يعقد الحزب الناصري اجتماعا لمؤسساته الحزبية نهاية الأسبوع الجاري بهدف دراسة نتائج حواره مع جماعة الإخوان المحظورة إذ أعدت القيادات التي شاركت في اللقاء تقريرًا حول الزيارة وما دار فيها تمهيدًا لعرضه علي القواعد وأعضاء الحزب بغرض استطلاع آرائهم فيما أفرزه الحوار علي جميع المستويات واعتبرت القيادات الناصرية الحوار مع الجماعة أفضل مما جري قبل أيام في التجمع. وأكدت قيادات ناصرية أن زيارة الإخوان ستتكرر خلال الأيام المقبلة، خاصة أنها لا زالت تلقي بظلالها علي الجدل الدائر داخل الحزب الناصري، وقال سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب إن من حق الإخوان إجراء اتصالات بالأحزاب السياسية.. كما أنه من حق الناصري التمسك بثوابته وبقرارات مؤسساته إزاء هذا الحوار، مضيفًا: «علاقة التيارات والأحزاب السياسية غالبًا ما تحكمها المصالح الوطنية بما لا يغفل المصالح الخاصة لكل طرف علي حدة لذا لا مانع من إجراء أي حوار لأن الحزب يتخذ قراراته بناء علي معتقدات ومواقف معلنة لا يمكن العدول عنها أو إنكارها. وفسر عاشور لجوء الإخوان للحوار مع الأحزاب بالبحث عن مزيد من النتائج الإيجابية عن الحوارات السابقة حتي لا يكونوا منغلقين لأن انغلاقهم سيؤدي في النهاية إلي اختناقهم.. حتي إنه لا مانع لديهم أيضًا من اللجوء للحوار مع الوطني لتحقيق هذا الهدف، مشددًا علي أن أي حوارات قادمة مع الجماعة لا يمكن أن تتوصل لتنسيق انتخابي بعيدا عن القرار النهائي للائتلاف الرباعي. واستطرد عاشور: «لا نستطيع رفض الحوار مع الإخوان ولا أي قوي سياسية أخري لأن ذلك يعني أننا نجني علي أدائنا الحزبي لأننا نعلم ماذا نفعل وكيف ومتي نتحاور ونتفاوض وعدم مشاركتي لا تعني رفضي للحوار لأن مؤسسات الحزب حددت من سيمثل الناصري في الحوار ولم أحرص علي المشاركة واكتفيت فقط بمتابعة نتائج الحوار». وقال د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية إن اللقاء حقق الأهداف التي يرمي إليها من خلال الحوار ولكن علي الأرضية الناصرية ملمحًا لوجود مرونة من جانب ممثلي الجماعة حول ما تشددت فيه القيادات الناصرية من ثوابتها خاصة الوحدة الوطنية، معتبرًا حوارهم مع الجماعة قد حقق نجاحًا علي عكس التجمع بفضل قدرة الحزب علي اختيار ممثلين خاصة أحمد الجمال نائب رئيس الحزب لإدارة الملف لأن اللقاء كان فكريا وتاريخيا لا علاقة له بالسياسة أو الأهداف الانتخابية حتي إن الجمال نجح في جذب الإخوان علي الأرضية الناصرية بما جعلهم يقرون بمفهوم الدولة المدنية، متابعًا: «حتي لو كان ما حدث مراوغة سياسية ستثبتها الأيام المقبلة فيكفي أننا انتزعنا اعترافات منهم بشأن الدولة المدنية وحقوق الأقباط والمرأة». واعتبر سيد أحمد نجاح اللقاء في التأكيد علي الثوابت الناصرية بشأن بعض القضايا الوطنية كالموقف من الصهاينة أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أمرًا إيجابيا، مؤكدًا أنه إذا استمر الحوار مع جميع القوي السياسية بهذا الشكل فستكون له نتائج إيجابية، مشيرًا إلي أن اللقاءات السابقة قامت بالأساس علي المصالح المشتركة وليس القضايا الفكرية والتاريخية خاصة في ظل ما هو معهود من عداء تاريخي ولفت إلي أن اللقاءات المختلفة ستكون أكثر عمقًا. وفي السياق نفسه، استبعدت قيادات أن يكون غياب أحمد حسن الأمين العام عن اللقاء بسبب رفضه الحوار مع الجماعة، خاصة أنه هو الذي حدد الحوار معهم. من جانبه، وصف محمد عبدالدايم أمين العمل الجماهيري اللقاء مع الإخوان بالتقليدي، لافتًا إلي أنه يرجع لاقتراب الانتخابات البرلمانية ولا مانع من الحوار العام معهم، خاصة أنهم فصيل متواجد في الشارع الناصري الذي يرفض وضع نفسه في قوالب جامدة. أما سعاد عبدالحميد أمينة المرأة فقالت إن اللقاء لم يأت بجديد خاصة أنه تضمن نفس المطالب حول التعديلات الدستورية والإصلاح السياسي الذي تنادي به جميع القوي السياسية، معتبرة أن اللقاء لم يحقق سوي الإعلان عن تجاوز الخلافات من حيث الشكل، مشيرة إلي أن الإخوان يحاولون طرح أنفسهم علي الساحة مجددا لكسب مزيد من الدعم سواء من الرأي العام أو النخبة السياسية.