فلسطين.. آليات عسكرية إسرائيلية تقتحم المنطقة الشرقية في نابلس    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    مع ارتفاع حراراة الجو.. كيف تحمي نفسك داخل سيارتك    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    علقة موت، تعرض محامية للضرب المبرح من زوج موكلتها وآخرين أمام محكمة بيروت (فيديو)    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعديل مباراة الأهلي ضد مازيمبى رسميا في نصف نهائى دورى الأبطال    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    رمضان صبحي يصدم بيراميدز ويستبعده من المنافسة على الدوري    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    مفاجأه نارية.. الزمالك يكشف تطورات قضية خالد بوطيب    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    هاني حتحوت يكشف كواليس أزمة خالد بوطيب وإيقاف قيد الزمالك    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    فيلم «النداء الأخير- Last C all» يختتم حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية القصير الدورة 10    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    أحمد أبو مسلم: كولر تفكيره غريب وهذا تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    مجلس جامعة الوادي الجديد يعتمد تعديل بعض اللوائح ويدرس الاستعداد لامتحانات الكليات    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك يطالب بتبنى خطاب ديني مستنير

أكد الرئيس حسني مبارك أن الرسالات السماوية جميعها جاءت لتحمل للإنسان علي مدي التاريخ رسالة أمن وسلام‏.‏ وطالب الرئيس مبارك بتضافر جهود جميع علماء الدين من أجل خير الإنسان وأمنه وسعادته‏ وتبني خطاب ديني مستنير يرتكز علي المقاصد الشرعية ويدعمه نظام تعليمي وإعلامي يؤكد التسامح وقبول الآخر ويسانده عقلاء الأمة من الكتاب والمثقفين ورجال الفكر من أجل محاصرة الجهل والأمية الدينية والتعصب الأعمي‏.‏
وقال الرئيس مبارك إنه علي الرغم من كثرة مؤتمرات الحوار بين الأديان التي تعقد في كثير من بقاع العالم‏,‏ فإن الرسالة التي تحملها هذه المؤتمرات لم تصل إلي قلوب وعقول الجماهير‏,‏ وظلت في إطار النخبة حبيسة القاعات المغلقة‏,‏ مما أدي إلي سوء الفهم والأحكام المسبقة التي لاتزال تحكم العلاقة بين أتباع الأديان‏,‏ مشيرا إلي أن الإسلام كان له النصيب الأكبر من سوء الفهم في عالم اليوم‏.‏
وطالب الرئيس مبارك علماء الدين الإسلامي بمضاعفة الجهود من أجل تصحيح هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين‏.‏
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سيادته الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أمام المؤتمر الثاني والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية‏,‏ الذي يشهده وفود‏80‏ دولة من كل أنحاء العالم من خلال جلسات صباحية ومسائية تستمر أربعة أيام‏,‏ ويناقش مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر‏.‏
ودعا مبارك‏-‏ في كلمته في افتتاح المؤتمر السنوي الثاني والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالقاهرة التي ألقاها بالإنابة عنه رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف‏-‏ إلي التصدي لكل عوامل الفرقة والإنقسام والتطرف التي تهدد أمن واستقرار العالم الإسلامي‏,‏ وتسيء أبلغ إساءة لصورة ديننا الحنيف‏.‏
