إذا وجدت صديقاً حقيقياً أمسك به بكلتا يديك ولا تتركه يعبر أمامك بلا اهتمام فهو يكفيك من مائة قريب يحفظ سرك وتجده عوناً لك في كل أمورك وهذا ما لمسته في أحمد محمود فهو بالنسبة لي أخي الذي لم تلده أمي، هكذا تحدث مينا زكريا - 19 سنة - طالب بكلية الإرشاد السياحي عن صديق عمره الذي لا يستغني عنه. وعلي الرغم من كونهما جارين منذ حوالي 20 سنة فإن الحاسب الآلي قام بدور الوسيط بينهما حيث إن أحمد 28 سنة مهندس كمبيوتر بإحدي الشركات ومن خلال عشقهما المشترك نمت بذرة الصداقة بينهما منذ 8 سنوات في كل جلسة تعليم جمعت بين أحمد ومينا، ومع تبادل الزيارات والأحاديث بينهما وجد كل منهما ضالته التي كان يبحث عنها، فطموحات مينا تصطدم كثيراً بالواقع وهو ما يشعره بالإحباط في كثير من الأحيان إلا أن تدعيم أحمد له أصبح بمثابة القوة الدافعة لمينا لاستكمال مشواره في حياته العملية. امتدت صداقتهما إلي العمل حيث إن أحمد مدير فني لمشروع مينا وهو راديو ومجلة شبابيك وحيث تحديا كل الصعاب مع أصدقائهما بهدف استمرار وانتشار المشروع مما أثر بالإيجاب علي مينا وهو ما يسعي إليه أحمد دائماً. يقول مينا عن صديقه يدعمني نفسياً في كل أعمالي كما يوجهني لكثير من الشخصيات في مجال المونتاج والكتاب والتمثيل التي تساعدني في استمرار مشروعاتي الفنية لمعرفته بعشقي لهذا المجال، وعندما تواجهني أي مشكلة لا ألجأ إلا له فهو يقنعني بطرق بسيطة وكانت أولي استشاراتي له عاطفية فوجدته بجانبي طول فترة الانفصال الصعبة. يذكر مينا مواقف عديدة وقف أحمد بجانبه فيها كان أقربها مشادات كثيرة مع الجيران بسبب تجديدات بالشقة مما اثار بين الجيران خلافات وصلت لإجراء بعضهم محاضر بأقسام الشرطة وجد أحمد يقحم نفسه في الموضوع ويهدئ الجميع كما لا ينسي مينا أيضاً عندما مرض ولم يكن أحد من أهله موجوداً وجد أمامه أحمد يحمله ويصل به لأقرب طبيب. يقول أحمد عن مينا أنه إنسان رقيق وحساس وكتوم جداً فيه أخلاق زمان والصداقة بالنسبة له بعيدة عن المصالح والأهداف فهي عطاء بلا حدود فهو يتحدث إليه دون خوف ولا تردد لأن سره في بير عميق كما يتذكر أحمد أنه وقع في خلاف مع أحد المارة وعندما علم مينا بذلك دخل في هذه المشادة بصدر مفتوح كأنه يدافع عن أخيه ولم يجد أحمد مفراً إلا أن يهدئ من عنفوان مينا.