أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستبدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 %"، في الوقت الذي تضاربت فيه التصريحات الغربيةوالإيرانية حول اقتراب الجانبين من التوصل إلى اتفاق على مبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب. وأعلن نجاد أمس أثناء حفل افتتاح معرضا مخصصا لتكنولوجيا الليزر أنه أمهل الدول الكبرى شهرا أو شهرين للتوصل إلى اتفاق لتبادل اليورانيوم، وإن لم يوافقوا "فسنبدأ بأنفسنا في إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب"، على حد قوله. وتابع الرئيس الإيراني متوجها بالحديث إلى علي أكبر صالحي رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية "الآن دكتور صالحي إبدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % بواسطة أجهزتنا للطرد المركزي". في السياق نفسه، نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون قد تلقت عرضا جديدا من إيران عن الوقود النووي، وذلك بعدما قالت إيران إنها تقترب من اتفاق نهائي بشأن المبادلة تقبل به كل الأطراف. من جانب آخر، شدد نائب رئيس الوزراء الروسي سيرجي إيفانوف على أن أي عقوبات جديدة قد تفرضها الأممالمتحدة على إيران ينبغي أن تستهدف قدراتها على تطوير أسلحة نووية، وليس اقتصادها أو أي من نشاطاتها الأخرى.
وقال ايفانوف على هامش مؤتمر دولي للأمن في ميونيخجنوبألمانيا "في حال فرضت عقوبات جديدة، فنحن واثقون من أنها ينبغي أن تقتصر على منع انتشار الأسلحة النووية دون أن تشمل النشاطات الإيرانية الثقافية والإنسانية والاقتصادية".
وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اليوم قد أعلن أمس الأول أنه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو في ميونخ بألمانيا بشأن خطة لمبادلة اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب بوقود نووي أعلى تخصيبا. ولكنه أكد إصرار إيران على تحديد كمية الوقود التي ستتم مبادلتها. وقال إنها قد تكون أقل من 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي يطالب الغرب بنقلها دفعة واحدة. من جهتها شككت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوألمانيا في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قبل اجتماع متكي وأمانو للصحفيين في أنقرة حيث التقى بقادة أتراك "لا أشعر أننا نقترب من اتفاق". وأضاف أن الوقت حان للمضي قدما في فرض عقوبات على إيران التي فرض عليها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثلاث جولات من العقوبات لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. واجتمعت القوى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا أمس الجمعة لبحث الجهود المبذولة لإقناع إيران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم. من جانبه أيد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله ما أعلنه جيتس قائلا إن "إيران لم تنجح حتى الآن بتبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى فيما يتعلق ببرنامجها النووي". وأضاف "يدنا لا تزال ممدودة إليهم لكنها حتى الآن ممدودة في الفراغ ولم أر منذ الجمعة أي شيء يدفعني إلى أن أغير هذا الرأي".