ونبه إلي أن انتشار موجات التطرف والتعصب في أوساط الشباب يتسبب في تعويق جهود التنمية في العالم الإسلامي‏.‏ وفي إبعاد المسلمين عن العمل الجاد من أجل تقدمهم ونهضتهم في عالم اليوم عن طريق العلم والعمل وتحكيم العقل‏.‏ وقال ان‏'‏ عالم اليوم لم يعد فيه مكان للضعفاء والمنغلقين علي أنفسهم‏'.‏
ولفت إلي حاجة الأمة الإسلامية إلي التعرف علي جوهر العقيدة الإسلامية التي تحمي حقوق الإنسان‏.‏ وتحميهم أيضا من الوقوع فريسة لأفكار متطرفة بعيدة كل البعد عن جوهر هذا الدين وسماحته‏.‏ وقال‏:‏ لا شك في أن التوعية الحقيقية بمقاصد الشريعة تعني في الوقت ذاته نشر ثقافة حقوق الإنسان‏,‏ وتعني بإبراز الصورة الحقيقية المشرفة للإسلام‏.‏
وقال إنه من الظلم للإسلام اختزاله في مسائل هامشية تبتعد به عن جوهر تعاليمه أو تشوه تعاليمه من بعض أتباعه بجعله عنوانا علي تصرفات يقومون بها بزعم أنها دفاع عن الإسلام‏,‏ فهذا يعد من ناحية إساءة للدين‏,‏ ومن ناحية أخري تشجيعا لتيارات الانغلاق والتطرف‏.‏
وشدد علي ضرورة أن يستقر في أذهان المسلمين أن الإسلام دعوة إلي الوسطية والاعتدال ونشر مبادئ الحق والعدل والمساواة واحترام الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات‏.‏
وجاء في كلمة رئيس الجمهورية‏:‏
يسعدني أن أرحب بكم في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الثاني والعشرين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذي يعقد تحت عنوان‏'‏ مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر‏',‏ ويشرفني أن ألقي عليكم كلمة السيد رئيس الجمهورية نيابة عن سيادته‏.‏
إنه لمن دواعي سروري أن أحييكم في بلدكم الثاني مصر‏,‏ التي يسعدها دائما أن تستقبلكم كل عام في مثل هذا الموعد للعام الثاني والعشرين علي التوالي‏,‏ شاكرين لكم جهودكم المتواصلة للمشاركة في بحث القضايا المصيرية لأمتنا الإسلامية‏,‏ بهدف الإسهام في حل مشكلاتها والبحث عن أفضل السبل لتقدمها وازدهارها‏.‏
الإخوة والأخوات
لقد جاءت الرسالات السماوية جميعها تحمل للانسان علي مدي التاريخ رسالة أمن وسلام‏,‏ ومن شأن هذه الرسالات أن تتكامل وتتعاون فيما بينها‏,‏ وأن تتضافر جهود علمائها وقادتها من أجل خير الإنسان وأمنه وسعادته‏,‏ وقد تخفي هذه الحقيقة علي الكثيرين من أتباع الديانات السماوية وسط الصراعات والنزاعات التي يشهدها عالمنا المعاصر‏.‏ وعلي الرغم من العديد من مؤتمرات الحوار بين الأديان التي تعقد في كثير من بقاع العالم‏,‏ فإن الرسالة التي تحملها هذه المؤتمرات لم تصل إلي قلوب وعقول الجماهير‏,‏ وظلت في إطار النخبة حبيسة القاعات المغلقة‏,‏ ومن أجل ذلك نجد أن سوء الفهم والأحكام المسبقة لاتزال هي التي تحكم العلاقة بين أتباع الأديان‏,‏ وكان للاسلام النصيب الأكبر من سوء الفهم السائد في عالم اليوم‏,‏ مما يحتاج إلي جهود مضاعفة من جانب علماء المسلمين من أجل تصحيح هذه الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين‏.‏
وقد أحسن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية صنعا في اختيار موضوع‏'‏ مقاصد الشريعة الإسلامية وقضايا العصر‏'‏ ليكون محور البحث في مؤتمره السنوي لهذا العام‏,‏ ففي ظل مناخ التشويش علي الإسلام وتعاليمه واتهامه بدعم العدوان ونشر العنف‏,‏ يصبح من الضروري القيام بجهد علمي للكشف عن جوهر الشريعة الإسلامية وماتشتمل عليه من تعاليم تهدف إلي ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المجتمع‏,‏ وتتواكب مع حاجات الإنسان المشروعة ومطالبه الضرورية في حياته المعاصرة‏,‏ وترفض كل شكل من أشكال التطرف والتعصب‏.‏
