"إكرام الميت دفنه" مثل شعبي يقوله للوهلة الاولي من يدرك احد ذويه الموت.. إلا ان هذا المثل اصبح صعب التحقق علي ارض الواقع في دير مواس بالمنيا بعد ان اصبح الاهالي عاجزين عن ايجاد مأوي يواري جثث موتاهم التي ضاقت بها جبانات الحاج قنديل حتي تحول امل العثور علي جبانة الي حلم بعيد المنال! الاهالي اضطروا خلال الشهور الماضيه الي هدم جباناتاهم القديمة واعادة بنائها لتكون متعددة الطوابق حتي يجدوا مكاناًً لدفن الموتي خاصة بعد توقف انشاء جبانات جديدة في مقابر الحاج قنديل و بقاء المساحات المستغلة. هذا ما كشفه اعضاء المجلس المحلي لمركز ديرمواس في جلسته الاخيرة التي عقدت برئاسة طارق حسن الذي اكد ان المجلس اثار مشكلة قلة الجبانات وتحركت الوحدة المحلية لقرية تل بني عمران لمخاطبة مكتب آثار ملوي لدخول اراضي المقابر والمساحات التي تتيح التوسع فيها في ملكية هيئة الاثار. وأضاف "حسن" ان الوحدة المحلية طالبت بتخصيص 19 فداناً لتوسعة المقابر استعدادا لطرحها علي الاهالي وتخطيطها بشكل جيد واثبتت اعمال البحث في المساحة خلوها من الآثار ورفات للموتي وتم رفع المنطقة مساحيا والانتهاء من اعداد الخرائط وجميع الاجراءات استعداداً لتسليم الارض للوحدة المحلية الا أن خطابات الموافقة النهائية لم تصدر من هيئة الاثار. وقال الدكتور محمود عبد البديع عضو المجلس أن مشروع توسعة الجبانات مجمد منذ ثلاث سنوات مما أثار غضب المواطنين الذين اضطروا الي هدم جباناتهم القديمة واعادة بنائها دورين مشيراً الي ان بعض العاملين في المقابر و"الحانوتيه" استغلوا تأخر تسليم المساحة للوحدة المحلية واستولوا وقاموا بتقسيمها وبيعها للمواطنين باسعار كبيرة لحسابهم الخاص.. وحول شرعية اقامة مقابر من ادوار متعددة اكد الدكتور عبدالرؤؤف المغربي وكيل وزارة الاوقاف بالمنيا إجازة اقامة الجبانات علي هئية أدوار ودفن الموتي بها في حالة الخوف من غمر البحر أو الاضطرار رغم معارضة عدد كبير من السلفيين الذين يصرون علي موارة جثث الموتي تحت الارض.