تضاربت التصريحات الايرانية امس حول تلقي طهران مقترحا جديدا من قبل الدول الغربية حول مبادلة اليورانيوم مما يعكس حالة التخبط التي يعيشها النظام الايراني. ومن جانبه أعلن الرئيس الإيراني نجاد خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في طهران أن بلاده لاتزال مستعدة لتبادل اليورانيوم مع الدول الكبري، مضيفا أن هذا الملف لم يغلق. ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس منظمة الوكالة الذرية الإيرانية علي اكبر صالحي ان مندوب ايران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية تسلم مقترحا جديدا من قبل الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا حول برنامج بلاده النووي. نفي وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان بلاده تلقت مثل هذا الاقتراح. واوضح صالحي في تصريح لقناة "العالم" الإخبارية الإيرانية أن ايران تدرس المقترح الجديد. ونقلت القناة عن صالحي ان مقترحات تلك الدول ستوقف إيران عن التخصيب فقط إذا روعيت كل شروط بلاده لمبادلة اليورانيوم المخصب. وأشار إلي استمرار بلاده في إنتاج الوقود المخصب بنسبة 20 ٪. لكن متكي صرح للصحفيين امس بأن ايران لم تتلق اي اقتراح جديد من باريس وموسكو وواشنطن بشأن تبادل اليورانيوم وان خطأ في الترجمة وراء الاعلان امس الاول عن الاقتراح الجديد. واضاف متكي إن رسالة جديدة من الدول الثلاث في اشارة الي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبدا لنا خلال الترجمة انها كانت تنطوي علي اقتراح جديد. ووسط هذا التخبط الايراني، اعلن النائب الأول لمدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني الكسندر فومين إن روسيا تزيل العيوب التقنية من أجل توريد بطاريات الصواريخ من طراز "اس - 300" إلي إيران. وذكرت وكالة مهر للأنباء أن فومين قال إن عيوباً تقنية وجدت في مجال الترددات اللاسلكية وتجري في الوقت الحاضر عمليات إزالة هذه العيوب، فلذلك سيتم تأخير فترة تنفيذ هذا العقد. وبعد يوم من تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بان النظام الايراني يتحول الي ديكتاتورية عسكرية، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في تقرير لها امس ان سيطرة الحرس الثوري علي الاقتصاد الايراني اصبحت واضحة. وجاء في التقرير انه من المستحيل معرفة نسبة حصة الحرس من الناتج القومي المحلي الايراني ولكن التوقعات تشير الي ما يتراوح بين الثلث والثلثين، مشيرا الي ان سيطرة الحرس الثوري علي الاقتصاد واضحة فهو الذي يدير مطار الامام الخميني الرئيسي علي الرغم من منح عقد عام 2004 لشركة نمساوية - تركية، الا ان الحرس منذ انتهاء الاعمال سيطر بالقوة علي المطار بذريعة ان تشغيله من قبل اجانب يعرض البلاد للخطر. وفي الوقت نفسه، اعتبر متكي امس ان تصريحات كلينتون التي انطوت علي التخوف من تحول ايران الي ديكتاتورية عسكرية مخيبة للآمال. وقال متكي إن الولاياتالمتحدة وقعت نفسها في شكل من اشكال الديكتاتورية العسكرية والسياسة العسكرية البائدة التي تثير التوترات والاضطرابات في المنطقة. وعلي صعيد الوضع الداخلي في ايران، طالبت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا و فرنسا في اجتماعات لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جينيف بإجراء تحقيق دولي حول الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة الايرانية الاخيرة. وجاء ذلك فيما شدد وفد إيراني من "جمعية دعم مكافحة الشعب الإيراني" أثناء اللقاء مع عدد من مسئولي وزارة الخارجية السويدية علي تشديد الضغوط السياسية علي النظام الايراني لوقف العنف ضد المواطنين والمعتقلين في المظاهرات الأخيرة. وذكر موقع "جرس" الاخباري الإيراني ان الوفد طالب السويد والاتحاد الأوروبي باتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد النظام الإيراني وفي شأن اخر، أعلنت مجموعة "جندالله" السنية المسلحة التي تنشط في إقليم بلوشستان جنوب شرق إيران استئناف الأعمال المسلحة ضد ايران بعد فشل المفاوضات بينها وبين طهران، ودعت المجموعات العرقية الأخري في إيران مثل العرب والكرد والتركمان للالتحاق بصفوفها. وكشف التنظيم للمرة الأولي في بيان لها عن قيامه بالتفاوض مع السلطات الإيرانية بطلب من الشيوخ المحليين، وحمل الجانب الحكومي مسئولية فشل المفاوضات واتهمه باتباع سياسة المماطلة تجاه مطالب البلوش والسنة علي الصعيد القومي والمذهبي والتهرب من تلبيتها.