ويمكن بوجه عام إجمال مقاصد الشريعة الإسلامية في كلمة واحدة تعد عنوانا علي الإسلام ذاته‏,‏ ونعني بذلك قيمة‏'‏ الرحمة‏'‏ التي جعلها القرآن الكريم الهدف الأسمي من الرسالة الإسلامية كلها‏,‏ وذلك في قوله تعالي لنبيه عليه الصلاة والسلام‏'‏ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين‏',‏ وبذلك تكون الرحمة علي رأس منظومة القيم الإسلامية كلها‏,‏ وعنوانا علي الإسلام ذاته‏.‏
ومن هنا اتجه الإسلام في كل أحكامه وتشريعاته الي تأكيد هذا المقصد الأسمي‏,‏ ولذلك نجد أن مفهوم الرحمة من أكثر المفاهيم شيوعا في القرآن الكريم‏,‏ إن لم يكن أكثرها علي الإطلاق‏,‏ وقد كان ذلك أمرا مقصودا حتي يستقر هذا المفهوم في الأذهان‏,‏ ويترسخ في العقول‏,‏ ويتجلي في السلوك‏,‏ وقد حرصت الشريعة الإسلامية فضلا عن ذلك علي تأكيد المصلحة الحقيقية للناس في دنياهم وأخراهم‏,‏ ومن أجل حماية حقوق الأفراد والجماعات والحفاظ عليها‏,‏ كان من الضروري وجود تشريعات ضامنة لذلك‏.‏
وقد جعل الإسلام من هذه التشريعات الضامنة لمصالح الأفراد والجماعات‏,‏ مقاصد أساسية للشريعة الإسلامية تحمي الحقوق المشروعة والضرورية للانسان في كل زمان ومكان‏,‏ وهذه المقاصد الضرورية المنبثقة من المقصد الأسمي وهو الرحمة تتلخص‏,‏ كما هو معروف لدي العلماء المتخصصين في الدراسات الإسلامية‏-‏ في خمسة مباديء أساسية‏,‏ وهي حماية النفس والعقل والدين والنسل والمال‏.‏
ومن أجل ذلك فإن من الضروري أن يتعرف المسلمون وغير المسلمين علي ما اشتملت عليه الشريعة الإسلامية من اهتمام بالغ بحقوق الإنسان‏,‏ والإرتفاع بها إلي مرتبة الضروريات التي لاتستقيم حياة الإنسان بدونها‏.‏
الإخوة والأخوات أعضاء المؤتمر‏:‏
إن الأحداث الإجرامية المؤسفة التي يشهدها عدد من بلادنا الإسلامية بين حين وآخر‏,‏ والتي ترتكب‏-‏ للأسف الشديد‏-‏ باسم الدين‏,‏ تؤكد الحاجة الماسة إلي خطاب ديني مستنير يرتكز علي المقاصد الشرعية ويدعمه نظام تعليمي وإعلامي يؤكد التسامح وقبول الآخر‏,‏ ويسانده عقلاء الأمة من الكتاب والمثقفين ورجال الفكر‏..‏من أجل محاصرة الجهل والأمية الدينية والتعصب الأعمي‏,‏ والتصدي لكل عوامل الفرقة
والانقسام والتطرف التي تهدد أمن واستقرار عالمنا الإسلامي‏,‏ وتسيء أبلغ إساءة لصورة ديننا الحنيف‏.‏
إن أبناء الأمة في حاجة الي التعرف علي جوهر عقيدتهم التي تحمي حقوق الإنسان وتحميهم أيضا من الوقوع فريسة لأفكار متطرفة بعيدة كل البعد عن جوهر هذا الدين وسماحته‏,‏ ولا شك في أن التوعية الحقيقية بمقاصد الشريعة تعني في الوقت ذاته نشر ثقافة حقوق الإنسان‏,‏ وتعني بالتالي إبراز الصورة الحقيقية المشرفة للاسلام‏.‏
وإذا كان هذا هو موقف الإسلام من حقوق الإنسان‏,‏ فإن من الظلم البين لهذا الدين اختزاله في مسائل هامشية تبتعد به عن جوهر تعاليمه‏,‏ أو تشويه تعاليمه من بعض أتباعه بجعله عنوانا علي تصرفات يقومون بها بزعم أنها دفاع عن الإسلام‏,‏ فهذا يعد من ناحية إساءة للدين‏,‏ ومن ناحية أخري تشجيعا لتيارات الانغلاق والتطرف‏,‏ والأمر الذي ينبغي أن يستقر في أذهان أجيالنا المسلمة‏,‏ أن الإسلام دعوة الي الوسطية والاعتدال ونشر مبادئ الحق والعدل والمساواة‏,‏ واحترام الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات‏.‏
ولاشك في أن إنتشار موجات التطرف والتعصب في أوساط الشباب قد تسبب‏,‏ ولايزال في تعويق جهود التنمية في عالمنا الإسلامي‏,‏ وفي إبعاد المسلمين عن العمل الجاد من أجل تقدمهم ونهضتهم في عالم اليوم عن طريق العلم والعمل وتحكيم العقل‏,‏ فعالم اليوم لم يعد فيه مكان للضعفاء والمنغلقين علي أنفسهم‏.‏
