رفض خبراء وقيادات إعلامية بارزة تدني مستوي الإعلام في مواجهة الأزمات وهو ما برز بوضوح شديد في معالجته للعديد من القضايا علي مختلف الأصعدة سياسياً واجتماعياً ودينياً ورياضيا وما ظهر من مبالغات وشائعات كادت تطيح بمصداقيتها لدي الجماهير إلي درجة أنها باتت قنبلة موقوتة قد تدمر أكثر مما تستطيع بناءه. فما هو رأي اساتذة الإعلام والصحفيين في معالجة الإعلام لأحداث نجع حمادي؟! - انتقدت د.ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة ممارسات الإعلام الخاص الذي أثبت خروجه عن المعايير الأخلاقية والمهنية في تناوله للعديد من القضايا إلي درجة أن بعض القنوات الفضائية خرجت للطعن في أديان الآخرين وهو ما يمكن تسميته بالتطرف المهني. وذكرت عميد كلية الإعلام أنهم يتحدثون بعبارات وأحاديث لا يدركون أبعادها وخطورتها علي المجتمع وهو ما أصبح يهدد أمنه واستقراره واستشهدت بمثال لذلك عندما طالبت إحدي طالبات الفرقة الأولي بضرورة التخلي عن النقاب في امتحانات منتصف العام إلا أنها بكت بكاء شديداً وكان ذلك نتيجة لما تبثة تلك القنوات من سموم في أفكار الشباب الصغير بعباراتً هتروحي النار وستفشلي إذا تركتيه وتابعت عبدالمجيد: تحاول هذه القنوات أن ترتدي رداء الدين وهي أبعد ما يكون عنه وعن وسطيته. وحملت عميدة كلية الإعلام تلك الفضائيات المسئولية فيما سمته بتخريب وتدمير البلد باستمرار تلك المعالجات التي تشعل فتيل الأزمة وتحرض أصحاب الأديان علي بعضهم البعض. وطالبت د.ليلي عبدالمجيد بضرورة استعادة الجماهير الثقة مرة أخري في إعلام الدولة الذي تغير تغيراً ليحرص علي تقاليد للمجتمع واستقراره غير التي تلاعبت بمبادئ الحرية والديمقراطية واستغلتها استغلالا سيئا مما أصبح يهدد الأمن القومي والمجتمعي بإثارة الفتن بين قطبي المجتمع مما ينذر بحرق المجتمع ككل مستنكرة تجاوزات بعض وسائل الإعلام في تغطية أحداث نجع حمادي والإصرار علي وصفها بالفتنة الطائفية وفي سياق متصل وصف سعد هجرس مدير تحرير جريدة العالم اليوم المنظومة الإعلامية بأنها أصبحت أداة تهييجية تنقل الشائعات مما أفرز نتائج سلبية لمعالجتها استوجب معاقبة بعضها بأشد درجات الحساب كالذي حدث في أزمة مباراة مصر والجزائر والحديث عن البرادعي وغيره فسقط بدرجة كبيرة ومارس أكبر قدر من الغوغائية والابتعاد عن المهنية والاحترافية فضرب عرض الحائط بالإدلاء بالمعلومات الصحيحة والابتعاد عن التهييج وتزيف الحقائق فصادت فرشوط مثلا طرح 3 روايات عن مسيحيين أحرقوا مسجداً ومسيحي اعتدي علي مسلمة والعكس وكلها ثبت كذبها ودعا هجرس الهيئات الرقابية الإعلامية بالقيام بدورها من مجلس نقابة الصحفيين وإنشاء مجلس حكماء من شخصيات مستقلة عن الحكومة والمعارضة كالنظام المطبق في إنجلترا حتي يوصف إعلامنا بأنصاف الحقائق وإعلام الشائعات ويصبح جزءاً من المشكلة بدلاً من حلها. ومن جانبه قال د. فاروق أبوزيد عميد كلية الإعلام بجامعة التكنولوجيا وعلوم الإعلام إن التغطية الإعلامية للأزمات مؤخراً يجب حصرها في الإجابة عن سؤالين هل تزود المشكلة أم تعالجها وفي أحيان كثيرة لا تعتمد وسائل الإعلام علي وعي بما تقدمه مما يمكن محاسبته عليه بأنها تبث دعوات لإثارة الفتن الطائفية وتزيد من الاحتقان وتتعامل بمنطق فئوي حتي توزع كثيراً مع القضايا الطائفية وأضاف أبوزيد الإ أنه من خلال متابعته مؤخراً لأزمة نجع حمادي تعاملت وسائل الإعلام معها بما يمكن وصفه بأنه معالجات شبه موضوعية اعتمدت علي رصد المعلومات وتحليلها. ويري عصام كامل رئيس تحرير جريدة الأحرار أن ما قام به الإعلام من رفع حدة الصراع الطائفي وتجاهلهم للبعد الاجتماعي والتقاليد التي تحكم منطقة كنجع حمادي جعل تناولها للأزمة سطحياً وهشاً كمن يحاول سكب الزيت علي النار وحاول العديد من الصحف الخاصة والفضائيات التناول الإعلامي لتلك القضية.