لا أحد يكتب لي .. ومن يتهمني بحب الشهرة أعمي البصر والبصيرة أثار جدلا واسعا حول كتاباته العديدة، تصدي لكل من يحاول أن يشكك في العقيدة الأرثوذكسية فشككوا في صحة كتاباته والبعض اتهمه بسرقة المؤلفات الأخري والبعض أشار إلي أن هناك من يكتب له، وبالرغم من هذه الاتهامات حقق كتابه الأخير والذي تناول الرد علي المشككين في ظهورات العذراء أعلي مبيعات في معرض الكتاب هذا العام إنه القمص عبدالمسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسطرد وأستاذ اللاهوت الدفاعي والذي كان لنا معه هذا الحوار: من هو القمص عبدالمسيح بسيط؟ - بمنتهي البساطة أنا لا أحب التحدث عن كهنوتي لأن الكاهن راع وهذا هو تاجي ولا أحد يتحدث عن تاجه أما عن دراساتي فأنا درست الأدب الانجليزي والأسباني والإيطالي في العصور الوسطي وكذلك الأدب اليوناني واللاتيني بكلية الآداب بالإضافة إلي أنني في الأساس خريج كلية التربية قسم لغة إنجليزية ثم انتسبت للأداب والتي درست بها الأدب الفرنسي ثم قمت بدراسة أديان الشرق الأوسط فدرست البوذية والهندوسية والكونفوشوسية والديانات الإيرانية والغربية والتي بحكم دراستي لها قمت بدراسة كل الملاحم الخاصة بأديان الشعوب مثل الالياذة والأودسة والشهنامة للفرس والهندوس والبوذي المهابهاراتا والفيداوالاوبانيشاد والافستا والكيتا والكوميديا الإلهية اللاتينية في العصور الوسطي وكذلك ملحمة رولان وكل ما يخص الأديان بشكل عام. كيف تخصصت في اللاهوت الدفاعي؟ - العملية جاءت بترتيب إلهي فمنذ نشأتي وأنا اهتم بدراسة الأديان فدرست كل دوائر المعارف المختصة بالأديان المختلفة مثل دائرة المعارف الهندوسية والبوذية واليهودية ودرست الإسلام وقرأت 83 تفسيرًا للقرآن بالإضافة إلي مجموعة السير مثل سيرة ابن اسحاق وابن هشام وغيرهما وفي نفس الوقت أخذت اقرأ كل ما يكتب في نقد العقيدة المسيحية وكذلك تاريخ الفكر المسيحي والعقيدة من خلال كتب الآباء وما سجل عن المجامع المسكونية والمحلية وحاليا أنا أقوم بإعداد سلسلة بعنوان تاريخ العقيدة المسيحية بالإضافة إلي ذلك درست لاهوت المسيح من خلال الكتاب المقدس وكتابات الآباء وأيضا قانونية أسفار الكتاب المقدس وكل الشبهات التي تدور حول نصوصه والعقيدة المسيحية ككل ومن هنا جاءت أسباب تدريسي للاهوت الدفاعي وتاريخ العقيدة والنقد الأدبي للكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية ومعهد الرعاية. هل كل هذه الدراسات شخصية نابعة من اجتهاد شخصي أم بالجامعات؟ - دراسات شخصية فكلها دراسات أكاديمية تصدر في كتب وأنا أقوم بجمعها ودراستها. إن لك إنتاجًا ضخمًا من الكتب ولكن أيها أهم لك والأقرب إلي قلبك؟ - كلها أهم من بعض ولكن هناك نحو 56 كتابًا في اللاهوت الدفاعي ولكن الكتب التي سببت لي الشهرة هي الرد علي شفرة دافنشي وهل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح والكتاب المقدس يتحدي نقاده والقائلين بتحريفه بالإضافة إلي 140 كتابًا عن الأبوكريفا. ما هو الجديد الذي تقوم بتحضيره الآن؟ - تحت يدي الآن مسودات ل25 كتاب عن تاريخ العقيدة وقانونية الكتاب المقدس العهد الجديد والنقد النصي للعهد الجديد ولاهوت المسيح وشبهات حول الكتاب المقدس من المفترض اصدارها خلال العامين القادمين. كل هذا الإنتاج الضخم وكل هذه الدراسات كيف توفق بين الكتابة والدراسة وعملك ككاهن؟ وهل يؤثر هذا علي ذاك؟ - بطبيعة الحال هي مسألة ترتيب وقت بالإضافة إلي أنني حصلت علي إذن من الكنيسة من البابا والآباء الأساقفة للتفرغ للدراسة والكتابة فباستثناء بعض الخدمات الطقسية هناك غيري من يقوم بها فأنا زياراتي قليلة، أقوم فقط بصلاة القداس وبعض العظات المسائية لكن أنا متفرغ طوال اليوم فيومي يبدأ من 11 صباحا حتي 7 مساء للدراسة وبعد ذلك أذهب لألقي محاضرات في الكنيسة ثم أعود لأجلس علي شبكة الانترنت من 11 مساء إلي الثالثة صباحا. ما هي أكثر المشاكل التي تواجهك في انتاجك؟ - لا توجد مشاكل فأنا لدي أبناء كثيرون علي مستوي العالم يقومون بجمع الكتب والمراجع التي احتاج إليها ولدي الآن حوالي 3 ملايين مرجع تخص الكتاب المقدس. يتهمك البعض بأن هناك بعضًا من الشباب يقومون بكتابة كتب القمص عبدالمسيح بسيط من خلال اتفاق بينكم بذلك؟ - اتهام غير صحيح اطلاقا فأنا لم أدخل البلتوك إلا منذ عامين فقط وأنا أصدرت حوالي 56 كتابًا منها 45 علي الأقل قبل أن أدخل البلتوك ثانيا هؤلاء الشباب عملوا معي خلال السنة الأخيرة ومهمتهم البحث عن المراجع وإرسالها لي ومن يقوم بهذا العمل هم ثلاثة فقط الأول مازال طالبًا بالجامعة والثاني موظفًا بالكمبيوتر يمتاز بجمع الكتب ولكن لا يوجد شخص يقوم بكتابة حرف واحد في أي كتاب لي. لماذا لا توجد قائمة بأسماء المراجع في كتب القمص عبدالمسيح بسيط؟ - الحقيقة أن هناك كثيرين طلبوا مني هذا الموضوع ولكنني أكتفي بذكر اسم المرجع في الهامش وهو مسلك يسلكه الكثيرون من الآباء مثل القمص تادرس يعقوب ملطي خاصة أنه في أحيان كثيرة يكون الموضوع مذكورًا في أكثر من 50 مرجعًا فكيف أذكر كل هذا الكم من المراجع بالاضافة إلي أنني أقوم بالدراسة وأتناول فكرة معينة وأنقلها بوثائقها فأذكره في الهامش ولكن هناك أفكارًا عامة تتواجد في 500 كتاب فكيف أذكرها. ولكن هناك من يتهمك باقتباسك من كتاب جريدة وطني الأخير حول ظهورات العذراء في كتابك الذي دار حول نفس الموضوع؟ - هذا الكلام غير صحيح فالكتاب الذي أصدرته وطني ذكر الحدث ووضع كام كلمة عن الظهور وجمع ما قيل في وسائل الإعلام ولكن أنا قمت بعمل بحث واف جمعت فيه كل الظهورات بالتفصيل في أربعة فصول ثم قمت بالرد علي كل الشبهات والمشككين بالأدلة العلمية في 3 فصول أخري كل هذا لم يذكر في كتاب وطني بالاضافة إلي أنني قمت بجمع 32 يوتيوب تحدثوا عن الظهور وكل ما كتبه الآباء في هذا الموضوع وحقيقة أنا أري أن هذا سؤال مرفوض ولا أقبله ولا أقبل الكلام به. في كتاب ظهورات العذراء كان هناك فصل علمي بحت فمن أين جئت به؟ - المسألة أن هناك أحد الأساتذة بألمانيا وأحد المتخصصين في الليزر والهيموجرام من أبنائنا في استراليا وأنا معهم اشتركنا في عمل ملف بوربوينت وأحضرت بعض المواد من موقع السي إن إن وفي النهاية وضعته في الكتاب وذكرتهم وتحدثت عن هذا الفصل في مقدمة الكتاب وكتبت ما حدث بالتفصيل وذكرت كل شخص عمل معي والمهام التي قام بها. ذكرت أنك لن ترد علي كتاب اللاهوت العربي للدكتور يوسف زيدان وبعد ذلك سمعنا أنك تحضر للرد عليه فأين الحقيقة؟ - الحقيقة أنني لن أقوم بالرد عليه وذلك لأننا عندما قمنا بالرد علي عزازيل اكتسبت شهرة من دون ردنا ما كانت اكتسبتها والدليل علي ذلك أن كتاب اللاهوت العربي لم يحدث ضجة عزازيل لأننا لم نرد عليه بالإضافة إلي أن زيدان قدم مذكرة عن اللاهوت العربي في مؤتمر القبطيات الذي أقيم بالكاتدرائية فبطبيعة الحال إن قمت بالرد عليه في كتاب عزازيل وأي رد آخر سيكسبه شهرة وسيكون تكرارًا للرد. البعض يقول إنك أصبحت محبًا للشهرة؟ - أنا لم أسع أبدا لا لجريدة أو مجلة ولا لقناة تليفزيونية بل إنهم يتصلون بي عندما يكون هناك اتهام موجه للكنيسة وبالتأكيد هذا يضايق ناسًا كثيرين ولكنني أؤكد أن هذا ليس شهرة وإنما دفاعًا عن الكنيسة فمتي ظهرت في الإعلام وقمت بعمل شو إعلامي؟ شفرة دافنشي، عزازيل إنجيل برنابا، كل هذا دفاع عن الكنيسة وأقول لمن يكيل لي هذا الاتهام إنه أعمي البصر والبصيرة.