استيقظت موسكو صباح أمس علي تفجيرين ضربا محطتين للمترو في قلب العاصمة أسفرا عن مقتل 36 شخصا وإصابة العشرات بجراح حيث وقع الانفجاران خلال ساعة الذروة وقت توجه الموظفين لأعمالهم حيث يقدر عدد مستقلي المترو بنحو 7 ملايين شخص يومياً، بينما سارعت السلطات الروسية لفرض حراسة مشددة علي محطات القطارات والمطارات في موسكو بعد الانفجارين كما فتحت تحقيقا حول التفجيرين. وقد أرسل الرئيس مبارك تعازيه للرئيس الروسي ورئيس حكومته. وأكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في ختام اجتماع طارئ دعا إليه إثر الاعتداءين "أن سياسة قمع الارهاب في بلدنا ومكافحة الارهاب سوف تستمر، وسنواصل عملية مكافحة الارهاب بدون تردد وحتي النهاية"، كما امر بتشديد الاجراءات الامنية في قطاع النقل في سائر انحاء البلاد، كما قال متحدث رسمي روسي ان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين يتابع تفاصيل الهجمات ويتلقي آخر التطورات من اجهزة الامن. وأعلن النائب الأول لعمدة موسكو بيوتر بيريوكوف أن 30 شخصا من الجرحي البالغ عددهم 62 جريحا، حالتهم خطرة، مضيفا أن التحقيقات الأولية رجحت أن يكون إرهابيان فجرا نفسيهما داخل عربتين من عربات قطارين من قطارات المترو وأعلن متحدث باسم مترو موسكو أن أحد التفجيرين الذي وقع في محطة "لوبيانكا" استهدف قطارا متميزا يعرف باسم "السهم الأحمر"، وحسب النائب العام الروسي يوري تشايكا فإن حصيلة ضحايا الانفجارين ارتفعت إلي 35 قتيلا وحوالي 40 جريحا. ووقع الانفجار الأول في إحدي عربات القطار الذي وصل إلي محطة "لوبيانكا" في وسط المدينة في الساعة السابعة و50 دقيقة وهي من المحطات الرئيسية لشبكة النقل بالقطارات، وتقع بالقرب من الكرملين ومقر المخابرات الروسية في قلب العاصمة الروسية. ووقع الانفجار الثاني في إحدي عربات القطار الذي وصل إلي محطة "بارك كولتوري" بالقرب من مبني وكالة أنباء نوفوستي عند الساعة التاسعة. وأكدت المخابرات الروسية أن امرأتين نفذتا الانفجارين وذلك بعدما رجح مصدر أمني أن تكون امرأة هي من فجرت إحدي عربات أحد قطارات مترو الأنفاق لدي وصوله إلي محطة "بارك كولتوري" موضحا أن التحقيق الأولي أظهر أن الانفجار الذي دمر العربة نتج عن عبوة ناسفة من مادة التروتيل، انفجرت علي ارتفاع 100 120 سم وكانت مثبتة علي جسم امرأة، علي الأرجح، كما أشار إلي ذلك تحليل أشلاء مَن نفذ العملية التفجيرية الإرهابية فيما يبدو. وفي واشنطن، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتداء المزدوج الذي ضرب موسكو، واصفا اياه ب «العمل الشنيع» وقدم أوباما «تعازيه الحارة» للشعب الروسي بعد الاصابات والخسائر الفادحة في الأرواح، بينما أعرب رئيس الوزراء البريطاني جودرون براون عن ذهوله. وعلي الفور، اتجهت شكوك المسئولين الروس نحو الانفصاليين الشيشان بالوقوف وراء التفجيرات، إلا أن الحكومة الروسية لم تحمل جهة بعينها حتي اللحظة مسئولية التفجيرين، وتوضح التحليلات الأولية للحادث أن مسلحي الشيشان هم المشتبه فيه الأول، كما يشتبه أنهم هم منفذي هجمات موسكو الانتحارية السابقة عام 2004، ويرجع ذلك إلي أسلوب تنفيذ العملية، فالمعاينة المبدئية لموقع الحادث أشارت إلي وجود شظايا ومسامير وقطع معدنية تشير إلي أن المهاجمين كانوا يحاولون تشويه وقتل أكبر عدد ممكن مع عدم ضرورة خلق انفجار كبير، وكذلك فإن استخدام مادة تي إن تي في التفجير، وهي مادة التفجير الابتدائية التي يستخدمها المسلحون، وكذلك جنس القائم علي عملية التفجير، فمقاتلو الشيشان جندوا انتحاريات في الماضي لأن الإناث ينجحن في الإفلات من التدقيقات الأمنية وهو ما يضمن نجاح الهجمة. من جهة أخري لقي شخص مصرعه وأصيب اثنان بجراح كلهم مهاجرون جراء انفجار مساء أمس الاول في اثينا امام مبني مدرسة تدريب مسيري مؤسسات في العاصمة اليونانية. وكان الضحايا الثلاثة من افراد عائلة افغانية مارين امام المبني عندما ونفجرت العبوة في حي باتيسيا الشعبي غرب العاصمة اليونانية وافادت عناصر التحقيق الاولية ان العائلة كانت تذهب كل مساء الي ذلك الحي بحثا عن القوت في القمامة وقالت الشرطة "قد يكون الفتي عثر علي كيس كانت فيه قنبلة وفتحه فانفجرت القنبلة".