وصل أمس تضارب المعلومات حول صفقة تبادل الأسري الفلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلي ذروته فينما رجحت مصادر إمكانية إنجاز الصفقة خلال ساعات مستشهدة بقيام رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية بالتراجع عن الحج استعداداً لاستقبال الأسري المحررين استبعدت مصادر أخري التوصل إلي اتفاق من الأساس والاكتفاء فقط بإطار اتفاق وسط خلافات عميقة تعترض الصفقة في ظل وجود اتجاهات مختلفة داخل حماس. وفي هذا الصدد شكك إلياس الصباغ محامي مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية بحركة فتح والأسير لدي إسرائيل في نوايا حركة حماس بشأن إمكانية إطلاق سراح البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسري مع إسرائيل. وعز الصباغ ذلك في تصريحات خاصة لروزاليوسف إلي الشعبية الجارفة التي يتمتع بها البرغوثي في الشارع الفلسطيني وإعلان الرئيس محمود عباس عزمه عدم الترشح في الانتخابات المقبلة وهو ما يجعل فرص البرغوثي كبيرة إذا قرر خوض هذه الانتخابات بشكل يضعف حركة حماس. وأوضح أن إسرائيل تشن حرباً نفسية ضد البرغوثي لاسيما في ظل تسريبات إعلامية تشير إلي أنه لن يكون ضمن المفرج عنهم في إطار صفقة الأسري. من جانبها أوضحت فدوي البرغوثي لروزاليوسف أنها التقت مع المسئولين المصريين منذ أسبوع تقريباً في القاهرة حيث ناقشت معهم حول مصير زوجها والجهود المصرية لإتمام صفقة الأسري. وأشارت إلي أن البرغوثي والمسئولين المصريين تبادلوا رسائل عن طريقها لكنها رفضت الإفصاح عن فحواها. وفي غضون ذلك أجري وفد حركة حماس برئاسة محمود الزهار مع قيادة الحركة في دمشق مباحثات تتعلق بإبرام صفقة الأسري. وأكد مصدر مسئول في حماس لوكالة الأنباء الفرنسية أنه جري التشاور حول العرض الجديد المتعلق بإبرام صفقة تبادل الأسري دون أن يفصح عن أي معلومات تتعلق بهذا العرض حرصاً علي حسن سير المفاوضات حسب تعبيره. فيما كشفت مصادر مطلعة في حماس عن وجود اتجاهين في صفوف قيادة الحركة لاتخاذ موقف نهائي إزاء العرض الإسرائيلي الذي طرحه الوسيط الألماني علي قيادة الحركة في قطاع غزة مؤخراً. وأوضحت المصادر أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلي إنجاز الصفقة. وقالت إن ما تطرحه إسرائيل الآن هو إطلاق سراح أسماء من أصحاب المحكوميات العالية للمرة الأولي لكنها ترفض حتي مبدء الإفراج عن بعض الأسماء تحت أي صيغة، حتي لو بالإبعاد من الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلي أن القياديين في حماس إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي ضمن هذه الأسماء. وذكرت المصادر أنها تري أن هناك بالفعل تقدماً في الصفقة، لأن إسرائيل كانت ترفض إطلاق سراح 70 أسيراً، لكن رغم ذلك هناك أطراف في الحركة متمسكة بضرورة إطلاق جميع الأسماء المدرجة في القائمة التي قدمناها، بينما هناك موقف آخر يتبناه البعض يري أن إطلاق سراح أسماء ذات محكوميات عالية يجب أخذه في الاعتبار، وأن ما يجري هو مفاوضات ولا يمكن للحركة الحصول علي كل شيء. يأتي هذا في وقت ألغي رئيس وزراء حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية الحج في اللحظة الأخيرة في ظل بوادر تشير إلي حدوث تقدم في مفاوضات صفقة الأسري. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس أن هنية تراجع عن الذهاب إلي السعودية لأداء الحج هذا العام بعد أن طلب منه البقاء في القطاع لاستقبال الأسري المحررين. بدورها دعت حركة فتح حركة حماس إلي التمسك بمعايير صفقة تبادل الأسري وعدم التسرع في قطف إنجاز سياسي شعبي مهم علي حساب تلك المعايير. فيما عقد المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية في إسرائيل أمس اجتماعاً علي صفقة تبادل الأسري. وذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس أن الحكومة الإسرائيلية تنتظر رد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل علي الصيغة المقترحة لتحقيق صفقة التبادل. بينما ذكر التليفزيون الإسرائيلي أن خلافات عميقة ومركبة لاتزال تعترض طريق الصفقة، وأنه من المبكر الإعلان عن صفقة مرجحاً الإعلان عن إطار صفقة فقط. من جانبه أكد أحمد الجعبري أبرز قيادات كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس أن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة بخير بيد أن الحركة لن تعطي أي معلومات عنه إلا بعد أن تتضح الصورة وتصل المفاوضات إلي نهايتها.