الرواية تضم حمولة ثلاث روايات، الأولي تتعلق بعائلة الراوي "عادل إبراهيم" وعالمه وعائلته الصعيدية، وأما الثانية فهي عن مقهي "زهرة البستان" ومرتاديها، والمحافل التي تضم الأدباء والمبدعين، أما الثالثة فهي عن الجماعات الإسلامية وخطابهم، لقد كشف الكاتب اللثام عن مرتزقة البوتيكات التنموية، ومرتزقة التمويل الأجنبي ومؤسسات التمويل الغربية. هكذا تحدث الناقد أسامة عرابي في الندوة التي أدارها في "حزب التجمع" لمناقشة رواية "زهرة البستان" لخالد إسماعيل، الصادرة عن دار "ميريت"، والتي حضرها الروائي عبد الوهاب الأسواني، و الدكتور يسري عبد الله أستاذ الأدب العربي بجامعة حلوان. قال الأسواني: في هذه الرواية يتعرض البطل لمجموعة من الصدمات التي تسهم في بناء شخصيته، وفي الرواية ثلاثة أحداث رئيسية كل منها سابق علي الآخر، وتلك تقنية صعبة في التنفيذ ولكني لم أشعر بأي صعوبة في تنفيذه لها، وقد جاءت الخاتمة بحيث تحيلك للصفحة الأولي، فكانت كما يقول النقاد رواية دائرية، استمتعت بقراءتها. وبدوره قال الدكتور عبد الله يسري: دفع خالد في عمله هذا بالكتابة الواقعية إلي أفق أكثر رحابة، يتمثل في الانفتاح علي الواقع والاشتباك معه، ويتصل باللحظة التاريخية، فالفن لديه كما في شأن الحكاية الجمالية، يطرح فيه ما هو أصيل ودائم بداخله، ووفق هذا الفهم يمكن قراءة مشروعه، الروائي عبر الروايات. وأكمل: يقدم خالد في "زهرة البستان" عمله عبر رؤية تري الفن إدراكا جماليا للعالم، فكتب نصه إنطلاقا من اللحظة السياسية والثقافية المأزومة متخذا من صيغة" الآن وهنا" الدرامية جهة له، راصدا الواقع المحتدم، عبر تقنية اللعب الزمني، وآلية استرجاع مركزية لها. وأكمل: الحوار في الرواية ليس مجرد عنصر من العناصر التي بني عليها هذا العمل، ولكنه هنا تمم الرؤية السردية وأضاف لها، وهو في مجمله نص يتجادل مع الأيديولوجي ويناقش كيف تصبح الأيديولوجيا مفسدة للفن.