أكثر من 20 ألف نسمة يعيشون في حضن جبل الجمهورية التابع لمركز طامية بالفيوم.. غرفهم المصنوعة من الطوب الجيري تتداخل مع الصخور ليبدو المشهد كأنهم أصبحوا جزءًا من جسم الجبل.. اعتادوا رؤية الثعابين والعقارب تزحف فوق أسقف منازلهم المتهالكة.. ترعبهم وحشة الليل.. ويرهقهم المشي بين الصخور.. لكن لهذا الجبل قانونه الخاص.. فالحاكم هو الأقوي.. والقاضي هو الأشرس.. ولا مكان لمن لا يستطيع مواجهة الذئاب التي تهاجم الجبل باستمرار أو لا يتعامل بحسم مع أصحاب القلوب الميتة من الهاربين والمسجلين ولصوص المواشي الذين يتخذون من قرية الجمهورية مخبأ لهم. القرية بطبيعتها الجبلية الوعرة ليست مطمعًا للمجرمين فقط بل يبحث محترفو التنقيب عن الآثار عن نصيبهم فيها خاصة في الجانب الجنوبي الملاصق لبحيرة قارون والقريب من منطقة جبل الصاغة الأثرية وعادة ما تحدث مناوشات تصل إلي حد إطلاق النار بين مافيا التنقيب عن الأثار والأهالي. الطبيعة الجبلية للقرية لم تمنع من استصلاح ما يقرب من 6 آلاف فدان ولذلك يعمل أغلب أبناء القرية في الزراعة ولا يذهبون للمدارس ومن يهاجر منهم القاهرة يعمل في مجال المعمار والمقاولات أو بواب في الوحدات السكنية الراقية، وتجاور القرية من الناحية الشرقية المنطقة الصناعية بكوم أوشيم والمشهوررة بوجود مصانع البصل والتي تستقطب شباب وفتيات القرية للعمل بها.