"أحلم بأن أراك أحسن و أنجح الناس متفوقا عن كل أقرانك فأنت ثروتي الحقيقية التي أمتلكها" هذا هو ما تؤمن إيمان الجمل و تسعي لتحقيقه من خلال أبنائها،فهي تتعامل مع مواهبهم و قدراتهم بمنتهي الجدية و تعتبرها هدفها الذي تعيش من أجله، فابنها الأكبر أحمد صاحب موهبة موسيقية واعدة و أصغر من وضع برامج للكمبيوتر أبهرت كل من شاهدها،و ابنها الأصغر محمد بدأ مسيرة الابتكار و الاختراع قبل أن يكمل عامه السادس،باختصار نحن أمام أم تعرف جيدا كيف تدفع أبناءها نحو تحقيق النجاح. و ما يميز إيمان الجمل الطبيبة الصيدلانية أنها لا تجعل ملاحظتها لموهبة أبنائها يمر عليها مرور الكرام،فعندما كان ابنها الأكبر أحمد حاتم موسي "20 عاما طالب بكلية التجارة" مازال في المرحلة الاعدادية شعرت بميله نحو استخدام الكمبيوتر بل و تميزه في البرمجة حيث علم نفسه بنفسه فوجهته لخوض المسابقات التي تنظمها جمعية الرعاية المتكاملة و شارك وقتها بتصميم مسابقة علي الكومبيوتر أشبه ما يكون ببرنامج (من سيربح المليون)،و هو ما حاز علي إعجاب لجنة التحكيم التي انبهرت بمستوي اللعبة مقارنة بعمره وقتها. دفعت ايمان إبنها للحصول علي دورة ICDL فكان من أصغر من حصل عليها،و إلي جانب ذلك سرعان ما وظف موهبته في الكمبيوتر في ولعه بالموسيقي لوضع الارتام الموسيقية و النغمات،و عند طلب من والدته شراء جيتار و هي الآلة الموسيقية التي يعشقها و يبرع في العزف عليها و وضع الألحان عليها، لكن والدته فضلت تعليمه الاعتماد علي النفس فرفضت شراءه له فادخر من مصروفه البسيط حتي اشتراه. أحمد مازال يعلم نفسه بنفسه ولكن هذه المرة تعلم كتابة النوتة الموسيقية و هو ما زرعته فيه والدته منذ صغره،و مازال يواصل نجاحاته و يستعد الآن لتسجيل لحنه الخاص في الشهر العقاري. أما محمد فبدأت والدته تلحظ مهاراته في الابتكار مبكرا فقد إستخدم الصلصال لعمل أباجورة أضاف لها لمبات صغيرة و هو ما لم تصدقه في البداية و لكن صدق حدسها حول موهبة إبنها عندما لاحظ أنها تعاني من صعوبة ضبط المنبه في الظلام فصنع وحدة إضاءة تضاف له حتي يسهل رؤيته و كان وقتها في أولي إبتدائي،هنا سخرت الأم كل طاقتها من أجل دفع إبنها نحو إخراج ما بداخله من طاقة للإبتكار. لم تتوان الام لحظة عن شراء الخامات التي يحتاجها و لا عن مصاحبته في معارضه المتعددة رغم انشغالاتها فنجاحه و شقيقه هو دافعها الأول في حياتها،كما أنها تري أنه أمر لا يؤثر بالسلب علي مستوي التحصيل الدراسي لأبنائها بل علي العكس يدفعهم للإجادة و الإجتهاد. محمد نجح في الحصول علي المركز الاول من مديرة القاهرة لاربعة اعوام متتالية كما أنه تقدم بطلبين للحصول علي براءة إختراع من أكاديمة البحث العلمي أحدهما عن جهاز إنذار حريق مزود بوحدة إضاءة للصم و جرس مدرسة اتوماتيك يضرب مع دقات الساعة. تؤكد إيمان الجمل أن همها الأكبر دائما هو التميز الأخلاقي لأبنائها و الذي تضعه دائما في المقدمة،و يكفيها فقط منهما كلمة "شكرا يا ماما".