يذهب المشاهد للمسرحية ليجلس في مقعده الوثير أو الحقير - ليتفرج علي العرض من الخارج - أعني من الصالة.. وقد يستمتع بالعرض وقد يضيق به ويتوهم المشاهد أنه قد "تعرف علي المسرحية وعناصرها والعلاقات الفنية والإنسانية من خلال المشاهدة العابرة". ويقول المشاهد: والله البطل ده بيحب الولاد المشاركين معه أو البطلة دي عاملة نفسها قيمة وهي لا هي قيمة ولاسيمة كشرية ودمها يلطش والولاد اللي حواليها أظرف منها وأحيانا يلاحظ المشاهد "تظارفا وتساخفا" حيث يدير البطل أو البطلة وجههه بعيداً عن الجمهور ليضحك خجلاً لأنه أخطأ وقال كلمة "خارجة" وهو يكفر عن الخطأ بالاعتذار عن طريق إدارة قفاه للجمهور الذي يتوهم أن ما يحدث اعتذار ولا يعرف أن هذه "نطاعة" وقلة أدب ملاحظات عديدة تكشف للمشاهد "الظاهر" ويعتقد المشاهد أنه يري "الباطن". والباطن هو عالم ما خلف المسرحية الكواليس والتي هي "ورشة العمل" أو بيت الأسرار أو بيت الحيات وأحيانا عش العصافير في مسرحيات وأحيانا عرين الأسد في مسرحيات أخري وأحيانا زنزانة المساجين ومعتقلات الفكر والحرية لنري بعض "طغاة النجوم" الفرادي. ولخبرتي الشخصية ولطول معاشرتي للعبة المسرح ويشاركني في هذا عدد كبير من أبناء المسرح يمكن التعرف علي شكل الكواليس من مجرد مشاهدة المسرحية والمنتج الشاطر والمخرج الفالح عند وضع بداية مشروع مسرحي يفكر في الأمن والأمان في كواليس المسرحية أي بيت الزوجية فالفنانون الساكنون في الغرف خلف خشبة المسرح هم بداية الكارثة أو النجاح للعرض وشباك التذاكر ومن خلال "استقرار الأمن والأمان" يمكن الاستقرار علي أسماء المشاركين. ونحن نجلس للتحضير لعرض من العروض ونجد أن النص يشير للنجم فلان أو للنجمة علانة وعند ذكر الاسم يصرخ أحدنا: لأ ده "كواليسه وحشة" يعني أنه شخص لا يطاق.. يخلق حالة من التوتر والمشكلات خلف المسرح نمام شكاك محرض نكدي عنيد مقرف.. إلخ. ولقد عاصرت في سنوات السبعينيات كواليس مسرح الريحاني كانت "سويقة" مثل حارة شعبية بزعامة ناظر المدرسة الإعدادية الأستاذ المرحوم عبدالمنعم مدبولي فهو الأستاذ والناظر والتلميذ الوحيد المشاغب وبجواره الفنانة المرحومة نبيلة السيد رمزاً للظرف والأمومة والفكاهة وصواني المحشي وحلل الطبيخ وعزومات للجميع وفي غرف معزولة قهوة بلدي "مدخنة" بزعامة المعلم "سيد زيان" وبطانته والضحك الخشن والتدخين للشيشة والطبيخ "للسمين والعكاوي" لا ينقطع في غرفته كل ليلة وإلي جوار هذه "القهوة" بقايا كازينو قديم من ثلاثينيات هذا الزمان يسكنه الفنان الظريف "محمد شوقي" ويعاونه الفنان فاروق فلوكس وغيرهما إنهم "خواجات" كازينو يتعالي علي منطق القهوة البلدي إنه عالم - عالم إنه عالم الكواليس ادعو للجميع بالرحمه والصحة وجايز طول العمر.