فى خطوة قد تزيد من حدة التوترات الإيرانية - الغربية، أمر الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد أمس رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية على أكبر صالحى ب«البدء بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20%» من أجل مفاعل أبحاث فى طهران، الأمر الذى يلقى شكوكاً على إمكانية التوصل لاتفاق مع الغرب حول البرنامج النووى الإيرانى. وقال نجاد، مفتتحاً معرضاً مخصصاً لتكنولوجيا الليزر، «قلت لنعط (الدول الكبرى) شهراً أو شهرين (للتوصل إلى اتفاق لتبادل اليورانيوم) وإن لم يوافقوا فسنبدأ بأنفسنا» فى إنتاج اليورانيوم عالى التخصيب، وأضاف نجاد متوجها إلى صالحى «الآن ابدأ بإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بواسطة أجهزتنا للطرد المركزى». ومع ذلك، اعتبر نجاد أن «باب النقاش لا يزال مفتوحا»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن اى عملية تبادل بين طهران والدول الكبرى للحصول على وقود نووى يجب أن تكون «غير مشروطة». وقال الرئيس الإيرانى من جهة أخرى إن طهران باتت تمتلك «القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى أى مستوى بفضل تكنولوجيا الليزر» التى أضيفت إلى تكنولوجيا التخصيب بواسطة الطرد المركزى المستخدمة حاليا فى إيران لإنتاج اليورانيوم ضعيف التخصيب. وكان نجاد صرح, فى وقت سابق, بأنه سيعلن «أخباراً نووية سارة» فى فبراير، وهو ما توقع مراقبون أن يكون الكشف عن إمكانية نجاح العلماء الإيرانيين فى القيام بالتخصيب بأنفسهم. وتشكل مسألة تخصيب اليورانيوم جوهر الخلاف بين إيران والغرب إذ يمكن استخدام اليورانيوم فى حال تخصيبه إلى نسبة 90% لصنع سلاح نووى. وتسعى إيران حاليا لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لإمداد مفاعل الابحاث الطبية فى طهران بالوقود الضرورى. وكانت إيران أفشلت فى أكتوبر الماضى عرضاً لنقل اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى روسيا لمعالجته ثم إلى فرنسا، قبل أن يعاد إلى إيران لتلبية حاجات مفاعلها للابحاث فى طهران. وبدا أن إيران وافقت على مبدأ التبادل قبل أن تعود عنه، إلى أن أعلن نجاد الثلاثاء الماضى أن بلاده لا تزال على استعداد لتبادل قسم من اليورانيوم ضعيف التخصيب (3.5٪) مقابل وقود عالى التخصيب (20%) مخصص لمفاعلها للابحاث. والتقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى أمس الأول فى ميونيخ وأعلن فى ختام الاجتماع أنه لم يتلق إى عرض جديد من طهران، داعياً فى الوقت نفسه إلى تسريع وتيرة الحوار حول البرنامج النووى الإيرانى. وفى أول رد فعل غربى على تصريحات نجاد حول البدء بإنتاج يورانيوم عالى التخصيب، دعا وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس المجتمع الدولى إلى تشكيل «جبهة موحدة لممارسة الضغط على الحكومة الإيرانية»، فيما قال نظيره الألمانى كارال تيودر جوتنبرج، إن على إيران أن تدرك أن «الصبر بدأ ينفد» فيما يتعلق بالنزاع النووى. وكانت الولاياتالمتحدة وألمانيا قالتا أمس الأول إنهما لا تريان أى علامة على أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات بشأن برنامجها النووى على الرغم من التصريحات المتفائلة لوزير الخارجية الإيرانى بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، بينما قالت روسيا إن أى عقوبات جديدة على إيران يجب أن تركز على منع الانتشار النووى وليس استهداف الاقتصاد الإيرانى. ومن ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن بلاده مستعدة للنظر بشكل إيجابى فى وضع الأمريكيين ال3 الذين تحتجزهم، فى حال أفرجت واشنطن عن الإيرانيين المحتجزين لديها، بحسب ما ذكرت وكالة مهر الإيرانية. وتحتجز السلطات الإيرانية 3 أمريكيين منذ يوليو2009 بعدما دخلوا الاراضى الإيرانية فيما كانوا يقومون برحلة فى جبال كردستان العراق، فيما تؤكد طهران أن 11 إيرانيا محتجزون بصورة «غير قانونية» فى الولاياتالمتحدة، من بينهم عالم نووى فقد أثره فى المملكة العربية السعودية فى مايو 2009.