عادة ما يحرص نجوم كرة القدم العالمية علي تأدية عادات وتصرفات علي سبيل التفاؤل والتشاؤم ، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المسرح الكروي، وباتت تحظي بمتابعة المشاهدين واهتماماتهم، بوصفها عادات موروثة عن المجتمعات التي يعيشيون فيها. ويصل اهتمام بعض اللاعبين بأداء هذه العادات إلي درجة أنهم يشعرون بأنهم لو لم يفعلوها، فإنهم سيخسرون، رغم أنهم يفعلونها وينهزمون في بعض الأحيان، لكنهم يظلون متمسكين بها، لأنها تدخل في إطار ثقافتهم الشخصية أو الدينية. وقمنا في العدد السابق لروزاستاد باستعراض مجموعة من اللاعبين المشهورين حول العالم الذين يؤدون طقوساً غريبة تتعلق بما يعتقدونه من خرافات.. وتجلي لنا أن الأمر يتجاوز حدود العقل ويستقر في المنطقة التي يمكن وصفها بالسلوك المجنون وفكر الخرافة. ونواصل في هذه الحلقة مسيرة الخرافات و لكن هذه المرة ليس مع لاعبي كرة القدم و لكن مع المدربين الذين تسيطر علي عقولهم الخرافات والشعوذة لدرجة دفعت موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلي لتطرق إليها.. فهيا إلي هذه الجولة الطريفة والمثيرة في الوقت نفسه. الدجاج يجلب النحس لمدرب الأرجنتين نبدأ رحلتنا من الأرجنتين، حيث سنعود بعجلة الزمن إلي سنة 1986 عندما قاد الداهية "كارلوس بيلاردو" منتخب بلاده إلي الفوز بلقب كأس العالم بنسختة المكسيكية. وخلال كل مباريات البطولة كان "بيلاردو" يحمل معه تمثالاً صغيراً يرمز للسيدة مريم العذراء، ويمنع لاعبيه من تناول لحم الدجاج معتقداً أن هذا الطائر يجلب النحس. كما كان بيلاردو يميل إلي ربط انتصارات فريقه بأحداث وعوامل لا علاقة لها بمباريات الأرجنتين، فتارة كان يرجعها للباس معين وتارة أخري لطريق سلكه الفريق قبل خوض المباراة، حيث يحكي أنه أجبر لاعبيه لفترة معينة علي ركوب سيارات أجرة للتوجه إلي الملعب قبيل دخول غمار لقاءات الفريق، معللاً ذلك بالانتصار الذي أحرزه المنتخب في إحدي مبارياته بعدما وجد عناصره أنفسهم مجبرين علي أخذ سيارات أجرة بسبب عطل في الحافلة التي كانت تقلهم إلي الملعب. وعندما كان "بيلاردو" المدير الفني لنادي "إيستوديانتيس" عام 2003 دعت له سيدة برازيلية بالتوفيق قبل مباراة ضمن الدوري الافتتاحي ، وبعد أن خرج فريق مدينة لابلاتا فائزاً بالنقاط الثلاث، اعتقد المدرب أنه وجد في تلك السيدة تعويذته الجديدة فطلب منها أن تأذن له بمهاتفتها قبل كل مباراة. وخلال نهائيات مونديال 1990 بإيطاليا، جري حفل زفاف بالفندق الذي كان يقيم فيه لاعبو المنتخب الأرجنتيني، حيث تقدم 22 لاعبا من نجوم التانجو واحداً واحداً لتقديم التهاني للعروس تلبية لنداء "بيلاردو"، الذي كان يؤمن بأن ذلك سيجلب الحظ لفريقه، ولحسن الحظ ، شهد اليوم التالي فوز "دييجو مارادونا" ورفاقه علي الغريم التقليدي المنتخب البرازيلي. دومنيك مولع بعلم التنجيم وبعيداً عن بلاد التانجو، اشتهر مدرب المنتخب الفرنسي "ريمون دومينيك" بولعه بعلم التنجيم، وهو ما جعل منتقديه يتهمونه بالاعتماد علي خريطة الأبراج لاختيار قائمة لاعبي المنتخب أو التشكيلة الأساسية، وهو اتهام صرح به لاعب خط الوسط بشكل علني بعد استبعاده من تشكيلة الفريق الذي خاض نهائيات كأس العالم الأخيرة بألمانيا، حيث قال في هذا الصدد: "ربما لست متواجداً ضمن الفريق الوطني لأني لا أنتمي إلي برج الأسد، إذ يضم المنتخب الفرنسي العديد من اللاعبين