قال الناقد سيد الوكيل أثناء حديثه عن المتتالية القصصية "الحجرة: 13" تصنيف المتتالية القصصية شاع في الفترة الأخيرة، مما يعني أن القصة القصيرة بدأت تجد لها أنماطا وأشكالا بنيوية مختلفة عن معناها التقليدي، وذلك في الندوة التي أقامتها ورشة الزيتون لمناقشة متتالية هويدا صالح. أضاف الوكيل: تحاول القصة إيجاد مكانة لنفسها من خلال إبداعات تعد خارج التصنيف، مثل أعمال محمد عبد النبي ومحسن يونس ونهي محمود ومحمد الفخراني، لكن مصطلح المتتالية القصصية يبقي مربكا في نهاية الأمر، والطريف أن عددا كبيرا من الروايات قدمت علي أنها روايات، وهي في حقيقة الأمر متتاليات قصصية مثل: "وردية ليل" لإبراهيم أصلان و"ضلع أعوج" لنعمات البحيري، وفي تقديري أنه شكل صعب جدا. وعن المجموعة قال الوكيل: "الحجرة 13" مجموعة قصصية تبدأ من أزمة عاشتها الساردة وتأثرت بها واستجابت للتجربة بشكل سردي سريع، وأظن أن الكتابة الآن بنت الأزمات العابرة والاستجابة الراهنة لما يحدث في الواقع، لأن الكتابة قد تكون أحيانا نوعا من الاستشفاء أو مراجعة الذات. وأشار الدكتور حسين حمودة إلي ما تحتويه المجموعة من مشاعر الألم والفقد، وقال: المجموعة تقوم علي مواجهة الموت والتشبث بالحياة والتساؤل عنها، وإعادة النظر في الذات والآخرين والحاضر والماضي وفتح مساحات للبوح عما ظل خافيا، وتؤكد علي غياب التواصل مع الذات ومع الآخرين، وهناك وجوه شتي للألم مثل آلام الختان والخروج من العذرية ، ثم آلام الولادة والحمل، وهناك ترديدات متكررة للموت داخل النص مثل الطفل الذي مات داخل رحم الساردة أو الأب الذي تركها هو الآخر ورحل. كما أشار حمودة إلي تكرار استخدام مفردات الصخب والمرح والحياد بشكل كبير داخل المجموعة، بينما اعتبر الناقد عمر شهريار أن هذه المجموعة تذكرنا بديوان"أوراق الغرفة 8" لأمل دنقل ورواية "يوميات امرأة مشعة" لنعمات البحيري، من حيث الانطلاق من لحظة ألم معينة والمكوث فترة طويلة في المستشفيات.