في محاولة لتجاوز الخلافات الداخلية استعدادًا لخوض الانتخابات البرلمانية وتحقيق نتائج أكثر ايجابية عقد الحزب الناصري اجتماع مكتبه السياسي وأمانته العامة برئاسة كل من سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام للناصري، كما كشفت روزاليوسف في وقت سابق. أبدي جميع أعضاء الأمانة استعدادهم لتجاوز الخلافات الداخلية حتي تستطيع الكوادر الحالية خوض معركة انتخابية حقيقية وتفعيل حركة الحزب في المحافظات بشكل كبير. ووجهوا نداء لزملائهم ألا يتغيبوا عن اجتماعات الحزب التنظيمية استعدادًا للانتخابات المقبلة مشددين علي أن ترويج القيادات المركزية أمثال عاشور حسن ود. محمد أبوالعلا وغيرهم من القيادات لمرشحي الحزب في القواعد والمحافظات يساعد علي دعمهم بشكل كبير. وكشفت اجتماع الأمانة العامة الذي ضم 17 ممثلا عن 17 أمانة ناصرية عن وجود اتجاهات لدي بعض المحافظات للمقاطعة كالمنوفية بسبب ما سموه سيطرة الوطني ونواب المحظورة علي الدائرة.. وهو ما اعتبروه يقلل فرص كوادر الحزب في الفوز وأيدتها في اتجاه المقاطعة محافظة الإسماعيلية التي أعلنت أنها لا تملك الكوادر التي تساعدها علي الفوز في المعركة، خاصة في إطار الشعار الذي تبناه الحزب بأن خوض الانتخابات لا يجب أن يكون هدفًا في حد ذاته وإنما وسيلة تمكن الناصري من خوض انتخابات حقيقية والفوز بمقاعد في البرلمان. وأعلنت قيادات أنها ستطالب أحمد الجمال نائب رئيس الحزب لخوض الانتخابات في محافظة الغربية والتي طالب محمد بدر حجازي أمينها بالمقاطعة لعدم وجود عناصر تحظي بالشعبية اللازمة وتحدث آخرون عن أن يخوض عاشور الانتخابات أيضا في دائرته بسوهاج، ومحمد عبدالدايم أمين العمل الجماهيري بأسيوط ومحمد عبدالحفيظ عضو المكتب السياسي بدائرة الجمالية بالقاهرة ونشوي الديب أمينة الشئون العربية في الجبزة. وأرجأت الأمانة العامة تحديد عدد المرشحين وخريطة دوائرهم المفترض اقرارها بشكل مؤسسي ونهائي مع قرب الانتخابات إلي منتصف فبراير حيث بدت أغلبية الأمانات غير جاهزة للإعلان عن مرشحيها بشكل دقيق وواضح خاصة في ظل التخوفات التي تنتاب بعض المسئولين عن المحافظات لأنهم لا يمتلكون كوادر حالية داخل البرلمان، فضلا عن عدم الالتحام مع الجماهير من قبل الكوادر الحالية. فيما أبدي بعض الأعضاء رغبتهم في خوض انتخابات الشوري كالقاهرة وأمانة قنا ومحافظات أخري وأعلنت محافظات القاهرة والجيزة والوادي الجديد أيضًا أنها جهزت سيدات ناصريات لخوض الانتخابات البرلمانية. ولم يختلف الوضع كثيرًا في اجتماع المكتب السياسي للحزب الذي عقد يوم الخميس الماضي حيث كشفت بعض القيادات أنهم قرروا خوض انتخابات الشعب والشوري مبدئيا ما لم تحدث مستجدات تجبر الحزب وقياداته علي فكرة المقاطعة بالتنسيق مع الأحزاب والقوي السياسية.. وقال أحمد عبدالحفيظ الأمين المساعد أن فكرة المقاطعة ستكون خيارًا إذا لم تكن الضمانات الموضوعة لنزاهة الانتخابات كافية وتابع إذا لم تكن هناك ضمانات سنقاطع الانتخابات وسندعو الأمانة العامة لاتخاذ قرار المقاطعة مع إعادة النظر في فكرة التنسيق مع الأحزاب والقوي السياسية الأخري. اللافت أن الاجتماع الذي استمر نحو 3 ساعات تناولت فيه قيادات الأمانة وجبات الدجاج المشوي والمكرونة في الوقت الذي اشتكوا فيه من نقص الامكانيات المادية وعدم قدرة الحزب علي دعم مرشحيه في الانتخابات. وحذر عدد من أمناء المحافظات من خطورة انهيار الحزب في حالة فشله في الحصول علي مقاعد في البرلمان، خاصة أن الأمانة العامة لم تسم مرشحين بأعينهم بل وطالبوا بأن يغلق الحزب أبوابه علي الفور في حالة حدوث مثل هذه المسألة، وأمام هذه الحالة اقترح مشاركون في الاجتماع اتجاه الحزب لعقد صفقة مع النظام علي غرار ما يحدث مع الوفد والتجمع من أجل أن يضمن الحزب مقاعده في البرلمان إلا أن هذا الاقتراح لاقي اعتراضًا من أعضاء الأمانة. وظهر واضحًا في اجتماع الأمانة العامة انسجام وتوافق للمرة الأولي من نوعها بين عاشور وحسن بما وصفه البعض بصفقة جديدة من نوعها ستتضح ملامحها في الانتخابات المقبلة.