عادة ما يحرص نجوم كرة القدم العالمية علي تأدية عادات وتصرفات علي سبيل التفاؤل والتشاؤم ، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المسرح الكروي، وباتت تحظي بمتابعة المشاهدين واهتماماتهم، بوصفها عادات موروثة عن المجتمعات التي يعيشون فيها. ويصل اهتمام بعض اللاعبين بأداء هذه العادات إلي درجة أنهم يشعرون بأنهم لو لم يفعلوها، فإنهم سيخسرون، رغم أنهم يفعلونها وينهزمون في بعض الأحيان، لكنهم يظلون متمسكين بها، لأنها تدخل في إطار ثقافتهم الشخصية أو الدينية. ومن خلال استعراض مجموعة من اللاعبين المشهورين حول العالم والذين يؤدون طقوساً غريبة تتعلق بما يعتقدونه من خرافات يتجلي لنا أن الأمر يتجاوز حدود العقل ويستقر في المنطقة التي يمكن وصفها بالسلوك المجنون وفكر الخرافة. تيري ومقعد الأتوبيس البداية مع جون تيري قائد المنتخب الإنجليزي ونادي تشيلسي ، والذي يبدو عاقلا رزينا داخل الملعب وخارجه ، ولكنه يعترف بأنه يؤمن بشدة بالتفاؤل والتشاؤم حيث يقول: "عندما أكون متوجها مع تشيلسي إلي استاد ستامفورد بريدج للعب مباراة ، أحرص دائماً وأنا أركب أتوبيس اللاعبين علي الجلوس في نفس المقعد الذي أجلس عليه في كل مرة ، وأحرص علي عدم تغييره ، كما أحب الاستماع إلي نفس الاسطوانة الموسيقية التي أحب الاستماع إليها قبل المباريات ، وعندما أستقل سيارتي الخاصة أحرص علي ركنها في نفس المكان ولا أحب تغييره"! وأضاف تيري أنه كان يمتلك زوجين من واقي القدمين كان قد حصل عليهما من زميله فرانك لامبارد في إحدي مباريات كأس رابطة الأندية المحترفة "كارلينج كاب" ، ودائماً ما كان يتفاءل بارتدائهما خلال المباريات ، وذات مرة فقدهما ، وكان ذلك قبل مباراة تشيلسي مع برشلونة في دوري أبطال أوروبا عام 2005 علي استاد نو كامب ببرشلونة ، وشعر وقتها بالتشاؤم، وبالفعل، خسر تشيلسي المباراة التي كانت في ذهاب دور ال16 بنتيجة 2-1 ولكن تشيلسي فاز في مباراة الإياب 4-2 وصعد إلي دور الثمانية ، ومن الواضح أن تيري ارتدي واقي الساقين خلال مباراة العودة! جاتوزو والأدب الروسي ومن بين أشهر اللاعبين الآخرين في مجال الخرافة النجم الإيطالي جينارو جاتوزو لاعب إيه سي ميلان، حيث قال إن طقوسه الغريبة أثناء بطولة كأس العالم عام 2006 التي أقيمت في ألمانيا وفاز الآزوري بلقبها كانت شديدة التطرف علي حد تعبيره، حيث كان يرتدي كل يوم نفس الملابس التي كان يرتديها منذ اليوم الأول، سواء ملابس التدريب أو قميص المباراة، وكان يعرق بشدة في هذه الملابس ولكنه لم يقم بتغييرها كما ذكر ذلك لموقع الفيفا. وقال عن نفسه أيضا إن الخرافات استحوذت عليه بشكل كبير لدرجة أنه قبل مباراة إيطاليا مع جمهورية التشيك في الدور الأول، قام بحزم حقائبه وكأنه يتأهب للعودة إلي الوطن، وقد وجد نفسه يفعل نفس الشيء قبل كل مباراة، وأيضا كانت له عادة قراءة صفحات قليلة من أعمال الكاتب الروسي فيودور ديستويفسكي قبل كل مباراة. كذلك فان المهاجم الروماني أدريان موتو لاعب فيورنتينا الإيطالي أكد أنه يتفاءل بارتداء نوع من معين من الملابس الداخلية في المباريات التي يلعبها سواء مع منتخب رومانيا أو مع ناديه. تقبيل " قرعة" بارتيز وقال الفرنسي لوران بلان مدافع المنتخب الفرنسي في كأس العالم 1998 إنه كان يُقبل رأس فابيان بارتيز حارس مرمي فرنسا بعد كل مباراة في مونديال فرنسا , وهي اللقطة التي أظهرتها عدسات التليفزيون بعد إحدي المباريات التي تألق فيها بارتيز عندما تصدي لعدة هجمات علي مرمي فرنسا. لينيكر وعقدة الأهداف أما جاري لينيكر ثاني أعظم الهدافين في تاريخ إنجلترا فقال