عقد الرئيس مبارك أمس القمة الاستراتيجية الثالثة مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني التي ركزت بشكل اساسي علي العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف مجالات الاستثمار والتجارة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتدريب العمالة. وتناولت القمة التي عقدت ثنائيا بين الزعيمين فقط بفيللا ماداما بالعاصمة الايطالية روما مجمل الوضع في منطقة الشرق الاوسط، وجهود احياء عملية السلام وتطورات الاوضاع في العراق واليمن والسودان والقرن الافريقي والصومال. واستعرض الرئيس مبارك وبيرلسكوني خطة العمل الثنائي والتقدم الذي تم احرازه بشأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين علي ضوء القمة الثانية التي عقدت بينهما بمدينة شرم الشيخ العام الماضي، وكذلك خطة العمل الجديدة للانطلاق خلال المرحلة المقبلة في ضوء مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون التي وقع عليها الوزراء من الطرفين والتي من شأنها دفع التعاون الاستراتيجي بين البلدين والاستجابة لمصالح البلدين والاحتياجات الحقيقية والاولويات التي توليها مصر اهمية في دفع عجلة التنمية. مشروع الممر الأخضر كما تم التطرق الي مشروع الممر الأخضر لربط الموانئ الايطالية بمصر لسرعة نقل البضائع الي الاسواق الاوروبية وذلك من خلال ربط ميناءي دمياط وبورسعيد بميناء بكرستيا وميناء الاسكندرية بفينيسيا، بالاضافة الي بحث مراحل انشاء الجامعة الايطالية في مصر التي امر الرئيس بتخصيص الارض لها علي ان تكون مخصصة للتعليم الفني وعلي ان تبدأ الدراسة بها عام 2017 . الملف السياسي وكان الملف السياسي والاوضاع الاقليمية في قلب مباحثات الرئيس مبارك وبيرلسكوني حيث تم تناول الاوضاع الاقليمية والدولية وجهود احياء عملية السلام مع قرب انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكان بيرلسكوني قد استقبل الرئيس مبارك علي مدخل فيللا ماداما استقبالا حارا تعبيرا عن تقديره لسيادته الذي يعرب دائما انه صديقه العزيز. وقد استعرض الرئيس مبارك حرس الشرف الذي اصطف لتحيته حيث عزف السلام الوطني لمصر وايطاليا. انطلاقة جديدة وفي مستهل الاجتماع الموسع مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني قال الرئيس مبارك: أشكركم علي حفاوتكم وكلماتكم الطيبة.. ويسعدني كل السعادة ان التقي بكم اليوم.. لنعقد القمة الثالثة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي أطلقناها معا عام 2008 وتابعناها العام الماضي بقمتنا في «شرم الشيخ». لقد وضعت هذه الشراكة تعاوننا علي مسار جديد.. وأعطت لعلاقاتنا التاريخية الوطيدة.. دفعة جديدة إلي الامام. لقد حققنا الكثير خلال العامين الماضيين.. وأرسينا معا نموذجا حيا لتعاون مثمر.. يحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين.. ويأخذ في اعتباره الاحتياجات الحقيقية لمصر في سعيها للنمو الاقتصادي والتنمية.. وللمزيد من الاستثمارات والتجارة والسياحة.. والمزيد من برامج تدريب العمالة المصرية.. والمزيد من اتاحة فرص العمل لشبابنا. إننا هنا اليوم لنبني علي ما حققناه حتي الآن.. وانني علي ثقة من أن قمتنا الثالثة.. ستضيف اضافة هامة لعلاقاتنا الاستراتيجية.. بما سبقها من اتصالات مكثفة من كلا الجانبين.. والمشاورات المفيدة التي أجراها وزراؤنا اليوم.. والاتفاقات العديدة للتعاون التي ستسفر عنها هذه القمة. لقد شهدت منطقة الشرق الاوسط والمتوسط والعالم.. تطورات عديدة منذ لقائنا الاخير في «روما» شهر نوفمبر الماضي.. وقد أسعدني