في الوقت الذي حجزت في محكمة جنايات الجيزة قضية تزويج القاصرات للحكم بجلسة 20 مايو حصلت «روزاليوسف» علي نص التحقيقات وتحريات المباحث ورأي المفتي وتقرير الطب الشرعي في أول قضية تنظرها المحاكم من نوعها. شملت التحقيقات المتهمين بالقضية وهم سليمان عبدالرحمن «الزوج الهارب وسعودي الجنسية» وممدوح محمود فرج وسحر صلاح والدا الفتاة القاصر التي زوجت من الأول «محبوسان» فيما هربت أمل إبراهيم وشهرتها «عزيزة سمسارة زواج قاصرت» وجميعهم أحالهم المستشار حمادة الصاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة الكلية للمحاكمة. جاء في الخطاب الذي أرسلته النيابة لفضيلة المفتي أن وزارة الدولة للأسرة والسكان تقدمت ببلاغ بشأن زواج القاصرات المصريات من العرب، وأن النيابة لديها قضية مماثلة زوجت فيها طفلة عمرها أربعة عشرة عاما ونصف العام. وأوضحت النيابة في خطابها أنها وجهت تهمة استغلال الطفلة جنسيا لكل المتهمين وهي جريمة يعاقب عليها القانون في نصوصه.. وسألت النيابة عن مدي شرعية العقد العرفي الذي كتبه المحامي لزواج السعودي من الطفلة ودفع مبلغ مالي لأهلها وهل يعد زواجًا شرعيا تترتب عليه جميع الآثار الشرعية والقانونية وفي حالة عدم شرعيته ما توصيفه؟ أوضح فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة في خطابه ردًا علي خطاب النيابة أن الإسلام أقام العلاقة الزوجية علي المودة والمحبة والفقهاء تحدثوا عن شروط الكفاءة بين الزوجين، لكنهم لم يختلفوا في أصل مشروعيتها وللبنت الحق في فسخ زواجها إذا تم دون رضاها. وقال: نحن أمام مشكلة اجتماعية خطيرة تفتقد في مظاهرها وممارساتها معني الزواج السوي ومقدمات استمراره بدءًا من أسلوب الوساطة وعرض القاصرات ليختار الرجل من تروق له بطريقة رخيصة كأنها سلعة تباع وتشتري مع علم الجميع بأنه استمتاع مؤقت الأجل فيما يشبه الدعارة المقنعة مرورًا بسوء المعاملة الجنسية وانتهائه برحيله عنها.. دون ضمان للحقوق الشرعية أو نسب الأطفال. واستكمل في خطابه: إن بعض الفقهاء جعلوا السن من خصال الكفاءة بين الزوجين وأشار إلي أن أحد الأئمة أكد أنه تسقط ولاية الأب عن ابنته إذا كان الزواج بدون تكافؤ، وبالتالي يصبح عقد الزواج باطلاً.. وعند مذهب الإمام أبوحنيفة يسقط أيضا حيث يتحول معني الولاية عند الأب من الحرص علي مصلحة موليته إلي «آلة صماء» همها جمع المال علي حساب كرامة ابنته. وأكد «جمعة» أنه بناء علي ذلك، فإننا نختار من مذاهب الأئمة التي تؤكد بطلان هذا النمط من عقود الزواج لعدم توافر الشروط والأركان الحقيقية للزواج، وتعتبر هذه الوقائع استغلالاً جنسيا ينبغي أن يعاقب عليه المتهمون. زواج «عرفي» وأمام وكيل النيابة ياسر خاطر قالت الفتاة شيماء ممدوح مواليد 12 فبراير 1992: تزوجت مرة واحدة وكان عمري 15 عامًا بعقد «عرفي» علي سعودي عن طريق وسيطة تدعي عزيزة جارتي في المنطقة الذي اختارني من بين خمس فتيات أخريات واتفقت مع والدي علي مبلغ 6 آلاف جنيه فكتب عقد زواج عرفي عند محام وخلال فترة الزواج لم أعرف عن زوجي شيئًا سوي أنه اسمه سليمان رجل كبير في السن سعودي الجنسية ولا أعرف العنوان الذي كنا نسكن فيه غير أنه في المهندسين. أضافت: حاولت الانتحار لأنه كان يعاملني معاملة سيئة ويعاشرني معاشرة الأزواج ورفض طلاقي، كما لم يضربني سوي مرة واحدة عندما رفضت الممارسة معه وبعد ذلك صالحني وكان يتعاطي مقويات. وواصلت الزوجة القاصر كلامها أمام