بانفعال واضح ذكرت فدوي البرغوثي عضو المجلس الثوري لحركة فتح وزوجة البرلماني الأسير لدي إسرائيل مروان البرغوثي الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية الملاذ الأخير والوحيد لحرية الشعب الفلسطيني.. وعودة الأمور إلي طبيعتها للنضال ضد المحتل وليس ضد أنفسنا. وقالت في حوار ل روزاليوسف عقب وصولها القاهرة لحضور مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها زوجها لمعهد البحوث والدراسات العربية: إن مروان يطالب المسئولين المصريين بضرورة مواصلة مشوارهم النضالي لتحقيق المصالحة، ويدعو حماس إلي سرعة التوقيع علي الورقة المصرية مؤكدة أن الانقسام ليس خلافا بين نهجين بل اختلاف في المصالح. وأكدت أن زوجها سيرشح نفسه في أي انتخابات رئاسية فلسطينية قادمة شريطة اتمام المصالحة والاتفاق علي قوانين الانتخابات، وإلي نص الحوار: بعيدا عن الدور السياسي لمروان البرغوثي نريد أن نتعرف أكثر عن مروان الإنسان؟ - ببساطة هو إنسان حنون، يحترم المرأة إلي أبعد الحدود، إنسان يعتبر أن حق المرأة يمارس علي الأرض وليس شعارات وهذا ما كان يطبقه حتي في المنزل، أذكر عندما طردنا خارج البلاد كان يلح علي الحالحا لدراسة القانون وأنا كنت أقول له إن لدي أربعة أبناء وكل واحد منهم يحتاج رعاية خاصة، لكنه مع ذلك ألح علي وقال: إن المرأة الفلسطينية يجب أن تتسلح بالقانون لتستطيع أن تناضل علي كل الجبهات، وحينما كنت أشكو من كثرة الدراسة والأبناء وأعمال البيت، كان مروان يساعدني بنفسه، إذ يأخذ الأبناء للمنتزه ويقضي معهم بعض الوقت حتي يسمح لي بأن أراجع الدروس بعض الوقت، وكلما شعر أني يئست من الدراسة، كان يعطيني مزيدا من القوة حتي أتعلم، وأنا أؤكد وبصدق، أنه لولا التشجيع الذي لقيته من مروان البرغوثي ما كنت لأكمل حتي دراستي للحقوق، كما أنه شخص ديمقراطي بمعني الكلمة وهذا ما جعل الكل في فلسطين يحترمه. هل يمكن أن تطلعينا علي مضمون رسالة الدكتوراه التي حصل عليها زوجك؟ - أولا هي سابقة من نوعها أن يكون الطالب مسجونا وهي أول رسالة من معتقل سياسي لكنها ليست التجربة الأولي للبرغوثي أثناء فترة ابعاده حيث سبق أنه حصل علي شهادة الثانوية العامة منذ 18 عاما وكان معتقلا وقتها وكذلك رسالة الماجستير وحصل عليها عام 1998، وكان مبعدا، أما رسالة الدكتوراه قدمها أستاذ في جامعة القدس ناقشت اللجنة مضمونها لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة، ورأس لجنة المناقشة الدكتور أحمد يوسف عميد المعهد. والبرغوثي حصل علي موافقة في عام 1999، قبل اعتقاله من جامعة القاهرة ومن معهد البحوث والدراسات العربية وتقدم بخطة رسالة الدكتوراه واستكمل كتابتها في زنزانته علي مدار عدة سنوات وهي بعنوان الأداء التشريعي والرقابي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني وإسهامه في العملية الديمقراطية في فلسطين 1996 - 2008 وتقع في 341 صفحة. واستعان البرغوثي لكتابة اطروحة الدكتوراه بمئات الكتب والمراجع التي دخلت في السنوات الماضية إلي السجون، حيث يستطيع كل أسير ادخال ثلاثة كتب خلال الزيارة العائلية، كما استعان بالكتب والمصادر والمراجع التي حصل عليها الأسري الطلبة الجامعيون. ما آخر أخبار صفقة تبادل الأسري وهل التقيت بمسئولين مصريين لمتابعة تطورات هذا الملف؟ - بالطبع هناك اتصال دائم مع المسئولين المصريين واريد أن أؤكد أن صفقة التبادل سوف تتم لكنها ستتأخر قليلا وأؤكد مجدداً أنه لن يفرج علي الجندي الإسرائيلي شاليط قبل الإفراج عن البرغوثي و450 أسيراً فلسطينياً آخرين وقريبا سوف يحدث ذلك ومن اليوم الذي وضعت فيه قائمة الأسري الفلسطينيين للتبادل مع شاليط، كان مروان البرغوثي علي رأس القائمة، هذا ما بلغتنا به الجهات الآسرة سواء حماس أو لجان المقاومة الشعبية فمروان زعيم كبير وقائد فلسطيني ورمز للمقاومة والوحدة الوطنية، لذا لا يمكن تحت أي ظرف للجهات الآسرة أن تتجاوز مروان البرغوثي، وأنا علي ثقة مطلقة أنها لن تقبل الصفقة من دونه. قبل زيارتك للقاهرة هل التقيت مع زوجك داخل السجن الإسرائيلي وهل كانت هناك رسائل محددة؟ - كنت مع زوجي الثلاثاء قبل الماضي ونقل تحياته إلي الشعب الفلسطيني وإلي الشعب المصري قيادة وشعبا وتمني الشفاء للرئيس مبارك والعودة سريعا إلي أرض الوطن ووجه رسالة إلي حركة حماس طالبها فيها بسرعة التوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة لأنها الملاذ الأخير والوحيد لحرية الشعب الفلسطيني وحصوله علي أبسط حقوقه وعودة الأمور إلي طبيعتها للنضال ضد المحتل وليس ضد أنفسنا وكان سعيدا جدا وعزيمته قوية أقوي من الاحتلال. هل حملك البرغوثي أي رسالة للمسئولين في مصر؟ - بالطبع وجه تحياته إلي المسئولين المصريين وطالبهم بضرورة مواصلة مشوارهم النضالي وتحقيق المصالحة الفلسطينية لأنه حريص علي وحدة الشعب الفلسطيني وطالب حماس بضرورة التوجه إلي القاهرة لتوقيع الورقة المصرية بلا شروط، وذلك لتحقيق الوحدة الفلسطينية. هل تتوقعين انتخابات قادمة في منتصف العام الحالي إذا تم التوقيع علي الوثيقة المصرية؟ - لا أعتقد أن هذا سوف يحدث نظرا لطول الإجراءات الانتخابية التي تستلزم ثلاثة أشهر علي الأقل من إحصاء واستعدادات. هل تتوقعين أن يخوض زوجك الانتخابات الرئاسية القادمة في حالة إجرائها؟ - بالطبع سوف يكون هناك دور كبير لمروان البرغوثي في الانتخابات القادمة وسوف يرشح نفسه في حالة واحدة أن تتم المصالحة الفلسطينية والاتفاق علي قوانين الانتخابات وعودة الأمور إلي نصابها وسوف أقف بجوار زوجي. قيل إن هناك أطرافاً داخل السلطة الفلسطينية تحاول أن تعرقل صفقة شاليط لأنها تخاف من خروج البرغوثي ما تعليقك؟ - تم تكذيب ذلك من قبل المجلس المركزي الفلسطيني والمجلس الثوري لحركة فتح وقالوا نحن نرحب بصفقة تبادل الأسري ونطالب الإسرائيليين بتنفيذها لأنه مكسب لنا أن يفرج عن أي أسير فلسطيني، لذا فالإفراج عن الأسري عليه اجماع، ولا يمكن لأي سلطة فلسطينية أن تعارض هذا الأمر ولا يمكن لأي جهة أن تجرؤ علي تعطيل هذه الصفقة. هل تتوقعين جديدا في حالة استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين؟ - الإسرائيليون يتاجرون بالشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية ذهبنا إليهم بالسلام ولكنهم لا يريدون وعلي الشعب الفلسطيني أن يحدد خياراته. كيف ترين الانقسام في الساحة الفلسطينية؟ - هذا الانقسام أضر بالشعب الفلسطيني وبمشروعنا الوطني، وبصورة شهدائنا وأسرانا لذلك نحن نقول: إنه علي قيادة الطرفين، فتح وحماس، أن توقف هذا الانقسام، وأن تلتزم بما يريده الشعب الفلسطيني، ونحن نقول إن هذا الخلاف ليس بين نهجين بل هو اختلاف بين المصالح.