ما أجريناه من مشاورات خلال اجتماعنا المغلق حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. وأتطلع لمواصلة التشاور والتنسيق معكم بشأنها.. كما اتطلع لاستمرار دوركم الهام من أجل القضية الفلسطينية وسلام واستقرار الشرق الأوسط. صديقي العزيز رئيس الوزراء.. تعلمون ما أحمله لكم من مشاعر الاعتزاز والتقدير.. سياسيا محنكاً ورجل دولة من الطراز الأول.. وصديقا لمصر. إنني أهنئكم بالفوز الذي حققتموه في الانتخابات المحلية شهر مارس الماضي.. والذي جاء ليعكس شعبيتكم والثقة في أداء حكومتكم.. وما تبذلونه من أجل إيطاليا وأوروبا والعالم. أعرب لكم مجددا عن اعتزازي بصداقتكم.. وبدوركم في تعزيز التعاون بين بلدينا وشعبينا.. وأتطلع للترحيب بكم علي أرض مصر في أول فرصة سانحة. خطة العمل وفي المؤتمر الصحفي بين مبارك وبيرلسكوني قال الرئيس: أشكر صديقي العزيز رئيس الوزراء علي ترحيبه وكلماته الطيبة، وأعرب عن سعادتي بما أجريناه من مشاورات هامة، واعتزازي بما توصلنا اليه لتدعيم علاقات المشاركة الاستراتيجية بين مصر وإيطاليا. لقد أطلقنا هذه المشاركة الاستراتيجية هنا في «روما» عام 2008 لنرتقي بالعلاقات بين بلدينا الصديقين إلي مستوي أكثر عمقا وتطورا.. ولنضع التعاون القائم فيما بيننا علي مسار جديد. تأتي قمتنا الثالثة اليوم.. بعد قمتنا الثانية في «شرم الشيخ» العام الماضي.. دليلا علي النقلة النوعية التي حققتها لنا هذه المشاركة الاستراتيجية.. وبرهانا علي المستوي الرفيع للتعاون بين بلدينا.. في مجالات التجارة والاستثمار وتدريب العمالة المصرية والسياحة.. وغيرها. استعرضنا اليوم ما احرزناه من تقدم في تنفيذ «خطة العمل» التي التزمنا بها.. واتفقنا علي مواصلة العمل معا للمزيد من تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري. وقد أبديت من جانبي ما نوليه في مصر من اهتمام خاص لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتدريب العمالة المصرية، وانشاء الجامعة المصرية - الايطالية للتعليم الفني. مخاطر الانتشار النووي وحول القضايا الاقليمية والدولية.. فقد استعرضنا التطورات بمنطقة الشرق الاوسط.. بالتركيز علي جهود احياء مفاوضات السلام وصولا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كما تناولنا الوضع بالعراق وملف ايران النووي.. والاوضاع في السودان والصومال وافغانستان.. وجهود مكافحة الارهاب ومخاطر انتشار السلاح النووي واسلحة الدمار الشامل. إن قمتنا الناجحة اليوم.. تضيف لرصيد ما حققناه من تدعيم للعلاقات المصرية - الايطالية الوثيقة.. باتفاقات هامة في مجالات التعاون القائمة والجديدة.. وتشاور سياسي مثمر حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك. أعبر مجددا عن امتناني لصديقي رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني.. واتطلع للترحيب به علي أرض مصر في أول فرصة سانحة.. ضيفا عزيزا نحمل له ولبلده وشعبه كل الاعتزاز والتقدير. وقال بيرلسكوني في المؤتمر الصحفي: التقيت اليوم واحداً من الشخصيات التاريخية المعاصرة التي تحظي باهتمام وتقدير الزعماء والقادة في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأضاف: إن القمة الاستراتيجية تؤكد التعاون الممتاز بين البلدين، لافتا إلي أن إيطاليا الشريك التجاري الأول قبل دول أوروبا لمصر حيث يوجد 600 شركة إيطالية تعمل في مصر بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين. وأكد أن مصر وإيطاليا تعملان معا في اتجاه واحد لإرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.