النيابة: أخبرت أمي برفضه الطلاق وبعدها مزق ورقة الزواج العرفي وطردني من الشقة، ثم تقابلت مع إحدي السيدات التي تعمل في جمعية تنمية المجتمع المحلي ب«طموه» وطلبت مني الذهاب لندوة للظهور بالتليفزيون لعرض حالتي وحالات زواج الفتيات القاصرت من الأجانب مقابل مبلغ مالي، وكان والدي علي علم بهذا الحوار التليفزيوني ولم يتقاض أي مبالغ مالية. واعترفت شيماء بأنها بعد مضايقات من الجيران توجهت لقسم الشرطة وحررت محضرًا ضد البرنامج وأنكرت معرفتها بموضوع الحلقة. الأم: أنا غلطانة أما الأم سحر صلاح 39 سنة ربة منزل فعندما واجهها رئيس النيابة بتهمة تسهيل الاستغلال الجنسي للمجني عليها لزواجها من المتهم سليمان ولم يبلغ عمرها 18 سنة كاملة فقالت إنها «غلطانة» عندما زوجت ابنتي من السعودي، ولكنها وزوجها كانا في أشد الحاجة للمال و«اضحك علينا» من السمسارة «عزيزة إبراهيم» التي طلبت مني عرض شيماء علي رجل سعودي غني وأرسلت شيماء بزي جميل ثم طلبت السمسارة حضوري مع زوجي للاتفاق علي الزواج وأعطتني 12 ألف جنيه من السعودي وأخذت منه 2000 جنيه والباقي 10 آلاف الذي كتب بيانات الزواج العرفي لابنتي البالغة 15 عاما في ذلك الوقت، وكان زوجي فرحان بالزواج بسبب حاجته للمال وفي ليلة الدخلة بشقة المهندسين أخرج «منديل به دماء» وقال لي ده شرفها وأقمت معهم لمدة 20 يوما وبعد فترة تلقيت اتصالا من شيماء وأخبرتني أنه يضربها «وزهقت منه» لأنه كان يطلب الممارسة باستمرار «وأنا مش قادرة ثم اخبرتني أن زوجها» «قطع» ورقة الزواج العرفي وعادت إلي المنزل عقب الزواج ب25 يوما، وأضافت إنها التقت إحدي جاراتها وتدعي صباح التي طلبت منها عرضها في ندوة عن أنفلونزا الخنازير مقابل مبلغ مالي وبعد عرض ابنتها في برنامج «واحد من الناس» ضايقها الجيران لذلك توجهت لتحرير محضر بالواقعة للنصب والاحتيال. ورغم أن المتهم ممدوح محمود أبوشوشة 42 سنة والد الطفلة في بداية التحقيقات أنكر علمه بواقعة زواج ابنته من السعودي وانها مازالت بكراً إلا أنه اعترف بالواقعة في نهاية التحقيقات وقال أنا «غلطان» ولا أعرف أن زواج البنت وهي صغيرة خطأ وأضاف: إن الناس كلها بتعمل كده، وعلل انكاره في بداية التحقيقات بناء علي طلب المحامي لمصلحته ولمصلحة زوجته وابنته. السعودي سافر بعد الجريمة وبالنسبة للمتهم السعودي فقد أفادت مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية في خطاب للنيابة أن الزوج السعودي سليمان بن عبدالرحمن مواليد 10 أكتوبر 1934 (76 عاما) قد غادر البلاد بتاريخ 15 نوفمبر 2009 للسعودية عبر مطار القاهرة جواز سفر رقم 1090745. أثبتت تقرير الطب الشرعي الذي كتبته الدكتورة مرفت محمد عجمي بتاريخ 28 يناير الماضي أي بعد الزواج ب3 سنوات أن المجني عليها انثي بالغة تبدو بصحة جيدة وهادئة الطباع ولم يظهر عليها أي مظاهر أو علامات تشير إلي أمراض مزمنة أو اضطرابات هرمونية.. وأن الفتاة ثبت أنها غير بكر في زمن يتعذر تحديده علي وجه الدقة ويرجع إلي عدة أعوام. واستندت تحقيقات النيابة لأدلة الثبوت التي تمثلت في 5 شهود هم المجني عليها وضابط المباحث وجيران المتهمين، ووضعت النيابة ملاحظتين لإحالة المتهمين هما تقرير الطب الشرعي وأقوال الشهود. ومن جانبه دفع علاء أحمد محامي المتهمين بطلان الاجراء والتحقيقات لعدم وجود محامي مع المتهمين أثناء استجوابهم وتعقد الجلسة برئاسة المستشار اميل حبشي وعضوية محمد طاهر ومحمود اللميروست.