قرر المخرج المسرحي هاني المتناوي إعادة عرض "أوسكار والسيدة الوردية" الذي شارك به العام الماضي ضمن فعاليات موسم الفرق المستقلة بمسرح الهناجر كلما أتيحت له الفرصة حيث عرضه الأسبوع الماضي علي خشبة مسرح روابط لمدة يومين فقط، وذلك بسبب ضعف إمكانيات الفريق المادية مما تعذر معه استمرار العرض أكثر من ذلك. يتناول العرض علي لسان البطل فكرة حقيقة الإيمان بالله من خلال حوار طويل يدور بين الطفل "أوسكار" و"السيدة الوردية" إلي جانب الحوار الذي يدور بين "أوسكار" إلي الله فطوال العرض يكتب الطفل خطابات يناقش فيها ربه في حقيقة وجوده، ومكان وجوده، وفي مدي علمه بالأشياء التي تحدث له في حياته وكان العرض قد واجه العام الماضي أزمة مع الرقابة واضطر المخرج إلي حذف مشهد كامل من العرض حتي يشارك ضمن موسم المسرح المستقل فعن النص وأزمة الرقابة يقول مخرج العمل هاني المتناوي: تعرفت علي هذا النص عندما سافر محمد صالح بطل العرض إلي روسيا حيث تم دعوته لمشاهدة المسرحية هناك بعد ترجمتها من الفرنسية للروسية وحصلت المسرحية هناك علي جائزة القناع الذهبي وهي من أهم الجوائز لديهم، تعرف صالح وقتها علي المعدة المترجمة للنص وبدأ هو في ترجمة أجزاء منه إلي العربية، وكان يرسل لي كل جزء حتي أنني انتهيت من قراءة النص علي مدي ستة أشهر.. وأضاف: عندما انتهينا من القراءة وأعجبت جدا بفكرة العرض وشعرت أنها مسرحية قريبة وبسيطة حتي أن النص هو بطل العرض وعلي سبيل التجربة قدمناه في مرة كقراءة مسرحية أمام الجمهور وأدخلنا فيها موسيقي ، بعد ذلك جاء الموسم الأول للمسرح المستقل وشاركنا فيه بالعرض لكن النص قدم وقتها بشكل مختلف إلي حد ما، بسبب اعتراض الرقابة علي أجزاء مهمة منه مما جعلني أضطر لحذف مشهد كامل بين أوسكار والسيدة الوردية في الكنيسة حيث دار حوار بينهما تقول له السيدة بص لوجه ربنا علي الصليب فيرد الطفل: يعني انت مؤمنة بذلك!!" وهي الجملة التي أصروا علي حذفها رغم أنها كان مبنياً عليها الحوار في الكنيسة بشكل كامل، فكان لابد أن أحذف المشهد كاملا لأنه لايمكن أن يدخلوا الكنيسة ولا يدور بينهما هذا الحوار، فشعرت بنوع من القهر خاصة أن هذا المشهد سيقلل من قوة المسرحية وجمالها لكنني احتفظ بحقي كاملا عندما أعرضها يومين فقط بمسرح روابط بمعني أنني لا أحذف حرفاً من العمل.. وعن عدم اختياره لطفل في سن عشر سنوات لبطولة العرض أجاب قائلا: رأيت أن يلعب رجل ناضج دور الطفل لأنه لا يمكن أن أقوم بتدريب طفل صغير علي عمل مسرحي شاق بهذا الشكل كما أن وقت العرض أمام الجمهور سيكون صعباً عليه للغاية، إلي جانب أن الأطفال المحترفين بالتمثيل عددهم قليل وإذا طلبت أحدهم لن أستطيع أن أدفع له أجر عمله معي لذلك كنت أحتاج لشخص ناضج يستطيع أن يتحمل صعوبة الموقف الفني والإداري في نفس الوقت وهو استطاع أن يلعب فكرة الإيهام بالعرض، حتي أنني لم أرد أن أستخدم طفلاً أكبر بمرحلة لأن نوع الأسئلة التي سألها طفل في عشر سنوات مختلفة عن التي يسألها طفل آخر في مرحلة عمرية أكبر خاصة وهم يكونون أعنف ، فكنت أريد الإحتفاظ ببراءة طفل العشر سنوات. أما بالنسبة لقراءة الأبطال للحوار من الورق طوال الوقت حتي بدت وكأنها قراءة مسرحية أضاف: العرض يعتمد علي الورق لأن المسرحية تبدأ بقراءة السيدة الوردية لخطابات أوسكار التي كتبها إلي الله، بعدها نعود بفلاش باك للبطل وهو يكتب الخطابات فالقراءة والكتابة هما جزء أساسي من العمل نفسه وبالطبع كانت مقصودة أن تقرأ البطلة طوال الوقت من الورق.