صدر هذا التقرير بالغ الأهمية عن المكتبة الأكاديمية في مصر هذا العام 2010، ضمن السلسلة الثالثة لمشروع «الكراسات»، الذي يعني بمحورين كبيرين، هما: العلم والمستقبل.. حملت السلسلة الأولي من هذا المشروع التنويري عنوان «كراسات مستقبلية» منذ عام 1997، وظهرت السلسلة الثانية تحت عنوان «كراسات علمية» عام 1998، أما السلسلة الثالثة فهي تحمل اسم «عروض» وتهدف إلي مواكبة الإصدارات المهمة التي لا تلاحقها حركة الترجمة العربية. يقول الدكتور أحمد شوقي أستاذ علم الوراثة ورئيس تحرير هذه الكراسات: منذ ما يقرب من اثني عشر عاما، وكل أربعة أعوام (1997- 2008)، أو قل بالتزامن مع الفترة التي تفصل بين نهاية وبداية كل فترة رئاسية أمريكية، يصدر عن مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي NIC National Intelligence Council تقرير دوري يصف الاتجاهات العالمية المستقبلية، والعوامل المرجح أن تشكل أحداث المستقبل، لتكون بمثابة أداة تستخدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في صناعة قراراتها وسياساتها الاستراتيجية المهمة. تعود فكرة تأسيس مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي إلي ما بعد الحرب العالمية الثانية، ولكنه منذ عام 1979 يعد مركزا للتفكير الاستراتيجي داخل الحكومة الأمريكية. في عام 2008، وتحديدا في شهر نوفمبر، أي بعد نجاح باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أصدر المجلس أحدث تقاريره وضمن سلسلة الاتجاهات المستقبلية، حمل عنوان (الاتجاهات العولمية 2025: عالم قد تحول)، وهو الإصدار الرابع ضمن هذه السلسلة التي شملت من قبل تقارير حول الاتجاهات العالمية (2010، 2014، 2020)، وقد عرضه باقتدار الأستاذ صموئيل رمسيس مسئول برامج الشباب بمنتدي حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية. تقرير 2025 الذي نعرض له، يري أن (15- 20 سنة المقبلة) بمثابة واحدة من أهم نقاط التحول التاريخية، حيث العديد من العوامل سيكون لها دورها المهم والحاسم في تشكيل أحداث المستقبل، التي يناقشها عبر فصوله السبعة (المستقبليات البديلة الممكنة)، وهي: عولمة الاقتصاد، ديمغرافيات الخلاف، اللاعبون الجدد، ندرة في غمرة الوفرة، زيادة احتمالية النزاع، هل سيكون النظام العالمي علي مستوي التحديات، تقاسم القوي في عالم متعدد الأقطاب. في ثنايا هذه الفصول، يطرح التقرير أربعة سيناريوهات توضح بعض الطرق العديدة التي يمكن أن تسلكها أو قد تتفاعل معها (العولمة، والديمغرافيا، وصعود قوي جديدة، وتراجع المؤسسات الدولية، والتغير المناخي، وجيو- سياسية الطاقة)، لينتج عنها تحديات وفرص لصانعي قرارات المستقبل.. هذه السيناريوهات تؤكد أنه نتيجة للتحول العالمي المستمر سوف تبرز تحديات جديدة، ورغم أنها لا تكشف جميع المستقبليات المحتملة، كما أن ليس من بينها ما هو محتم وضروري نظرًا لأن (15- 20 سنة المقبلة) تتميز بعدم اليقين. الاختلاف الأكثر إثارة بين التقرير الحالي (2025 عالم قد تحول) والتقرير السابق له (2020 رسم خرائط مستقبل العالم) هو الافتراضات بشأن مستقبل متعدد القوي وتغير النظام الدولي، فتقرير 2025 يصف عالما تلعب فيه الولاياتالمتحدة دورا بارزا في الأحداث العالمية، ولكنها ستكون واحدة ضمن عدة لاعبين آخرين من القادرين علي إدارة المشكلات، في المقابل فإن تقرير 2020 توقع استمرار سيطرة الولاياتالمتحدة، وافتراض نبذ معظم القوي الكبري لفكرة إحداث توازن مع الولاياتالمتحدة. السيناريوهات في كل من التقريرين تعالج مستقبل العولمة، ومستقبل إنشاء نظام دولي، والخطوط الفاصلة بين العوامل التي ستتسبب في نزاعات أو تقارب بين القوي. وكلاهما يري العولمة محركا سيعيد تنظيم الاختلالات الحالية علي أسس جغرافية وإثنية ودينية وسوسيو -اقتصادية. وللحديث بقية..