حالة من الإحباط خيمت علي الحزب الناصري بعد سقوط مرشحه محمد عبد الحفيظ وخروجه من معركة انتخابات مجلس الشعب التكميلية بدائرة الجمالية، رغم الجهود التي بذلها الناصري علي مدي أكثر من شهرين لإنجاح مرشحه من خلال دعم قيادات الحزب له وتنظيم عدد من وقد تصاعدت حالة الإحباط بالناصري بالدرجة التي دفعت عدداً من القيادات للإصرار علي ضرورة مقاطعة الانتخابات المقبلة خاصة في ظل وجود شائعات أطلقها البعض بأن الوطني سيترك للناصري كرسي الجمالية في البرلمان، لذا وتحول لسان حال الحزب بعد هزيمة الجمالية إلي الحديث حول ضرورة تعديل المادة 88 من الدستور وعودة الإشراف القضائي علي الانتخابات والالتفاف حول مطالب ائتلاف المعارضة الرباعي الخاصة. واتهم محمد الحفيظ عضو المكتب السياسي ومرشح الجمالية الذي حقق 592 صوتاً فقط، الانتخابات التي خاضها بالتزوير الفاضح لصالح من يملكون رأس المال قائلاً إن اللجان الانتخابية حدث فيها تزوير لصالح من يدفع وتم ضبط وقائع تزوير في بضع اللجان وحررت ضدهم محاضر. مضيفاً أن الحزب توسم في نظام نزاهة الانتخابات. وطالب عبد الحفيظ بضرورة عودة الإشراف القضائي ومراقبة الانتخابات الكترونياً بالكاميرات داخل اللجان مهدداً بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، وخاصة الشعب في حالة عدم حدوث شيء إيجابي من الحزب الحاكم في صالح ما تطالب به أحزاب المعارضة. ومن جانبه قال د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية إن الفرز لم يستغرق أكثر من ساعتين، موضحاً أن الوقت غير كاف لفرز أصوات 113 صندوقاً قائلاً: لابد أن تفرز معركة الجمالية تغييراً جذرياً في موقف الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة وكيفية التعامل مع الحزب الحاكم، موضحاً أن المعارضة أمامها طريقان إما أن تناضل من أجل انتخابات نزيهة وتعديل الدستور أو تسلم رخصها لشئون الأحزاب وتنهي الحياة الحزبية. واتفق سيد أحمد مع ما توصل إليه مؤتمر التعديلات الدستورية وخاصة تشكيل آليات ضغط ضد الحزب الوطني وخلق حالة من النضال الحقيقي حتي وإن وصلت لدرجة الفوضي مشيراً إلي العمل علي ترسيخ فكرة الإصلاح في ذهن قيادات الحزب الحاكم، وانتقد رؤساء الأحزاب بصفة عامة الذين لا يميلون إلي النضال والتحرك الفعلي نحو مواجهة النظام خاصة أن الأحزاب قليلة الحيلة أمام آليات النظام بل تحتاج معركة التغيير ضغطاً شعبياً ليس له علاقة بالأحزاب المتجمدة والمسيسة. ومن ناحيته اعترف توحيد البنهاوي الأمين العام المساعد للحزب اغفال الناصري لعنصر مواجهة المال السياسي الذي يلجأ إليه بعض المرشحين القادرين مادياً. بينما يجب أن تخلق الأحزاب لنفسها مجالاً لمواجهة تدخل رأس المال في العملية الانتخابية عن طريق التواجد مع الجماهير بصفة مستمرة وأن تعكس الجريدة الناطقة بلسان الحزب هموم المواطنين دائماً وطالب بسن قانون يبين الحد الأقصي من الإنفاق علي المعركة الانتخابية لاسيما بعد دخول شريحة رجال الأعمال في العمل السياسي. واستنكر البنهاوي سقوط مرشح الناصري في الانتخابات لعدة أسباب أولها أن الدائرة المذكورة مؤهلة للأفكار الناصرية، إذ كانت لحيدر بغدادي ونائب ناصري من قبله بجانب تكاثف وتكريس كل طاقات وإمكانيات الحزب لصالح المرشح مادياً وإعلامياً حيث اعتبر الحزب انتخابات الجمالية ليست خاصة بمحمد عبد الحفيظ بل تعامل معها كمعركة خاصة بالحزب ككل. ومطالباً بضرورة مناقشة انتخابات الجمالية خلال اجتماع المكتب السياسي القادم لتحديد نية الحزب من الانتخابات البرلمانية المقبلة.