الذين ينتمون إلي هذا البرج". رابطة عنق مدرب فولفسبورج وفي ألمانيا قام "فيليكس ماجاث" مدرب "فولفسبورج" بطل الدوري الألماني بارتداء رابطة عنق خضراء اللون خلال المباريات العشر الأخيرة، والتي انتهت كلها بفوز فريق الذئاب الخضراء، محرزاً بذلك رقماً قياسياً بعدد الانتصارات مع فريقه الجديد. وتعهد "ماجاث"، المدرب السابق للعملاق "بايرن ميونيخ"، بمواصلة ارتداء رابطة العنق تلك إلي أن يتم وضع حد لسجل فريقه الخالي من الهزيمة. كما اشتهر المدرب السابق للمنتخب المكسيكي "ريكاردو لافولبي" بارتداء رابطة عنق تحمل رسم تنين . زاجالو.. والرقم 13 ارتبط اسم الأسطورة البرازيلي "ماريو زاجالو" بالرقم 13 الذي ينبع من إخلاصه العميق للقديس أنطونيوس، الذي يحتفل به يوم 13 يونيو من كل عام. وقد اختار مدرب المنتخب البرازيلي السابق العيش في شقة تقع في الطابق الثالث عشر والزواج يوم 13 يونيو وكان يطلب القميص رقم 13 كلما انضم إلي فريق جديد، كما يعتقد "زاجالو" أن الزيارات الثلاث عشرة التي قام بها إلي معبد القديس قد ساعدت في شفائه من سرطان ألم به في المعدة، بينما يبقي من غريب الصدف أنه قاد منتخب السامبا إلي تحقيق 13 انتصاراً عندما كان علي رأس الإدارة الفنية لنجوم السيليساو. وتنبأ "زاجالو" بفوز البرازيل باللقب العالمي في دورة ألمانيا 2006 نظراً لأن منتخب السامبا بدأ رحلته المونديالية يوم 13 يونيو وأن اسم المدرب "كارلوس ألبيرتو بريرا" يتألف من 13 حرفاً. لكن رقم 12 كان هو الحاسم آنذاك، حيث أُقصيت البرازيل بهدف وحيد أمام فرنسا جاء في الدقيقة 12 من الشوط الثاني عن طريق المهاجم "تييري هنري" الذي يحمل القميص رقم 12 ويتألف اسمه من 12 حرفاً، بعد التخلص من رقابة "روبيرتو كارلوس" (12حرفاً). أراجونيس معقد من اللون الأصفر عُرف مدرب المنتخب الإسباني السابق "لويس أراجونيس" بتشاؤمه من اللون الأصفر، لدرجة جعلته يطلب من كابتن الفريق "راؤول جونزاليس" تغيير قميصه في إحدي الحصص التدريبية. وكاد إيمان "أراجونيس" بالشعوذة أن يتسبب في أزمة دبلوماسية قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 حيث رفض المدرب باقة ورد صفراء اللون لدي وصول أعضاء الوفد الإسباني إلي مدينة دورتموند، كما يشاع أنه تم إقناعه بشق الأنفس لقبول القميص الأصفر الداكن الذي كان ينوي الاتحاد الإسباني اعتماده كقميص ثان للمنتخب خلال يورو 2008 لكن نجوم "الماتادور" ظهروا به مرة واحدة فقط تحت قيادة "أراجونيس"، حيث كان ذلك في مباراة نصف النهائي أمام روسيا، والتي شهدت فوزاً كاسحاً لرفاق "إيكار كاسياس". تاراباتوني.. والماء القدسي أما المدرب الكبير "جيوفاني تاراباتوني"، الذي خاض تجارب ناجحة في كل من إيطاليا وألمانيا والنمسا والبرتغال، اعتاد أن يقوم قبل كل مباراة برش أرضية الملعب بماء قدسي تعده له شقيقته الراهبة. شحاتة.. وزيارة السيدة نفيسة وأخيراً وليس آخرا فإن مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة طالته العديد من الشائعات خلال الآونة الماضية بعد فوزه ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية حيث تردد أنه يستعين بمنجمة ويختار تشكيله بناء علي تعليماتها.. إلا أن شحاتة نفي ذلك تماما لكنه اعترف بحرصه دائما علي زيارة السيدة زينب قبل المباريات المهمة كذلك الاتصال بحفيده حسن ليالي المباريات فضلا عن حرصه علي اصطحاب رجل دين مع بعثة المنتخب.