كرست عملها الإعلامي لخدمة المجتمع والعمل التطوعي، تبنت قضايا الفقراء ومحدودي الدخل وتوسعت فيه لتخترق مجال الطفولة الذي يعد أمل المستقبل. إنها كريمان غلاب مقدمة برامج في إذاعة الشرق الأوسط والتي اخترقت مجال تقديم البرامج الدينية والثقافية والفنية إلا أن قضية أطفال الشوارع والأيتام استرعت انتباهها فبدأت في تنفيذ فكرة برنامج «لسه الدنيا بخير» الذي يعد من أوائل البرامج الإذاعية التي مدت يد العون للفقراء ونجحت في توفير فرص العلاج لمئات الحالات التي منحت علاجاً علي نفقة الدولة بجانب توزيع أجهزة تعويضية وتجهيز العرائس. من هنا بدأت علاقتها تتوطد مع الجمعيات الخيرية وارتبطت وجدانيا بالأيتام فبدأت مرحلة التطوع الشخصي المادي والمعنوي لتساعد علي رسم الابتسامة علي وجوه هؤلاء الأطفال. بدأت تشق طريقها في ممارسة العمل التطوعي من خلال تأسيس جمعية للأيتام في الجيزة ولكنها فوجئت بعقبات عدة من تعقيدات الإشهار والشروط المعرقلة ورغم ذلك نجحت في استضافة أربعة أطفال وهبتهم الحب والحنان وبعد عام واحد بدأت في إنشاء جمعية تستضيف الأيتام لتدخل سلسلة جديدة من العراقيل واستمرارها لعام كامل دون أي تبرعات، وكان التحدي الأكبر في صعوبة توفير الإيجار الشهري للجمعية وتغلبت علي ذلك بتبرعها الشخصي المادي إضافة إلي جمع التبرعات من أسرتها الصغيرة وقيامها بجميع الأعمال للجمعية من تنظيف وعلاقات عامة وطهو كما نجحت في تكوين علاقات مع رجال أعمال ووطدت علاقتها بأبناء المنطقة الذين آمنوا بأهدافها وهو ما ساعدها علي الاستمرار بل وتوسيع نطاق عملها. تحتضن كريمان 10 أطفال في جمعيتها وتستخدم معهم فلسفة جديدة ألا وهي الدمج مع أبناء المنطقة ومع طفلها الذي تعتبرهم أشقاءه تحرص علي إقامة العديد من الحفلات التي تستقطب الفنانين كما ألحقتهم بمدارس خاصة وهذا ما شجع وزارة التضامن لتكريمها منذ 5 سنوات ومنحتها مبلغا ماليا ولكنها أهدته لأبنائها فخصصت لكل طفل دفتر توفير وقد تضاعف المبلغ الآن ليصل إلي 20 ألف جنيه وهذا ما تعتبره وسيلة بسيطة للتأمين عليهم. أما أصعب المواقف التي قابلت كريمان فكانت استضافتها لعدد من الأطفال المعاقين واحتياجهم رعاية خاصة وأجهزة تعويضية والقيام بعلاج طبيعي في الوقت الذي عانت فيه من قلة الإمكانيات وصغر مساحة الدار. تطمح كريمان أن تستكمل مشوارها مع أبنائها وأن يلتحقوا بالجامعة وأن توصلهم لبر الأمان وأن تنجح في امتلاك الدار حتي يشعر أبناؤها بالأمان حتي بعد رحيلها لأن عطاءها لابد أن يستمر. وتدين بالفضل لزوجها الذي ساندها في المشوار الذي امتد لسنوات طويلة شاقة ودعمها مالياً ومعنوياً لا يزال يساندها في إدارة الجمعية داعية الجميع ليبني قضية الأيتام وأن يتحملوا دورهم الاجتماعي في كفالة هؤلاء الأطفال وأن العطاء المادي لا يكفي لأنهم في احتياج أكثر للحب والحنان.