أكد السفير رءوف سعد معاون وزير الخارجية أن مؤتمر الإسكندرية لتحالف الحضارات المقرر عقده خلال الفترة المقبلة جاء نتيجة مراحل متتابعة من التطورات تعود بدايتها إلي عام 1992 إذ ألف خلاله الكاتب فرانس فوكوياما كتابا حول نظرية نهاية التاريخ وذكر أن الغلبة أصبحت للنظام الرأسمالي علي النظام الاشتراكي ثم تم اصدار الكتاب الشهير صراع الحضارات ليبرز أهمية مناقشة نظرية الصراع الحضاري بما تمثله من خطورة بالغة بعد أن حددت الحضارة الإسلامية علي رأس احدي القوائم المتصارعة وأن صراعها سيكون مع الحضارة الغربية وتجلي ذلك بعد أن حدثت احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لتجسد من هذه النظرية. وأشار «سعد» إلي أن الخوف بدأ علي المجتمع الدولي من ترك هذه الأمور دون مناقشة واستقرار هذه الصراعات في الأذهان وتحولها إلي حقيقة عملية، مشيرًا إلي أن أحداث مدريد عام 2004 كانت بمثابة البداية الحقيقية التي تقدم من خلالها رئيس الوزراء الاسباني بفكرة الرد الايجابي علي كل هذه الصدامات بطرح فكرة تحالف الحضارات، ثم انضم إلي هذه المبادرة رئيس وزراء تركيا وتقدما بها إلي سكرتير عام الأممالمتحدة لتأخذ نوعاً كبيرًا من المصداقية باعتبارها مبادرة خاصة بالأممالمتحدة لذلك قرر السكرتير العام تعيين رئيس البرتغال السابق جورج سانتايو ممثلا أعلي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات. وكشف سعد أنه في إطار التفعيل الحقيقي للمبادرة هناك مبادرة محمد حسني مبارك لوضع استراتيجية اقليمية خاصة بمنطقة البحر المتوسط باعتبارها المنطقة التي تحوي علاقات تاريخية وثقافية وأزمات مشتركة مثل الرسوم المسيئة والاسلامو فوبيا وهذه الأمور يجب التعامل معها بعيدا عن أسلوب المسكنات ولابد أن ننتقل إلي الحوار الثقافي بما في ذلك الحوار بين الأديان بحيث يتم الانتقال بأفكار التحالف إلي برنامج عملي. وحول ما يهدف إليه مؤتمر الإسكندرية قال «سعد» إنه تم عقد مؤتمر تحضيري في الاسكندرية ايضا نهاية العام الماضي وتم وضع مشروع أولي للاستراتيجية الاقليمية والاعلان الختامي الذي سيصدر عن الاجتماع ثم عقد اجتماع تحضيري ثان بالعاصمة البرتغالية لشبونة تم التوصل إلي كيفية إزالة الحواجز وبناء جسور التعامل مع الآخر خصوصًا من فئات الشباب من خلال التعليم والبرامج السياحية والحوار الثقافي والتبادل التعليمي وعن المجالات التي سترتكز عليها الاستراتيجية قال معاون وزير الخارجية أنها تتمثل في التعليم والشباب والهجرة والاعلام في إطار ثقافة السلام كواقع حقيقي وليس مجرد شعارات، ولفت إلي حرص مصر علي ابراز دور المرأة المهم الذي اصبحت تحظي به منوها إلي قمة السيدات الأولي التي عقدت بالتوازي مع قمة حركة عدم الانحياز حيث تم طرح فكر جديد فيما يتعلق بالمرأة في إدارة الأزمات والتي ليس بالضروري أن تكون أزمات سياسية فهناك أزمات الأمية والفقر والمرض وهذا ينقلها من موقع المتلقي للقرار إلي موقع المبادر مشيرا إلي أن امكانات المرأة في مصر تؤهلها للقيام بهذه الأدوار. وأوضح «سعد» أنه من المنتظر أن يتم الاتفاق علي وثيقتي الاستراتيجية والاعلان في مؤتمر الاسكندرية قبل اجتماع رودي جانيرو وأيضا الاجتماع الوزاري لمنطقة المتوسط لاعتماد هذه الوثائق لتصبح نهائية كما سيتم اعتماد الخطة التنفيذية للاستراتيجية والتي تغطي الفترة من 2011 إلي 2015 .. وأكد أن هذا الاجتماع مستقل عن الاتحاد من أجل المتوسط وهذا لا ينفي أنه تمت الدعوة إليه علي أساس أن يكون المشاركون من أعضاء الاتحاد وفي نفس الوقت اعضاء ما نسميه «أصدقاء تحالف الحضارات» الذي يضم حتي الآن ما يزيد علي 100 دولة وبنفس المعيار سيتم الدعوة أيضا إلي الاجتماع الوزاري بمالطا المقرر في خريف هذا العام في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين واوضح أن المشاركة في الاجتماع الذي سيعقد في مكتبة الإسكندرية سيكون له طبيعة رسمية من خلال مشاركة الحكومات والمنظمات الدولية مشيرا إلي أنه حتي الآن تأكد مشاركة ما يزيد علي 40 دولة ومنظمة ويتوقع الاقتراب من 100 شخص مشارك.. وحول اختيار مكتبة الإسكندرية خصوصا قال سعد إنها تعد المؤسسة المتوسطية الحقيقية ونقطة الالتقاء بين جانبي المتوسط وهي رمز للتحالف بين الحضارات فضلا عن كونها تتمتع بنشاط دولي بالغ الأهمية، لافتا إلي أن الاجتماع سيعقد برئاسة مشتركة للرئيس السابق للبرتغال جورج سانتايو والممثل الأعلي للتحالف وبمشاركته الشخصية، كما سيحضر ممثلو عدد من المنظمات مثل مجلس أوروبا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وكل المنظمات ذات التأثير.