهالي يقيمون أضرحة عشوائية لأشخاص رأوا عليهم بعض الكرامات للدرجة التي تسببت في وجود أضرحة غير مسجلة تعادل ضعفي العدد المسجل لدي المشيخة العامة للطرق الصوفية.. ولذلك تلجأ المشيخة لمحاولة الحصر والتسجيل لها لمنع أية تلاعبات في صناديق النذور والتبرعات وضمان الرقابة التامة علي تلك الأضرحة. صناديق النذور وعن أشهر الأضرحة الموجودة في المحافظات قال الأزهري إن أضرحة الحسين والسيدة زينب والسيدة عائشة هي أشهر أضرحة القاهرة والمرسي أبو العباس في الإسكندرية والسيد أحمد البدوي في الغربية وأبو الحجاج الأقصري في الأقصر وسيدي عبد الرحمن القناوي في قنا، وهناك آلاف الأضرحة والمقامات الصغيرة غير معروفة توجد بها صناديق النذور والتبرعات ولا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف سوي صناديق الأضرحة المسجلة فقط أما الباقي فلا يعلم عنها أحد شيئاً.. .. علي زين العابدين السطوحي شيخ الطريقة السطوحية الأحمدية أكد علي تبعية 5 أضرحة مسجلة للطريقة منها 2 في المنوفية وثلاثة في القاهرة والشرقية والدقهلية ويزورها 5 آلاف مريد للطريقة مسجلين رسمياً وهم السادة النواب والخلفاء بمصر والسودان إضافة إلي بضعة آلاف غير مسجلين يفدون للزيارة والتبرع ووفاء النذور في صناديق الأضرحة كل علي حسب محبته للولي وقدر استطاعته. واستبعد شيخ الطريقة أن تكون هناك علاقة للطريقة بالأضرحة التي يقيمها بعض الأشخاص لتكون مصدر دخل لهم خلال التبرعات والنذور ويقودون بعمليات للنصب من خلالها وإيهام المواطنين بأنها أضرحة رسمية حتي تتضاعف استفادتهم من ورائها مشيراً إلي أنها أضرحة غير رسمية وليس لها أي أساس شرعي ويسيطر عليها المجاذيب ويستولون علي أموال صناديق النذور الخاصة بها. عمليات نصب وعن الطريقة الفرغلية الأحمدية الموجودة منذ 50 عاماً قال أيمن الفرغلي شيخ الطريقة بأن الضريح الرئيسي بالطريقة موجود في أبو تيج بأسيوط وهو واحد ضمن 4 أضرحة فقط تابعة للطريقة ومسجلة رسمياً.. مشيراً إلي وجود عشرات الأضرحة الأخري غير المسجلة والمنتشرة في قري ونجوع مصر وينسبها القائمون عليها للطريقة من حيث التبعية.. وأكد علي حدوث عمليات للنصب من قبل بعض الأشخاص الذين ينشئون ضريحاً ليس له أساس من الواقع من أجل الاستيلاء علي أموال المواطنين الذين يقدمون النذور والتبرعات لصناديق تلك المقامات والأضرحة بالمخالفة للقانون الأمر الذي دفع المشيخة العامة للطرق الصوفية إلي حصر الأضرحة الموجودة حاليا وتسجيلها وبيان الطرق التابعة لها وتعيين خدام وخلفاء عليها للقضاء علي عمليات النصب. الدكتور سعيد أبوالأسعاد وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالسيدة زينب قال: توجد آلاف الأضرحة في مصر ومنها ما هو غير مسجل وأنشئ قبل وجود مشيخة الطرق الصوفية ولا تسيطر ا لأوقاف سوي علي تبرعات ونذور الأضرحة الموجودة في المساجد الكبري المسجلة بينما ينتفع بها خدام الأضرحة غير المسجلة والصغيرة المنتشرة في كل قري مصر نظير خدمتهم للأضرحة ويستولون عليها حيث لا رقابة علي صناديق نذورها وتبرعاتها. لا حصر دقيق للأضرحة أحمد خليل أمين عام المشيخة العامة للطرق الصوفية أكد عدم وجود حصر دقيق بأعداد الأضرحة والمقامات الموجودة في مصر لدي المشيخة أو حصر بأعداد الموافقات الممنوحة للطرق الصوفية لإقامة الموالد سنويا إلا أنه يفترض صحة الأوراق المقدمة له لإقامة الموالد من قبل المتقدمين بها وأن الضريح أو المقام موجود بالفعل لذلك يمنح الموافقة علي إقامته لمشايخ الطرق وقال بإنه يتأكد من صحة تلك الطلبات من خلال وكيل المشيخة الموجود في الطريقة وشيخ الطريقة التي تتبعها الضروح. ورغم وجود طرق صوفية كثيرة غير مسجلة ويصعب حصر أعداد الأضرحة والمقامات التابعة لها في مصر إلا أن خليل طالب مشايخ الطرق بضرورة حصر أعداد الأضرحة والمقامات التابعة لهم. الشيخ شوقي عبداللطيف رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف أكد علي وجود رقابة صارمة علي الأضرحة الموجودة بالمساجد فقط وصناديق النذور بها حيث يتم تشميعها بالشمع الأحمر ولا تفتح إلا بحضور ممثلين لوزارة الداخلية والمالية وعضو من التفتيش العام بوزارة الأوقاف ومدير إدارة الأوقاف ومفتشي المنطقة التابع لها المسجد وإمام المسجد وكاتب النذور به.. مشيراً إلي تسجيل محتويات الصندوق في محضر رسمي بفئات العملة وعددها ثم تورد لخزينة وزارة الأوقاف ومنها إلي البنك لإيداعها في الحساب الخاص بصندوق النذور. لجان الزكاة أما عزيزة يوسف وكيل وزارة التضامن لشئون الجمعيات الأهلية فنفت وجود أية رقابة من الوزارة علي صناديق النذور والتبرعات الموجودة داخل المساجد سواء كانت عادية أو تابعة لجمعيات أهلية مؤكدة أن الرقابة الكاملة عليها هي مسئولية وزارة الأوقاف البحتة..أما الصناديق التي تكون خارج المساجد ومدون عليها عبارة «لجان الزكاة» فهي تابعة لبنك ناصر الاجتماعي والرقابة عليها هي مسئولية البنك وحده مشيرة إلي أن الجمعيات الأهلية لها طريقة محددة ومعروفة في جمع الأموال وليست من بينها جميع التبرعات من خلال الصناديق في المساجد أما الأضرحة الوهمية فليست مسئولة علي أموال تبرعاتها أو صناديق النذور الموجودة بها.