بدأت رحلتنا في الصباح الباكر مع بزوغ ضوء النهار باستقلال سيارة أجرة بمبلغ 25 جنيها بعد التفاوض مع السائق للذهاب إلي قرية القزازة التابعة لمركز صندفا، بمدينة بني مزار بمحافظة المنيا في حضن الجبل الغربي لمسافة 25 كيلو مترا من المدينة. طلب السائق دقائق معدودة لتموين السيارة من إحدي محطات البنزين الموجودة بداية الطريق ثم بدأنا السير كانت حركة السيارة سهلة لمسافة 700 متر لنفاجأ بطريق ترابي غير ممهد لا يصلح لسير السيارات أو حتي المشأة!. حاول السائق التخفيف من معاناتي قائلا: يا أستاذة أنت تعبت من مشوار.. آمال الناس اللي عايشين في القرية وبيمروا عليه كل يوم يعملوا إيه«؟!. وأضاف هو دا اللي عزل القرية عن المركز لبعد السائقين عن السير عليه.. وحرم القرية من وسائل المواصلات. سألته وكيف يعتمدون في تنقلاتهم أجاب عن طريق مواصلات خاصة بهم أو استئجار سيارات من القرية ولكن بأجرة مرتفعة، واستكمل أن صعوبة وخطورة هذا الطريق تزداد مع حلول الظلام لعدم وجود إنارة علي جانبيه رغم أنه يربط بين خمس قري وهي أبوعيسي والسلسلة والبحيرة وصندفا وأبوصيار. وبعد مرور ساعة من الوقت انتهت معاناتنا بوصولنا إلي مشارف القرية بعد أن لاحت لنا منازلها المكون بعضها من الطين تعود بك إلي عصور مضت تحضنهامرتفعات الجبال من كل جانب بها أعمدة إنارة ولكن لا يوجد بها تيار كهربائي. بمجرد وقوف السيارة بمدخل القرية - تجمع حولنا الأهالي والأطفال لنجد عطا عبدالله أحد الأهالي في استقبالنا بود وترحاب مؤكدا أنهم يعيشون حياة صعبة في تنقلاتهم من القرية إلي المركز لعدم وجود وسيلة مواصلات كما أنها تزداد صعوبة لدي تلاميذ المدارس الذين يتعرضون للغياب المتكرر عن دراستهم بسبب هذه المشكلة وأشار إلي أنه يضطر كل يوم لأن يستأجر سيارة بمبلغ 10 جنيهات لتوصيل أولاده إلي مدارسهم في البهنسا وصندفا. توجهنا إلي منزل بشير مسعود الذي أكد أن القرية بلا مخبز ويضطر الأهالي للذهاب إلي قرية السلسلة التي تبعد عنهم بكليو متر لشراء الخبز في حالة وجود فائض منها. يضيف والحسرة تملأ عينيه تم تخصيص مساحات لبناء وحدة صحية ومركز شباب ومدرسة إعدادي عندها استبشرنا خيرا ومرت السنون ولم تنفذ هذه المشروعات التي حفظت ملفاتها داخل ادراج المسئولين. ويشكو عبدالله خلف من خلو القرية من نقطة شرطة مما يهددهم بمخاطر حدوث مشكلات مثل التي شهدتها قرية شمس الدين المجاورة من مذابح لعدم وجود الأمن مشيرا إلي أن الأهالي اتفقوا فيما بينهم علي عمل حراسات من شباب القرية في ورديات من المساء حتي الصباح خوفا من حدوث سرقات مؤكدا أن هناك مرضي كثيرين يموتون ولا يمكننا إنقاذهم لعدم وجود وحدة صحية للقرية.