متابعة: أشرف أبو الريش وصبحى مجاهد وإبراهيم جاد أكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال كلمته في مؤتمر الشئون الاسلامية أن الاسلام لايعرف الغلو أو التطرف وأن مقاصده موضوعة لسعادة البشرية وتأكيد الاخوة الانسانية بين البشر، وأوضح في كلمته أن الاختلاف في العقائد لايمنع من التعاون وأن لكل إنسان عقيدته وأن القرآن رسم العلاقة بين المسلمين وغيرهم من خلال التعامل فلم ينه عن التعاون مع غير المسلمين ماداموا لم يسيئوا إليهم إلا أنه أذن بالحرب ضد من يعلن الحرب ضد المسلمين. أضاف أن من أهم المقاصد الاسلامية نشر الامان والاطمئنان لأنه لاتتقدم دولة ولا يحدث بها رخاء إلا إذا انتشر بها الأمان، وحظيت كلمات البابا شنودة الثالث بتصفيق حاد من الحضور حيث استشهد في كلمته بمعظم آيات القرآن التي تتحدث عن أهل الكتاب وآيات عدم الاكراه في الدين وبرهن بتلك الآيات عن أن الاسلام أعطي الحرية الكاملة للاعتقاد ولم يجبر أحداً علي الدخول في الاسلام مشيرا إلي أن الاسلام رسخ حرية العقيدة وعدم الاكراه في الدين وتلي قوله تعالي: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" وقوله "لا إكراه في الدين" وقوله: "وما علي الرسول إلا البلاغ" وقوله: "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون" إلي آخر الآية، لافتا إلي أن عظمة القرآن جاءت في قوله تعالي: "وما علي الرسول إلي البلاغ" فمن لم يقبل البلاغ فلا يكره عليه مشيرا إلي أن الدين اساس الايمان والمكره لايكون صادقا في إيمانه ولذلك منع الاسلام هذا الاكراه في الدين لأنه ضد حرية العقيدة ويجعل الانسان يعيش بشخصية مزدوجة ثم يضطر بعد ذلك للعودة الي دينه الأول فيقع تحت طائلة الردة. لافتا إلي ضرورة أن يبرهن للجميع أن الاسلام دين الرحمة والتسامح ومن المستحيل أن نقدم ذلك إلا من طريق سياستنا وعملنا. وفي كلمته أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف أن مؤتمر هذا العام يتصدي لبحث قضية الشريعة الاسلامية وارتباطها بقضايا العصر، مشيرا إلي أنه ثار لغط كثير داخل العالم الاسلامي وخارجه حول الشريعة الاسلامية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر الأمر الذي يحتم علينا نحن المسلمين أن نكشف حقيقة الشريعة التي جاءت لترسي دعائم مجتمع سليم تترسخ فيه الحقوق الاساسية للإنسان. وشدد زقزوق علي أن هناك بعض التيارات المنغلقة في عالمنا الاسلامي تعمل جاهدة علي ترسيخ مفاهيم دينية خاطئة في أوساط الشباب وتدفعهم إلي القيام بتصرفات حمقاء تهدر الارواح البريئة الأمر الذي يضر بسمعة الاسلام ولذلك يقوم الإعلام العالمي باستغلال هذه التصرفات غير المسئولة ويشن حملة ضارية علي الإسلام. فيما شدد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية علي أن الاسلام أقر حقوق الإنسان قبل أن يلتفت إليها الغرب حيث حرم إهدار الدم سواء كان ذلك لمسلم أو غير مسلم وجعل حرية العقيدة وحق الإيمان وممارسة الشعائر حقاً أصيلا من حقوق الإنسان ولأن الحفاظ علي حقوق الانسان في الاسلام هو فريضة يجب أن يطبقها المسلم في جميع أمور حياته. وطالب الجندي بضرورة اصدار تشريعات تؤكد حرية الاعتقاد الذي هو مقصد إسلامي من خلال تجريم ازدراء الأديان. كما شهد المؤتمر في جلسته الثانية تأكيدًا من بعض المشاركين علي عدم وجود حد للردة حيث أثار القضية الدكتورة فوزية العشماوي أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة چنيف بسويسرا، وقالت إن الإسلام لم يضع حدًا للرد، وأن الآيات حددت العذاب الأليم في الآخرة لمن يرتد عن الدين، ولم يحدد العذاب في الدنيا، كما أنه لم يقتل المرتدون في الإسلام إلا عندما حاربوا المسلمين، وحاربوا النظام العام للدولة مشيرة إلي أن المسلمين رغم العداوة التي تنتشر في أوروبا وسويسرا ضد الإسلام في ازدياد مستمر. ومن جانبه أوضح محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني أن متابعة المرتد وتوقيع العقاب عليه إنما يكون لدرء شره وحربه علي الإسلام، أما تغيير الديانة فقط فلا يوجد في الإسلام عقاب للمرتد بسبب ارتداده.