في إطار التحركات التي تقوم بها مجموعات متفرقة داخل لجان الحزب بالمحافظات استعداداً للانتخابات المقبلة استمرت حرب المنشورات والتي بدأت بمجموعة تطلق علي نفسها مجموعة شرفاء الوفد مروراً بمجموعة جديدة وزعت منشورات تحمل توقيع مجموعة الوفد اليوم. وجاء بنص المنشور الذي انتقد الوضع الحالي للحزب رحم الله زعماء الوفد سعد زغلول وفؤاد باشا مصطفي النحاس.. جاء بعدهم نعمان جمعة زعيماً للحزب وخلفاً لفؤاد باشا.. وكان الوفديون لديهم رؤية ليكونوا امتداداً لفؤاد باشا.. ولكن شتان بينهم فبعدأشهر فرض جمعة سيطرته علي الحزب وظن أن كرسي الرئاسة دائم حتي جاء الإصلاحيون وزلزلوا الكرسي من تحته والتفت حولهم جماهير الوفد. وأصبح المستشار مصطفي الطويل رئيساً شرفياً بشكل مؤقت لحين وصول محمود أباظة للرئاسة ومن معه من الإصلاحيين وكأن التاريخ يعيد نفسه داخل حزب الوفد. فرئيس الحزب يعيش في عزلة عن المحافظات وأعوانه يقولون له كل شيء تمام ياريس! .. فلا مشاكل في اللجان ولا يوجد حزب من أصله.. ويوجد قيادات بالحزب لم يكن يتخيل أنهم جالسون في مواقعهم الآن.. وكان أقصي طموح لهم أن يسلموا علي أعضاء الهيئة العليا أو يقفوا بجانبهم فكيف يتحملون مسئولية حزب كبير كالوفد؟! ولخصت الحركة التي لم يعلن أصحابها عن هويتهم الحقيقية هدفها إظهار المشاكل التي تعرقل العمل السياسي داخل اللجان العامة والفرعية لعرضها علي رئيس الحزب والسكرتارية وتحديد الإجراءات التي يعتبرها البعض إنجازات لصالح الحزب. وحدد المنشور عنوان صندوق بريد لإرسال الإنجازات والمشاكل عليه منتهياً لمقولة سنكون همزة الوصل بينكم وبين الحزب.. مع تحيات مجموعة الوفد اليوم .. بنحب الوفد.. بجد بجد! وكشفت هذه المنشورات المتزامنة مع اقتراب انتخابات الحزب الداخلية في يونيو المقبل عن حالة من الصراع المبكر الذي لم تعلن اطرافه بعد عن هويتهم بشكل صريح فجميع القيادات الوفدية المثار حولهم جدل يتحركون في المحافظات دون أن يعلنوا رسمياً عن أنهم سيتقدمون للترشح للانتخابات المقبلة فمحمود أباظة يؤكد للمحيطين به أنه لم يحسم موقفه بعد رغم أنه كان قد أعلن في وقت سابق أمام الجمعية العمومية أنه لم يرشح نفسه لدورة أخري وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب ود. السيد البدوي عضو الهيئة العليا يؤكدون لانصارهم أنهم لم يحسموا موقفهم بعد. وتردد أن البدوي يريد أن يساند بدراوي، الأمر الذي استبعده البعض معتبرين أنه من السابق لأوانه حسم الموقف، ورغم ذلك يشهد الحزب حالة من الحراك بواسطة أفراد يسعون لتشكيل قوائم للهيئة العليا بحيث تضم عناصر نشطة ومتفاعلة مع لجان المحافظات. وانقسمت هذه القوائم بين مجموعات ترفض استبعاد المرأة وجيل الوسط وعناصر أخري تجري اتصالات بالمحافظات تمهيداً للاتفاق علي القائمة التي أرادوا أن تستبعد عناصر الهيئة العليا المبتعدة لكبر سنها. ويأتي هذا وسط حالة من الترقب لحين ظهور أطراف الصراع الحقيقية إذ ظهرت مطالبات جديدة بضرورة استعادة العناصر المبتعدة والتي انصرفت لاستيائها من الوضع الحالي رغم قدرتها علي تقديم المزيد للحزب بهدف ضمها للهيئة العليا المقبلة.