لم يكن الحاج مدبولي "1938-2008" مجرد ناشر ذكي، أو مصري أصيل مهموم بقضايا وطنه، لكنه كان أيضا إنساناً مميزاً، بدا مختلفا لكل من تعرف عليه، لذا ربطته علاقات صداقة قوية، بالجميع بدءا بالمثقفين الذين تعامل معهم داخل وخارج مصر، وانتهاء بأبسط البسطاء عم "حسن" وعم "رؤوف" اللذين وقفا بجانبه ومازالا يدعمان أبناءه، فقد حافظ الراحل علي استمرار هذه العلاقات حتي وفاته، ولعل هذا من الأسباب الرئيسية التي دعت أسرته لإعداد كتاب بعنوان "كتاب الحاج مدبولي" سيتم طرحه في معرض الكتاب المقبل. الكتاب عمل تذكاري، يدور حول ذكريات الحاج مدبولي التي عاشها، ويضم مجموعة شهادات وآراء لكبار الكتاب والمثقفين، من بينهم الروائيان جمال الغيطاني ويوسف القعيد، وعدد من الكتاب اللبنانيين، كذلك يضم نبذة عن الموضوعات التي كتبت عنه بعد وفاته، بالإضافة لملحق صور نادرة عنه. وعن شهادته قال يوسف القعيد: "شاركت في الكتاب بشهادة حول علاقتي بالحاج مدبولي كنت قد أدليت بها لشاب سوداني، بناء علي طلب الحاج مدبولي نفسه، حيث اتصل بي وقتها لأجري الحوار مع هذا الشاب حول علاقتي بالحاج، ورأيي فيه كناشر وموزع كتب، وكان ذلك كجزء من الشهادات التي يدعم بها الشاب كتاباً يعده عن الحاج مدبولي". ويقول الروائي جمال الغيطاني: "كنت قد كتبت مقالا بمجلة "العربي الكويتية" في العدد رقم 604 في شهر مارس 2009، بعنوان "الحاج محمد.. الناشر الجريء" ضمن ملف كبير، أعدته المجلة عن الحاج مدبولي بمناسبة رحيله، فكتبت رأيي فيه كرجل صاحب فضل، وناشر متميز، وأشارك بهذه المقالة في الكتاب، وهي شهادة مني عن علاقتي بذلك الرجل الرائع. الكتاب يضم أيضا شهادات كل من محمود وعمرو، وأحمد مدبولي، الذين يروون قصتهم مع والدهم، يقول أحمد مدبولي -42عاما-: "في هذا الكتاب أسرد قصة حياتي التي عشتها بالكامل مع والدي في المكتبة، منذ كنت صغيرا، حيث خرجت من التعليم في نهاية المرحلة الابتدائية، وساعدته في العمل، وبذلت معه جهدا كبيرا، فقد كنا ننام أمام "الفرشة"، ومرت علينا أيام صعبة عانينا فيها من المطر والبرد، ولكن البيع وقتها كان جيدا، فاستطعنا توفير فرصة التعليم لإخوتي محمود وعمرو.