كرم مركز سعد زغلول الثقافي الأديب بهاء طاهر، عن مجمل إبداعاته، في لقاء حاوره فيه كل من الإعلامي جمال الشاعر، والناقدان الدكتور حسين حمودة ووائل فاروق. قال جمال الشاعر عن بهاء طاهر أن له مصداقية عالية، وبلاغة وحصافة، وقدرة علي التوحد مع الذات في زمن يعاني فيه الجميع من انشطار الشخصية، وأنه متصالح مع نفسه في كل حالاته، وأنه لا يتعامل إلا مع الحقيقي دون أقنعة، فلم يقع في فخ شهوة الشهرة خلال عمله بالإذاعة. تحدث الروائي بهاء طاهر عن مفهومه للمثقف العضوي قائلا: لست ناقدا، خاصة لأعمالي، ورأيي أن المثقف العضوي ليس المثقف الحركي أو النشيط، وإنما هو الكاتب الذي يترك أثرا بعد وفاته مثل "كافكا" مثلا الذي لم يسمع به أحد إلا بعد وفاته، كما أن تولستوي وديستويفسكي، كلاهما كان ناشطا سياسيا لكن الأخير لم يبزغ أدبيا إلا بعدما ترك السياسة وفي أعماله الأخيرة التي يلخص فيها الثقافة المسيحية هي الثقافة العضوية الحقيقية بعيدا عن الضجيج الذي يحبه بعض المثقفين بقصد إثارة الجدل، فالمبدع الحقيقي لا يجب أن يتلوث في أجواء الدعاية والضجيج. وأضاف: لا شيء يصنع الكاتب لا الدراسة ولا العمل ولا شيء، الكتابة استعداد عند الشخص، والبعض لا يكتشف ذلك، وأحيانا يقاوم البعض إبداعهم، فمثلا الشاعر صلاح عبد الصبور كان يقول لي: أحيانا أستيقظ وداخلي رغبة في الكتابة ولكني أقاومها رغم أنني أعلم أنها قد تكون من الروائع، أيضا الكاتب الأمريكي صاحب كتاب "الموتي والعراة" كان هو الآخر يستيقظ من النوم محاولا الهروب من عمله بالمشي والقهوة، ولكنه كان يعود للكتابة رغما عنه، لذا فالإبداع في رأيي في هو استعداد ورغبة معا. ومن جانبه يري الناقد وائل فاروق أن الرابط بين أعمال بهاء طاهر بينها جميعا هو الهم الإنساني، ويحفل عالمه بنوعين من الصراع يحركان عالمه، أما الأول فهو صراع كلاسيكي بين الخير والشر، وهو صراع أبدي، وضرورة جمالية، ولا يصيب القارئ بالالتباس، أما الصراع الثاني فخاص بالشخصيات التي خذلت مبادئها، وفشلت واختارت الخطأ. وأكمل: لكل من شخصيات بهاء طاهر عالمه، ويملك حرية تغيير مصيره، وهو ما يجعل العمل أكثر عمقا، ومعظم الشخصيات أيضا ليس لها أسماء أو انتماء أيديولوجي أو سياسي واضح، وانتماؤها الوحيد للطبقة الوسطي المصرية، وهو ما يؤكد باستمرار أن العبث الحقيقي هو الاستسلام للعبث. وأضاف: اختلف مع من وصف "واحة الغروب" بأنها نص تقليدي، فهي تحمل بنية فريدة وجديدة للرواية تمزج فيها الحوار بالسرد وتأتي بمعني جديد لإيقاع السرد الروائي، والشخصيات فيها تمتعت باختيار مصائرها فلم يكن ماضيها يطاردها وإنما حاضرها هو ما كان يؤرقها، وأثبت فيها الكاتب أن الووقع في أسر الماضي نتيجة طبيعية للهروب من الحاضر. أما الناقد الدكتور حسين حمودة فقدم ورقة نقدية تناول فيها مجموعة طاهر الأخيرة "لا أعرف أن الطواويس تطير" بقراءة نقدية، خلص منها إلي أن طاهر استكشف من خلال المجموعة أرضا غير مأهولة في الكتابة والقصة العربية والإنسانية.