في تحد واضح لرغبات المجتمع الدولي واستمرارا لسياسة التصعيد التي تنتهجها إيران، أعلن مسئولان ايرانيان كبيران أن طهران تعتزم بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم خلال العام القادم كما ستنتج نظاما مضادا للصواريخ قريبا جدا يوازي او يفوق قوة نظام S-300 الروسي الذي جمدت موسكو تسليمه لطهران. وأعلن علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن بلاده تعتزم بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم خلال العام الفارسي القادم الذي يبدأ في 21 مارس المقبل، مشيرا في الوقت ذاته إلي أن طهران ستتوقف عن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب حال تلقيها الوقود النووي من الدول الغربية. اللافت أن صالحي نفي في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية أمس أن يكون قرار بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ يعني غلق الباب أمام احتمال تبادل اليورانيوم مع القوي الكبري. في السياق نفسه، أعلن صالحي بقاء اختبار واحد لتدشين محطة بوشهر النووية بشكل تام يطلق عليه اسم "الماء الحار" بعد نجاح اختبار سابق جري مؤخرا. علي صعيد متصل، قال الجنرال حشمت الله قاصري المسئول الكبير في الدفاع الجوي في سلاح الجو الايراني ان الخبراء الايرانيين سينتجون في مستقبل قريب جدا نظاما مضادا للصواريخ ستكون قدرته مماثلة لنظام S-300 او حتي اكبر منها. وعلي صعيد آخر، قال حشمت الله كثيري القائد بالقوات الجوية الإيرانية أمس ان طهران ستكشف النقاب عن نظام دفاع جوي مصنع محليا له علي الأقل نفس قدرة نظام S-300 الروسي المضاد للطائرات. من ناحيتها، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية في مقابلة نشرت أمس الأول لكنها سجلت قبل ان يأمر الرئيس الايراني بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب، ان التهديد الذي تمثله ايران "حقيقي" لكن القاعدة تطرح خطرا اكبر منه. علي الصعيد الداخلي، شهدت منطقة أمير آباد الشمالية مظاهرات عارمة تندد بالنظام السياسي، مرددين شعار "الله أكبر"، وذلك بالرغم من جميع التدابير الأمنية التي اتخذتها القوات الحكومية في إيران. في الإطار نفسه، كشف موقع "التضامن الوطني" عن تظاهر ما يقرب من 1000 طالب بجامعة صنعتي شريف أمام مبني ابن سينا وطافوا الجامعة، اعتراضا علي إلقاء القبض علي عدد من الطلبة، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين السياسيين. وفي تطور آخر، بدأت قوات الأمن الحكومية حملة اعتقالات موسعة في صفوف المثقفين والمدنيين، إضافة إلي عدد من المراسلين الصحفيين العاملين في المجال السياسي بشكل خاص. من ناحيتها أكدت مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكية أن أمريكا علي استعداد لمساعدة الإيرانيين في تنفيذ برنامجهم النووي إذا كان لديهم طموحات ومشروعات سلمية، مشيرة إلي أن أمريكا ترفض تماماً سياسة تطوير أو استخدام القنابل الذرية. أوضحت سكوبي خلال لقائها بأعضاء نادي روتاري مريوط في الإسكندرية أمس بحضور المحافظ اللواء عادل لبيب أن أمريكا تنظر للبرنامج النووي الإيراني بعناية شديدة، مؤكدة أن أمريكا تحرص علي التعاون مع الإيرانيين.