أعاد الهجوم الأخير علي حافلة منتخب توجو الوطني لكرة القدم في أنجولا ومقتل السائق وأحد الصحفيين ومساعد مدرب الفريق منتهيا بانسحاب توجو من كأس الأمم الافريقية، إلي الأذهان مأساة غزو التوترات السياسية للعبة الجميلة. مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الصادرة عن مركز كارنيجي للسلام الدولي أصدرت مؤخرا تقريرا مجمعا لأشهر التوترات الكروية في العالم، وبالطبع كان للتوتر الأخير بين مصر والجزائر نصيبه.. واتهم التقرير الذي كتبه الباحث أندرو سويفت الاعلام الجزائري بالكذب حيال ما جري في مصر للمشجعين الجزائريين عقب المباراة التي أقيمت باستاد القاهرة. التنافس الكلاسيكي السنة: 1902 وحتي الآن الفرق: برشلونة وريال مدريد الأضرار: أحد أكثر وأطول المنافسات الكروية المسيسة في العالم، فمنذ الحرب الأهلية في اسبانيا قصف الفاشيون منزل نادي برشلونة وطوال عهد فرانكو كان ريال مدريد هو نادي النظام الحاكم فيما مثل برشلونة الاقليمية الكتالونية. وفي عام 1939، تم حظر اللغة الكتالونية مما أجبر برشلونة علي ازالة علم كتالونيا من شعاره لكنه ظل المكان الوحيد الذي يمكن التحدث فيه باللغة الكتالونية في عهد فرانكو مما جعله يرفع شعار "أكثر من مجرد نادي". وبالرغم من أن التوترات هدأت كثيرا بعد رحيل فرانكو الا أن المحاولات ما زالت مستمرة لأخذ لاعبي برشلونة إلي مدريد. حرب كرة القدم السنة: 1969 الفرق: هندوراس والسلفادور الأضرار: اشتبكت هندوراس والسلفادور في ثلاث مباريات في تصفيات كأس العالم ثم اندلعت الحرب بعد ذلك بأسبوعين في ما يطلق عليها اسم حرب كرة القدم. استاءت هندوراس بالفعل من جارتها بحلول أواخر الستينيات بسبب 300 ألف مهاجر سلفادوري غير شرعي دخلوا البلاد. وفي ربيع 1969 ، بلغ التوتر مستوي آخر عندما بدأت هندوراس في طرد العديد من هؤلاء المهاجرين عبر الحدود. وعندما التقي الفريقان في مباراة فاصلة، أثار استفحال عنف المشجعين والذي قتل عدد منهم هيستيريا في وسائل إعلام كلا البلدين وانتهي بقطع هندوراس علاقاتها الدبلوماسية مع السلفادور في 27 يونيو. وفي 14 يوليو شنت السلفادور ضربات جوية علي أهداف في هندوراس وفي اليوم التالي غزا جيشها 5 أميال داخل عمق هندوراس، لكن نقص الامدادات أوقف الهجوم السلفادوري، وتوصلت منظمة الدول الأمريكية إلي اتفاق لوقف اطلاق النار دخل حيز التنفيذ يوم 20 يوليو. الخسائر البشرية في هذه الحرب كانت ألفي شخص معظمهم مدنيون في هندوراس إلي جانب طرد عشرات الآلاف من السلفادوريين من هندوراس. كارثة ملعب هيسل السنة: 1985 الفرق: نادي ليفربول ويوفنتوس الأضرار: مقتل 39 مشحعا واصابة أكثر من 600 بجروح أغلبهم من الايطاليين قبل ساعات من انطلاق نهائي كأس أوروبا في بروكسل. ووفق مشجعي ليفربول، فان مشجعي يوفنتوس بدأوا في اطلاق قاذفات صواريخ بعد شرائهم تذاكر المباراة من المنطقة المحايدة المخصصة للمشجعين البلجيكيين فهرع مشجعو ليفربول للمنطقة وفر الكثيرون تجاه الحائط الذي انهار وسحق الكثيرين. وانتقدت السلطات البلجيكية لعدم نشرها قوات كافية من الشرطة ولاختيارها ملعبا قديما لاقامة المباراة التي انتهت بفوز يوفنتوس وحرمان جميع الفرق الانجليزية من المسابقات الأوروبية لكرة القدم لمدة خمس سنوات بينما منع ليفربول بسبع سنوات. تفجر التوترات العرقية في البلقان السنة: 1990 الفرق: النجم الأحمر (بلجراد) ودينامو (زغرب) الأضرار: بدأت الاضطرابات بعد انتصار السياسيين الكرواتيين المؤيدين للاستقلال في انتخابات ابريل 1990 مما أثار توترات عرقية في يوغوسلافيا، وفي الشهر التالي سافر وفد من مشجعي النجم الأحمر العنيف والذي اتضح لاحقا انه وحدة صربية شبه عسكرية وبقيادة مجرم الحرب الصربي زيلكو رازناتوفيتش إلي زغرب لحضور مباراة قمة بين الجانبين الصربي والكرواتي. واندلع القتال في الشوارع وفي داخل الملعب الذي سيستضيف المباراة وسمحت الشرطة الصربية لمشجعي النجم الأحمر بالهجوم علي مشجعي فريق دينامو وانخرط آلاف الكروات في القتال قبل المباراة التي لم تقام أبدا لكن الكثيرين من عصابات المشجعين انضموا لاحقا إلي القوات شبه العسكرية كل لطرفه في حروب البلقان في التسعينيات. اشتباكات مصر والجزائر السنة: 2009 الفرق: مصر والجزائر الأضرار: خيمت التوترات علي المنتخبين الوطنيين للبلدين أواخر نوفمبر في اطار مباريات التأهل لكأس العالم، في تكرار للمباريات الساخنة بينهما منذ 20 عاما بعد أن فازت مصر علي الجزائر للتأهل لكأس العالم في ايطاليا عام 1990 وقام وقتها النجم الجزائري الأخضر بلومي بفقع عين طبيب المنتخب المصري بزجاجة.. قبل مباراة 2009 بأسابيع، هاجم هاكرز الموقعين الاليكترونيين للفريقين ليصعدا التوتر وعقب وصول حافلة الفريق الجزائري إلي القاهرة تعرض للقذف بالحجارة من قبل المشجعين المصريين وأصيب بعض اللاعبين (الاعلام المصري زعم أن الحادث كان مسرحية). وعندما سجلت مصر هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة ثارت القاهرة من الفرحة وأصيب 20 مشجعا جزائريا في الفوضي لكن الاعلام الجزائري رسم صورة مغايرة للوضع وقال ان المشجعين الجزائريين أحرقوا أحياء وتم نزع ملابس النساء وأن المشجعين الجزائريين يقتلون في الشوارع مما أدي لسرقة البيزنس المصري بالجزائر. وبعد فوز الجزائر في المباراة الفاصلة أواخر نوفمبر اندلعت جولة جديدة من العنف وقال علاء مبارك ان الاعتداءات علي المشجعين المصريين في السودان كانت متعمدة، الا أن الحكومتين المصرية والجزائرية كانتا سعيدتين بتغيير موجة الانتقادات الموجهة لهما علي الأقل لفترة قصيرة.. ولم يهدأ التوتر الا عندما قامت الحكومتان بتهدئة التغطية الاعلامية الحكومية.