قالت الدكتورة فريدة أبورية زوجة الروائي الراحل يوسف أبورية: كان يوسف قويا جدا في وقت مرضه، ولم يكن خائفا من الموت، بل ذهب إلي القرية واختار قبره بنفسه، وقد اتفقنا علي إخفاء خبر مرضه عن الجميع. هكذا تحدثت الدكتورة فريدة في الندوة التي أقيمت بالمجلس الأعلي للثقافة، لمناقشة رواية "ليالي البانجو" التي صدرت بعد رحيله، والتي تحدث فيها الروائي يوسف القعيد والقاص سعيد الكفراوي عن علاقتهما بالراحل، وقال الدكتور عبد المنعم تليمة: الذي تركه فينا يوسف من أعمال سيبقي، وحينما كنا منذ 15 عاما نعد لجائزة "نجيب محفوظ"، كانت تواجهنا تلك الصحوة الأدبية في مصر والعالم العربي، ووجدنا أمامنا فجأة يوسف أبورية الذي وقفنا بالإجماع أمام روايته "ليلة عرس" فمنحناها الجائزة علي الفور. وقال الروائي يوسف القعيد في كلمته: أحيي يوسف الذي كان يقاوم الموت بالكتابة، تماما مثل الفلاح، ومثل كافكا، الذي كان يقول أن الكتابة هي محاولة كفاحه ضد الفناء، وهذه شجاعة حقيقية تذكر ليوسف لأن الانسان الذي يجيئه يقين الموت ينسحب ويستعد للرحيل، كما أحيي زوجته الدكتورة فريدة التي جمعت أوراقه ونشرتها، وأذكر الجميع بحلم الناشر إبراهيم المعلم الخاص بتقديم مجموعة كتب للأطفال في المدارس، وهو المشروع الذي اشترك فيه أبورية بكتاب عن الأخلاق إلا أن الوزارة لم تنفذ المشروع". وقال القاص سعيد الكفراوي: كان يشغل يوسف دائما فكرة النسيان وبالتالي انتمي لعائلة ولود في كتابته مليئة بالأخوة والأخوات، والحلم في قصصه شيء نادر الحدوث، وأبطاله دائمي البحث عن ملاذ. وتحدث الروائي خيري شلبي قائلا: تميز أبورية في الكتابة للاطفال لأنه استطاع أن يبتدع لغة علي قدر تشبه ما بداخله من صفاء إنساني، استوقفتني قصته الأخيرة، أسميها قصة لأنها قصة طويلة وليست رواية، ففيها يسترجع عالم الريف الذي يتناوله، وأسلوبه فيها يختلف عن أسلوبه في رواياته الست السابقة فلغتها بسيطة، أما بطلتها فتذكرنا ببطلة رواية "حادثة شرف" ليوسف إدريس، كما تذكرنا ب"هنادي" بطلة رواية "دعاء الكروان" لطه حسين، ولهذا تموت "مها" بطلة رواية "ليالي البانجو"، ولا نعرف هل بيد زوجها الذي أسقطت جنينه أم بيد عمها وأبيها الذين رغبا فيها جنسيا، أن بيد الولد الذي تخلي عنها. الروائية هالة البدري رأت أنه: بعد نجاح رواية ليلة عرس حدث تغير نفسي ليوسف حيث شعر أن الظلم الذي وقع عليه يكاد أن ينزاح، ومن هنا حاول أن يثبت أنه يكتب بطريقة عظيمة"، واعتبرت أن إنتاجه كبير وكأنه كان يلهث وراء عمره"، وذكرت أن شعوره بقرب رحيله ليالي البانجو تتميز بالجملة السريعة والقصيرة والمختلفة عن اللغة التي كتب بها باقي أعماله. وقال الناقد الدكتور يسري عبد الله" يرصد المؤلف في الرواية تحولات المجتمع المصري متناولا طبقة الإقطاع التي سلبت منها ثورة يوليو أملاكها ثم قدوم سياسة الانفتاح الاقتصادي ومن بعدها سياسية الخصخصة، فقدت تلك الطبقة أملاكها وإن لم تفقد مكانتها في المجتمع".