(عالم قد تحول).. الاتجاهات العولمية 2025 هو عنوان أحدث إصدارات سلسلة كراسات (عروض) التي يرأس تحريرها العالم القدير الأستاذ الدكتور أحمد شوقي، وهي تعني بتقديم اجتهادات حديثة حول العلم والمستقبل، وقد أعدها الصديق الباحث صموئيل رمسيس. تعرض الكراسة لأحد التقارير الهامة الصادرة عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي سنة 2008 . تأتي أهمية هذا التقرير أنه يصدر من مجلس.. يعتبر مركزاً للتفكير الاستراتيجي داخل الحكومة الأمريكية لدعم صناعة القرار من خلال تحليل قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي. والطريف أن العديد من القضايا التي اهتم بها التقرير والتي تتناول اتجاهات مستقبلية خلال ال 15 سنة القادمة؛ فإن بعض القضايا والتوقعات التي ناقشها التقرير قد حدثت بالفعل، وعلي سبيل المثال: زيادة دور الدولة في الاقتصاد، والأزمة الاقتصادية العالمية، والرغبة في نزع الأسلحة النووية عالمياً، وانتشار مرض وبائي (فيروسH1N1 ) يتضمن التقرير سبعة فصول.. تمثل المستقبليات البديلة الممكنة. وهي: عولمة الاقتصاد، وديموجرافيات الخلاف، واللاعبون الجدد، وندرة في غمرة الوفرة، وزيادة احتمالية النزاع، وهل سيكون النظام العالمي علي مستوي التحديات، وتقاسم القوي في عالم متعدد الأقطاب، ومن خلال الفصول السابقة.. يطرح التقرير لعدد من السيناريوهات، هي: العولمة والديموجرافيا وصعود قوي جديدة وتراجع المؤسسات الدولية والتغير المناخي وجيو سياسية الطاقة. وسوف أتناول هنا بعض المشاهد الهامة من التقرير، وعلي سبيل المثال: - المرأة: أكد التقرير علي أن التمكين الاقتصادي والسياسي للمرأة قد يغير المشهد العالمي خلال العشرين سنة القادمة، كما أنه قد يغير الأولويات الحكومية من خلال الاهتمام بالقضايا الاجتماعية (العناية الصحية والبيئية والتنمية الاقتصادية). ورصد التقرير تنامي دور المرأة في العالم الإسلامي علي اعتبار أنها الأكثر استيعاباً من الرجال للنظام التعليمي، وما يترتب علي ذلك من عملها في وظائف تتعلق بقطاعات الخدمات والمعلومات. - الشرق الأوسط: حيث يؤكد التقرير أن الأهمية الجيو سياسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستظل حتي عام 2025 بسبب أهمية البترول للاقتصاد العالمي وخطر عدم الاستقرار، كما أن توجيه المعارضة السياسية داخل الخطاب الإسلامي.. بديلاً عن الإحياء للهوية الدينية عقب انتهاء الحرب الباردة، ويتوقع التقرير أن جهود دول الشرق الأوسط للتأثير في التيارات الإسلامية سيزيد من قوة سيطرة الإسلام في سياسات ومجتمع الشرق الأوسط في 2025، وإن الصراع (خاصة السوري والفلسطيني مع إسرائيل) سيكون الذريعة الأساسية والتقليدية للحفاظ علي وجود الجيوش الضخمة في المنطقة.. وأكد التقرير استمرار المحاولات الإيرانية للتأثير الإقليمي الدائم (سواء بشكل إيجابي أو سلبي) في ظل هدفها لقيادة المنطقة من خلال طموحها النووي المتصاعد. وفي الوقت نفسه، فإن التقدم في السلام العربي الإسرائيلي سوف يضعف الروابط الإيرانية السورية ويهمش حلفاء غير دوليين لإيران.. وهو ما سيعيد ضبط الدور الإقليمي لها. إن أهمية هذا التقرير.. تعود بشكل أساسي إلي أنه يمثل تصوراً مستقبلاً لدول العالم في 2025 وهي نوعية مهمة من الدراسات نفتقدها ولا نهتم بها.