شيخ الأزهر‏:‏ الاختلاف بين العقائد لا يمنع الحوار
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف أن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هي تحقيق سعادة الإنسان في حياته‏,‏ وتأكيد مفاهيم الأخوة الإنسانية بين البشر جميعا وتبادل المنافع والمصالح لنشر الرخاء والأمان والأمن‏,‏ باعتبار ذلك أساسا لتقدم المجتمع ومواكبة مستحدثات العصر‏.‏
وأضاف شيخ الأزهر في كلمته أمام المؤتمر أن الاختلاف بين العقائد لايمنع من التحاور بين أتباعها ولكل إنسان عقيدته والتي لا تمنعه من التعاون مع أصحاب الرسالات السماوية من أجل نشر الخير والمصلحة‏.‏
وأوضح شيخ الأزهر أن الإسلام يدعو إلي البر والقسط والتعامل بإحسان مع الآخرين وينهي عن الاعتداء عليهم ويدعو المسلم إلي رد التحية من الآخرين بأفضل منها‏.‏
البابا شنودة‏:‏ الشريعة الإسلامية لا تكره أحدا علي اعتناق دين آخر
بدأ قداسة البابا شنودة كلمته بآيات اقتبسها من القرآن الكريم توضح معني كلمة أهل الكتاب وشكل العلاقة بين المسلمين وغيرهم‏.‏
وأكد أهمية فهم معني عدم الإكراه في الدين‏,‏ كما أشارت الآيات الكريمة في سورة البقرة‏,‏ موضحا أن من يتحمس لنشر دينه ليس عليه إلا البلاغ وأداء الدور المنوط به فقط دون استخدام العنف أو أسلوب فظ‏,‏ مشيرا إلي أن ذلك أبرز تجسيد لمقصد حرية العقيدة التي جاءت في الشريعة الإسلامية‏.‏
وأوضح البابا شنودة أن اهتمام الشريعة الإسلامية بعدم الإكراه في الدين هو أساس الإيمان‏,‏ ويعكس علاقة الإنسان بخالقه وأن من يعتنق دينا معينا فهو مؤمن‏,‏ والله لا يريد أن يكون المؤمن منافقا إذا اتم اجباره علي دين يكرهه‏.‏
وأوضح أن أي دين أساسه الإيمان فمن يعتنق دينا ما يصبح مؤمنا به‏,‏ فالله لا يريد مجرد أعداد تؤمن شكلا‏,‏ بل الإيمان الصادق والتطبيق الفعلي للدين‏,‏ مشيرا إلي أن الإكراه في الدين يقف ضد حرية العقيدة التي دعا إليها الإسلام‏.‏
وأضاف قائلا‏:‏ للإيمان علاقة خاصة بين العبد وربه وليس من السهل الضغط أو اجبار أي شخص للإيمان بدين أو أفكار بعينها لأن ذلك يجعله يعيش بشخصية مزدوجة في قلبه وضميره شيء وأمام الناس يبدو شيئا آخر‏.‏
وأكد أن الإسلام رغب في اقتناع العقل وراحة القلب‏,‏ لأنه في ظل عدم تحقق هذين المطلبين قد يضطر الشخص للارتداد عن دينه‏,‏ وبالتالي يتعرض لأحكام يطول المجال في الحديث فيها‏.‏
زقزوق‏:‏ مصر تتحمل مسئوليتها إزاء أمتها‏..‏ والتيارات المنغلقة ترسخ مفاهيم خاطئة
في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر‏,‏ حذر وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر الدكتور محمود حمدي زقزوق من مخاطر التيارات المنغلقة في العالم الإسلامي‏,‏ التي تعمل جاهدة علي ترسيخ مفاهيم دينية خاطئة في أوساط الشباب وتدفع قلة قليلة منهم الي القيام ببعض التصرفات الحمقاء التي تهدر بسببها أرواح بريئة لا ذنب لها ولا جريرة‏.‏
وقال زقزوق إن هذا الأمر يضر ضررا بالغا بسمعة الإسلام والمسلمين‏,‏ لافتا إلي أن الإعلام العالمي يستغل هذه التصرفات غير المسئولة ويشن حملة ضارية علي الإسلام إلي الحد الذي يصبح فيه كل ماهو إسلامي مثار اتهام وشكوك‏.‏