إنه كان يرفض تسجيل أي أهداف في التدريبات أو خلال عمليات الإحماء قبل المباريات مفضلاً توفير هذه الأهداف لتسجيلها في أوقات المباريات! وأضاف أنه إذا لعب مباراة وسجل هدفاً خلال شوط المباراة الأول كان يقوم بتبديل القميص الذي يرتديه ويرتدي قميصا آخر ، حتي يحرز هدفا جديدا! فيرون والرباط الضاغط تعرض المدافع الأرجنتيني الصلد خوان سيباستيان فيرون إلي إصابة في الركبة عام 1997 , وعندما عاد من الإصابة نصحه الأطباء بلف رباط ضاغط علي مكان الإصابة إلي أن تشفي الإصابة تماماً ، ولكن الطريف في الأمر أن فيرون أكد أنه لا يزال يلف هذا الرباط قبل نزوله إلي الملعب خشية تجدد إصابة 1997 من جديد! عقدة النشيد الوطني كان المهاجم الألماني ماريو جوميز المنتقل إلي صفوف بايرن ميونيخ قادماً من شتوتجارت لا يغني أبدا نشيد بلاده الوطني قبل المباريات ، وذلك ليس لأنه لا يحفظه ، ولكن لأنه في إحدي مباريات بطولة ألمانيا للشباب تحت سن الخامسة عشرة، استطاع إحراز هدف الفوز، وكان قد امتنع عن غناء نشيد بلاده الوطني قبل تلك المباراة، ولكن كل من شاهدوه في البطولة الأوروبية عام 2008 قد يشككون في فاعلية هذا الروتين الذي يتبعه جوميز الذي لم يستطع فرض نفسه خلال تلك البطولة. استغفال الحكام أما حارس المرمي الأرجنتيني سيرجيو جويكوتشيا فأعلن بعد اعتزاله أنه عندما كان يلعب في كأس العالم 1990 , وعندما كانت تحتسب ضربة جزاء ضد الأرجنتين كان يغافل الحكم ويتقدم خطوات بسيطة عن خط المرمي ليتصدي للكرة بشكل أسرع , نجحت هذه الطريقة في جعله يتصدي لعدة ضربات ترجيحية في دوري الثمانية أمام يوغوسلافيا وفي الدور قبل النهائي أمام إيطاليا! وربما تكون هذه هي الحالة الوحيدة التي لا تندرج تحت بند التفاؤل والتشاؤم ، وإنما أصبحت محظورة بحكم قانون اللعبة! أسري غرف خلع الملابس بوبي مور وبول إينس وعلي الرغم من تباعد الأجيال الكروية التي تفصل بينهما فقد كان كل منهما يصر علي أن يكون آخر لاعب يخرج من غرفة الملابس ويتجه إلي أرض الملعب، وكانا يؤمنان بأن الأداء الجيد بالنسبة لهما يرتبط بممارسة هذا السلوك، وكانا يرتديان فانلاتهما وهما يجريان متجهين إلي داخل الملعب. أما الإيفواري كولو توريه لاعب أرسنال فقد حصل علي كارت أصفر في دوري أبطال أوروبا أمام روما بعد أن رفض بعناد مغادرة غرفة تغيير الملابس قبل زميله ويليام جالاس الذي كان يتلقي علاجا لإصابة وقعت له، حيث إن توريه من نفس نوعية اللاعبين الذين يصرون علي نزول الملعب كآخر لاعب في فريقه . المعصم الأبيض لزامورانو انتشرت بين اللاعبين في كثير من الفترات عادة ارتداء الشريط الأبيض علي معصم اليد مثل اللاعب التشيلي إيفان زامورانو الذي بدأ هو تلك العادة ليسير علي خطاه عشرات اللاعبين في كثير من ملاعب العالم فيما بعد. وقد كان زامورانو موفقاً حينما يرتدي تلك العصابة البيضاء حيث كان يحرز الكثير من الأهداف وخاصة أثناء دفاعه عن ألوان عدد من الأندية الأوروبية العملاقة وعلي رأسها ريال مدريد وإنتر ميلان، فضلاً عن قيادته الناجحة لمنتخب بلاده. اللجوء للعرافين وفي أواخر ثمانينيات القرن العشرين لم يكن فريق كولومبيا قادراً علي التغلب علي الفرق المنافسة له، وتحقيق نتائج إيجابية علي المستويين القاري والعالمي، وحينها تولي المدرب كارلوس بيريه القيادة الفنية للفريق ذهب إلي عرافة وقالت له إن هناك تعويذة يجب أن يخضعون لها، وأعطتهم حزاماً وملابس زرقاء كي يرتديها كل اللاعبين. وقد كانت النتيجة مذهلة، فقد بدأ فريق كولومبيا في تحقيق بعض الانتصارات مما جعل نجومه وجهازه التدريبي يعتقدون في صحة هذه الخرافات.