"أخبار- أهرام- جمهورية" صيحة اشتهر بها باعة الجرائد الصباحية هذه العبارة اختفت بعد كثرة الجرائد حيث يبدأ الباعة عملهم فجرا وحتي المساء ومع ذلك لا يشعرون بالأمان وينتابهم الخوف من المستقبل بعد امتناع الاحياء عن تجديد تراخيص مدرجاتهم والحملات الفجائية للاشغالات. "روز اليوسف" التقت باعة الصحف ورصدت همومهم كمال محمد احمد بائع صحف بشارع الفلكي في محطة الرمل يقول: منذ زمن بعيد أبيع أنا وأخي في هذا المكان بعد رحيل ابي الذي بدأ العمل هذا النشاط عام 1946 وكان فرشًا بسيطًا تطور مع مرور الوقت إلي مدرج لعرض الكتب والمجلات المصرية والعربيه والاجنبية ولكن بعد بناء " المول التجاري " اصبحنا مهددين بالطرد ولا نعرف ماذا سيفعل معنا صاحب المول؟ اضاف "كمال" أن لديهما ترخيصًا قديمًا وتوقف الحي عن تجديده دون ابداء أسباب ويتم تحرير مخالفات كثيرة لنا وذهب ثلاث مرات للمحكمة مراعاة لظروفهما يلغي القاضي المخالفات المحررة ضدهما. ويضيف بائع صحف رفض ذكر اسمه انهم ينقلون ما يكتبه الصحفيون الي المواطنين ومن حقهم ان تهتم الصحف بهمومهم وضرورة انشاء شعبة أو رابطة تتبع نقابة الصحفيين وتتولي حمايتهم والحفاظ علي حقوقهم. أما الحاج سعيد بدير الذي يمتلك مدرجا في دوران محطة الرمل بجوار باب النفق فيشكو من الازالة الفجائية لاشغالاتهم لافتا الي تواجده في المكان منذ اكثر من 60 سنة وتوارثه عن والده ولديه ترخيص ولكن الحي توقف عن التجديد له منذ خمس سنوات ويتم تغريمه شهريا بمخالفة 200 جنيه. يري بدير ان مشكلته ستبدأ بعد افتتاح النفق لان المدرج بجوار الباب وسوف يسبب إعاقة لمرور المواطنين به وطالب بضرورة وضع مدرجه في الجانب بعيدًا عن الباب ليتمكن من عرض الجرائد والكتب بطريقة محترمة. ويشير طارق الرملي صاحب مدرج بدوران محطة الرمل الي اهمية المنطقة التي تضم عددًا من مدرجات الكتب والجرائد منذ اكثر من 60 عاما ولها طابع تراثي مؤكدا ان أي جريدة او كتاب موجود في هذه المنطقة. ويطالب بتقنين وضع هذه المدرجات خاصة أن لديهم تراخيص بالعمل ويرفض الحي تجديدها منذ خمس سنوات وبالرغم من ذلك ندفع عوائد إشغال طريق 20 جنيها مما يؤكد شرعية تواجدهم في هذا المكان. ورغم ذلك تحرر مخالفة شهرية ضده بمبلغ 150 جنيها يضطر لدفعها حتي لا يذهب للمحكمة وتساءل لماذا نذهب للمحكمة ومعنا تراخيص ويري عم "شعبان" الشهير بأبو ولاء ان مهنة باعة الصحف اصبحت مصدر قلق ومتاعب للعاملين بها ولم تصبح زي زمان ولم تعد محترمة كما كانت في الماضي رغم انها مهنة الثقافة والمعرفة. ويتساءل : لماذا يصادرون المجلات من عند الباعة ورغم انها تطبع في مؤسسات قومية محترمة وبدلا من تغريمنا وضياع أموالنا من حقهم مصادرة اي مجلات عليها صورة مخلة من المؤسسة نفسها التي قامت بالطباعة وما ذنب البائع الذي استلمها بفاتورة رسمية ويحاسب علي اي مجلة لا يتم ارجاعها ويقول "شعبان" وتبدو عليه مظاهر الأسي ان الناس تظن ان بائع الجرائد "ياما هنا ياما هناك" علي غير الحقيقة فنحن نخرج للعمل من الفجر وحتي المساء والمقابل ضعيف. ويشكو الباعة من العاملين بالتوزيع في المؤسسات الصحفية لانهم يأتون في الفجر ويلقون بالجرائد والمجلات بطريقة مهينة رغم انهم يحصلون علي رواتب وحوافز ومكافآت ولا يكلفون انفسهم مشقة توصيل الصحف الي الفرش بطريقة محترمة ولائقة كما يضطر الباعة الي اعادة المرتجعات الي مقر التوزيع علي حسابهم مما يكلفهم الجهد والمال. ومن جانبه يؤكد اللواء عادل مهران رئيس حي وسط ان المخالفات التي يتم توقيعها علي باعة الصحف في محطه الرمل وغيرها لأنهم لا يحملون رخصة بدلا من إزالة الفرش احترام لهذه المهنة ولتواجدها منذ زمن قديم في المنطقة ومراعاة لظروف الباعة لافتا إلي وجود ثلاثة باعة فقط يحملون رخصة في منطقة محطة الرمل والآخرون يعملون دون ترخيص.