وأكد زقزوق التزام مصر بواجبها نحو العالم الإسلامي‏,‏ وحرص المجلس الأعلي للشئون الإسلامية علي القيام بدوره في طرح ومناقشة قضايا الأمة‏,‏ والبحث عن الحلول الناجحة لها من خلال مؤتمره السنوي‏,‏ بهدف الإسهام في نهضة الأمة والعمل علي تقدمها وازدهارها‏.‏ وأن مصر تتحمل مسئوليتها إزاء أمتها الإسلامية‏,‏ حيث تحتضن طلاب العلم من شتي أقطار العالم الإسلامي في أزهرها الشريف علي مدي أكثر من ألف عام‏.‏ وقال‏:‏ ان مؤتمر هذا العام يتصدي لبحث قضية الشريعة الإسلامية وارتباطها بقضاياالعصر‏,‏ فقد ثار لغط كثير في داخل العالم الإسلامي وخارجه حول الشريعة الإسلامية وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏2001,‏ الأمر الذي يحتم علينا نحن المسلمين أن نكشف عن حقيقة الشريعة لإزالة مايحيط بها من سوء فهم وأحكام مسبقة‏.‏
وأضاف‏:‏ان الشريعة قد أتت لترسي دعائم مجتمع سليم تترسخ فيه الحقوق الأساسية للإنسان‏,‏ وتمثل الحدود فيها وسائل داعمة للأهداف الرئيسية للشريعة وليست هدفا في ذاتها‏,‏ أما الجهاد فإنه ليس إلا حربا دفاعية لرد العدوان واسترداد الحقوق المشروعة‏,‏ وليس عدوانا علي الآخرين أو إجبار أحد علي اعتناق الإسلام‏,‏ فلا إكراه في الدين كما ينص علي ذلك القرآن الكريم‏.‏
وقال إن الإسلام أكد حرمة النفس الإنسانية وحرم المساس بها أو الاعتداء عليها‏,‏ وجعل العدوان علي نفس واحدة كأنه عدوان علي البشرية كلها‏.‏
علي جمعة‏:‏ المقاصد الشرعية‏..‏ منهج للتعامل مع الواقع المعاصر
اختتمت فعاليات الجلسة الصباحية في اليوم الأول لمؤتمر المجلس الأعلي للشئون الاسلامية حول مقاصد الشريعة الاسلامية وقضايا العصر بمناقشة عدد من المحاور والقضايا التي تركزت حول المقاصد والغايات والتجديد في المقاصد والتدرج في تحقيق المقاصد والضرورات والمصالح الشرعية بينما تركز المحور الثاني من جلسات يوم امس حول حفظ النفس والحق في الحياة بالتركيز علي قضايا حصانة النفس بين الشريعة وللوثيقة الدولية وزرع للأعضاء كوسيلة لحفظ النفس والاجهاض وحق الحياة وقضية القتل الرحيم‏.‏
كما ناقش العلماء مفاهيم حفظ الدين وحرية العقيدة وحفظ العقل والحق في العلم والابداع وحفظ المال وحق الملكية وحفظ النسل والنسب والأسر‏.‏
واكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهمية مقاصد الشريعة وترتيبها في ظل التطورات والتغيرات التي يشهدها اليوم‏.‏
وقال ان الاسلام دين العلم والمنهج من اهم المفردات التي تقوم عليها اليوم‏.‏
وأكد المفتي ان اهمية المقاصد ينطلق من أنها تعتبر مدخلا منهجيا للتعامل مع الواقع المعاصر‏.‏
وأشار إلي اختلاف العلماء في الترتيب الامثل للمقاصد الشرعية موضحا ان هذا الاختلاف هو اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد
وقال ان الترتيب الأمثل للمقاصد هو حفظ النفس والعقل والدين وكرامة الانسان كانت تسمي قديما بالعرض أو النسل‏,‏ والملك والتسمية القديمة المال وينبثق هذا الترتيب من تشغيل المقاصد في الواقع من جانبه اكد الدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام لمنظمة الايسيكو أن الاجتهاد اصبح ضرورة في ظل التطورات التي يحيا فيها العالم الاسلامي‏.‏
مشيرا الي ان التطور الشامل الذي تعيشه الانسانية يولد قضايا ومشاكل تطرح أمام المسلم اسئلة كثيرة تدفع الي البحث عن مخرج من الأزمة الحضارية كما عرف التجديد بأنه لإحياء المقاصد وليس للتطوير بما يحقق الخير والصلح للناس‏.‏
وأوضح ان مفهوم المقاصد الشرعية يتضح في كونه عمارة الارض وحفظ نظام التعايش وربط بين التنمية الشاملة المستدامة ومفهوم عمارة للإنسان‏.‏ وذلك عن طريق التعليم والتأهيل فيصبح هو الاداة والوسيلة لعمارة الارض‏.‏
واكدت الدكتورة فوزية العشماوي الاستاذة والباحثة الاسلامية بسويسرا ان الارتداد عن الدين ليس مجرد موقف عقلي أو نفسي او شخصي بل هو تغيير للهوية وللانتماء وللولاء من أمة الإسلام إلي أمة اخري‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.