الثلاثاء الماضي احتفلت إبراشية الاقصر بعودة رفات القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية نسبة إلي طيبة أي الأقصر بعد غياب عن أرض الوطن استمر 17 قرناً حيث استشهد موريس في سويسرا وتم الاحتفاء به هناك وبعد محاولات عديدة استطاع الأنبا هيدرا أسقف أسوان وبمساعدة الدكتور سمير فوزي المحاضر بجامعة زيورخ الذي قام بتقديم عدد من الدراسات للمخطوطات القديمة التي أكد بها علي مصرية موريس وأعضاء كتيبته وبالفعل حصل الأنبا هدرا علي جزء من الرفات وقد سافر وفد من كهنة القاهرة لاستقبال موريس منهم الأب القمص متياس نصر وهو أحد المهتمين بسيرة شهداء الكتيبة وبهذه المناسبة نعرض لحياة الشهيد موريس. نشأ هذا القديس في منطقة طيبة (الأقصر) وصار جندياً بالجيش الروماني وترقي حتي صار قائد الكتيبة الطيبية والتي كانت في القرن الثالث الميلادي جزءاً من الجيش الروماني الكبير كان علي رأس الإمبراطورية وقتئذ دقلديانوس (284-305م) يعاونه مكسيميانوس (305-285م) وكونا جيشهما من كل الشعوب الخاضعة لسلطانهما، فكانت فيه كتيبة من شباب مدينة طيبة مكونة من 6600 جندي مسيحي قبطي. وصدرت الأوامر بارتحالها من مصر إلي أوروبا لمساعدة مكسيميانوس في حروبه بإقليم غاليا (فرنسا). الكتيبة الطيبية خرجت من مصر من أرض طيبة (الأقصر حالياً) الكتيبة الطيبية من الأقباط المسيحيين المحاربين الأشداء وعددهم 6600 قبطي مسيحي وكانوا تحت قيادة قائد شجاع اسمه موريس وقد أبلت هذه الكتيبة الطيبية بلاء حسنا في الحروب التي خاضتها وشهد ببسالتهم قيادة الجيش الروماني وكان ذلك في عصر الأمبراطور الجاحد دقليديانوس وأوفدوا إلي القائد مكسيميانوس في فرنسا الذي أختاره دقليديانوس ليكون شريكه في حكم الإمبراطورية الرومانية وقد قسمت هذه الكتيبة إلي قسمين احدهما يحارب علي حدود فرنسا والآخر يحارب في سويسرا. الأمر بالتبخير للأوثان صدر الأمر بالتبخير للأوثان وأعتبار دقلديانوس إلها قبل البدء في الحرب وكان من المعتاد أن تقدم العبادة للآلهة الوثنية قبل بدء المعارك. وصدر الأمر للكتيبة المصرية أن تشارك في تقديم البخور في هذه العبادة ولكن جنود الكتيبة رفضوا معلنين أنهم وإن كانوا يؤدون واجباتهم للدولة، فهم مسيحيون لا يعبدون إلا الإله الحقيقي رب السماء والأرض فرفضت الكتيبة القبطية الامتثال للأمر والتبخير للأوثان وإزاء هذا الموقف أمر الإمبراطور بأن تقف الكتيبة صفوفاً، وفي كل صف، وبعد كل تسعة جنود. يجلد العاشر ثم تقطع رأسه ولكن الباقين ازدادوا إصراراً علي مسيحيتهم، فأمر الإمبراطور بتكرار جلد العاشر وقتله فجلدوا بالسياط الرومانية التي تحتوي في نهايتها علي قطع من الرصاص. استشهاد الجنود المصريين لما تمسك الأقباط بإيمانهم المسيحي اغتاظ الإمبراطور فامر بأن يصطف أقباط الكتيبة الطيبية صفوفاً وكل صف يتكون من عشرة افراد، وكان يأخذ العاشر من كل صف ويقتله أمامهم حتي يخاف الباقون ويبخروا للأوثان ولكن أضطر الأمبراطور أن يقتلهم جميعاً في النهاية لأنه لا يوجد من بينهم قبطي واحد رجع عن إيمانه بالمسيح وكان ذلك في العام الثالث للشهداء. ومن شجاعة القبطي قائد الكتيبة الطيبية أنه قام بكتابة خطاب باللغة القبطية وقدمه إلي الأمبراطور يعلن فيه طاعته له في أي أمر بالدفاع عن الأراضي الرومانية ولكن إيمانه بالإله يخصه وقد قدمه للمسيح، وكان قائد الكتيبة الضابط الصعيدي ((موريس)) والضباط زملاؤه فكانوا يشجعون جندهم أن يثبتوا علي إيمانهم. سويسرا خلدت سويسرا هؤلاء الشهداء الأقباط من ابطال الكتيبة الطيبية بإقامة كنيسة في زيورخ باسم "القديس موريس" يتردد صدي أجراسها في فضاء أوروبا لتعلن للعالم كله شجاعة أقباط مصر وإيمانهم المسيحي الأصيل، وحينئذ اصدر الإمبراطور أمراً بقتل جميع أفراد الكتيبة حيثما تكون معسكراتها، فكانت مذبحة هائلة ومجزرة همجية فظيعة و تناثرت فيها أشلاء المصريين فوق وادي أجون وارتوت أرضه بدمائهم... حدث هذا في السنوات الأخيرة من القرن الثالث الميلادي. وتخليداً لذكري هذا الموقف العظيم، غير سكان الوادي اسم مدينة أجون وأطلقوا عليها اسم قائد الكتيبة المصري فصار اسمها حتي اليوم سان موريس في مقاطعة فاليه وأقيمت بها في منتصف القرن الرابع كنيسة، ولقد كان استشهاد الجنود المصريين، وما صاحبه من شجاعة وصمود ورجولة كان يملأ المشاهدين إعجاباً بهم وتقديراً لهم، وكان يدفعهم للتساؤل عن سر هذه العظمة. وهكذا بدأ تحول سكان هذه المناطق من الوثنية إلي المسيحية. وارتبطت أسماء العديد من أفراد الكتيبة بمختلف المدن والقري وفي مقدمتهم القائد موريس، الذي اطلق اسمه علي مدينتين، الأولي سبق ذكرها والثانية سان موريتز، (بالنطق الألماني) في مقاطعة انجاندين بسويسرا، وأقيم له تمثال في ميدان كبير بها. واختارت مقاطعة زيورخ شعارها وختمها ثلاث صور من أبطال هذه الكتيبة الطيبية وهم "فيلكس و ريجولا أخته، أكسيبر أنيتيوس" وهم يحملون رءوسهم تحت أذرعتهم. بعض من أرقي مدن أوروبا أطلق عليها اسم واحد من أبناء مصر الصعايدة كما لا يعرفون أن الخاتم الرسمي لبعض المقاطعات السويسرية نقش عليه رسم ثلاثة من هؤلاء - أبناء منطقة طيبة (محافظ الأقصر حالياً)، وأن ذكري بعض هؤلاء تعتبر هناك من الأعياد الرسمية .