في محاولة لتحديد الخيار السياسي الأنسب للتعامل مع ايران، أجري معهد بروكنجز الأمريكي بالتعاون مع جامعة هارفارد وجامعة تل أبيب ثلاث مباريات حربية منفصلة في ديسمبر الماضي لاستطلاع استراتيجيات مختلفة لمنع التهديد النووي الإيراني من أن يصبح حقيقة لكن جميعها خلص بنتائج سلبية مفادها أن احتمالات وقف تقدم النظام الحاكم نحو تطوير أسلحة نووية لا تبشر بالخير. وذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني أن كل مباراة تبدأ بسيناريو محدد يحاكي فيه اللاعبون الرئيسيون قرارات رئيسية تتخذ من قبل زعماء وطنيين. خلصت مباراة الحرب التي حاكاها مركز بلفر بجامعة هارفارد إلي أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع الحصول علي أي دعم يذكر لفرض عقوبات وأن روسيا والصين ستجريان مفاوضات سرية مع إيران وستشهد العلاقات الأمريكية الاسرائيلية تدهورا كبيرا تفضي إلي أزمة دبلوماسية عميقة، ومع انتهاء المباراة برزت ايران أقوي مما كانت عليه في البداية. أما مباراة الحرب التي أجراها معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب فتوصلت إلي أن إيران اتخذت موقفاً قوياً في هذه المباراة مستندة علي هدف واضح هو الحصول علي أسلحة نووية وهم في مسعاهم لذلك شعروا بأن الولاياتالمتحدة ضعيفة ومترددة وأن إسرائيل والولاياتالمتحدة افتقرتا لأهداف واستراتيجيات واضحة للتعامل مع برنامج إيران النووي كما اعتبرت إسرائيل غير مفيدة لمساعدة الولاياتالمتحدة. وفي نهاية المباراة واصلت إيران برنامجها النووي، ولم يتم إقناعها أو ردعها. واستطلعت مباراة الحرب التي أجراها مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز الكيفية التي يمكن أن تستجيب فيها إسرائيل وإيرانوالولاياتالمتحدة لقيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. واستنتجت أن الولاياتالمتحدة لم تكن راضية عن إسرائيل بسبب الهجوم، وأن واشنطن حاولت اجراء مفاوضات مباشرة مع طهران ساعية للبقاء خارج الصراع بما يعني أن رد الفعل الأمريكي كان محدوداً ودفاعياً وهو ما فسرته طهران علي انه موقف ضعيف فأصبحت أكثر جرأة. النتائج المشتركة في المباريات الثلاث تركزت علي أن الولاياتالمتحدة لم تحصل علي تعاون مفيد من بلدان أخري وأن العقوبات لا يبدو أنها قادرة علي النجاح، الا ان واشنطن في نفس الوقت بدت غير مستعدة لاستخدام القوة العسكرية أو دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية حتي بعد فشل المساعي الأخري وبالتالي تدهورت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وواصلت ايران سعيها لإمتلاك قدرات نووية. وأوصت المباريات الثلاث بتغيير السياسة الأمريكية الحالية تجاه ايران ووضع خطة للقيام بعمل عسكري أحادي الجانب أو متعدد الأطراف أو حتي في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية التي قد تُشن من جانب واحد.