وسط ردهات محكمة الأحداث وقف الحدث "أحمد" الذي لا يتعدي الرابعة عشرة من عمره إلا أن ملامح وجهه تحمل ملامح القسوة والعنف، جسده لا يتناسب مع سنوات عمره القليلة. اختار الشارع ليكون مأوي له بعد أن هرب من أسرته وعمره خمس سنوات سقط فريسة في براثن الإدمان والمخدرات حتي تم القبض عليه من رجال مباحث الأحداث وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيقات. التقينا بالحدث أحمد الذي روي قصته قائلاً "أنا ضحية جديدة للتفكك الأسري عندما انفصل والداه وعمره 4 سنوات تزوج والده امرأة أخري اذاقته العذاب ألواناً، ففر هارباً إلي الشارع وأصبح ميدان رمسيس مأوي له ولم يسأل عنه أحد ولا يرعاه أحد خاصة أنه طفل صغير استمر بي الحال سنة أخرج وأعود إلي منزلي دون الاهتمام وهنا فكرت في بيع السجائر والمناديل حتي أنفق علي نفسي وتعلمت القسوة والعنف ولم أترك ميداناً في القاهرة الا ومكثت فيه سنوات حتي استقر بي الحال في ميدان رمسيس وسقطت في بحر الادمان وتناول السجائر وأقوم بتوزيع المخدرات خاصة السجائر بالبانجو والأقراص المخدرة علي بعض الزبائن في المقاهي بمنطقة أحمد حلمي ورمسيس وبولاق حتي فوجئت ببائع شاي في ميدان رمسيس يتعدي علي جنسياً ويمارس معي الشذوذ فاسودت الدنيا في وجهي وبعد فترة وفوجئت بأصدقائه يفعلون معي ما فعله بائع الشاي وكان ذلك أمراً طبيعياً لأنني طوال سنوات طويلة وأنا افترش ميدان رمسيس مكاناً لنومي وأكلي وشربي ولم يسأل عني والدي أو والدتي لذلك احترفت توزيع المخدرات حتي سقط في قبضة مباحث الأحداث وقرر قاضي المعارضات المستشار حسن مصطفي بمحكمة الأحداث تجديد حبسه 45 يوماً وايداعه بدار رعاية الأحداث.